باب هواتف الجن


تفسير

رقم الحديث : 161

حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ عُبَيْدٍ ، ثنا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ ، عَنْ سَوَّارِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، عَنْ أَبِي يَاسِينَ ، قَالَ : كُنَّا مَعَ الْحَسَنِ قُعُودًا فِي الْمَسْجِدِ , فَقَامَ فَانْصَرَفَ إِلَى أَهْلِهِ , وَقَعَدْنَا بَعْدَهُ نَتَحَدَّثُ فِي مَشْيَخَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ , قَالَ : فَدَخَلَ بَدَوِيُّ مِنْ بَعْضِ أَعْرَابِ بَنِي سُلَيْمٍ الْمَسْجِدَ فَجَعَلَ يَسْأَلُ ، مَنْ يَدُلُّنِي عَلَى الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ ؟ فَقُلْتُ لَهُ : اقْعُدْ ، فَقَعَدَ , فَقُلْتُ : مَا حَاجَتُكَ ؟ قَالَ : إِنِّي رَجُلٌ مِنَ الْبَادِيَةِ وَكَانَ لِي أَخٌ مِنْ أَشَدِّ قَوْمِهِ , فَعَرَضَ لَهُ بَلاءٌ فَلَمْ يَزَلْ بِهِ حَتَّى شَدَدْنَاهُ فِي الْحَدِيدِ وَكُنَّا مَعَهُ فِي عَنَاءٍ فَبَيْنَا نَحْنُ نَتَحَدَّثُ فِي نَادِينَا , إِذَا هَاتِفٌ يَقُولُ : السَّلامُ عَلَيْكُمْ ، وَلا نَرَى أَحَدًا فَرَدَدْنَا عَلَيْهِ , فَقَالَ : يَا هَؤُلاءِ ، إِنَّا جَاوَرْنَاكُمْ فَلَمْ نَرَ بِجَوَارِكُمْ بَأْسًا , وَلَمْ نَرَ مِنْكُمْ إِلا خَيْرًا وَإِنَّ سَفِيهًا لَنَا تَعَرَّضَ لِصَاحِبِكُمْ هَذَا فَأَرَدْنَاهُ عَلَى تَرْكِهِ فَأَبَى ، فَلَمَّا رَأَيْنَا ذَلِكَ أَنْ نَعْتَذِرَ إِلَيْكُمْ , ثُمَّ قَالَ : يَا فُلانُ لأَخِيهِ : انْظُرْ إِذَا كَانَ يَوْمُ كَذَا وَكَذَا فَاجْمَعْ قَوْمَكَ ، ثُمَّ شُدَّهُ وَاسْتَوْثِقُوا مِنْهُ ، فَإِنَّهُ إِنْ يَفْلِتُكُمْ لَمْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِ أَبَدًا , ثُمَّ احْمِلْهُ عَلَى بَعِيرٍ فَأْتِ بِهِ وَادِي كَذَا وَكَذَا , ثُمَّ خُذْ مِنْ بَقْلَةِ الْوَادِي قَرْصَةً ثُمَّ أَوْجِرْهُ إِيَّاهُ , وَإِيَّاكَ أَنْ يَنْفَلِتَ مِنْكُمْ ، فَإِنَّهُ إِنْ يَنْفَلِتْ لَمْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِ أَبَدًا , فَاسْتَوْثِقُوا مِنْهُ , فَقُلْتُ : رَحِمَكَ اللَّهُ ، فَمَنْ يَدُلُّنِي عَلَى هَذَا الْوَادِي وَعَلَى هَذَا الْبَقْلِ ؟ قَالَ : إِذَا كَانَ ذَلِكَ الْيَوْمُ فَإِنَّكَ تَسْمَعُ صَوْتًا أَمَامَكَ , فَاتَّبِعِ فَإِنَّكَ الصَّوْتَ , فَلَمَّا كَانَ ذَلِكَ الْيَوْمُ جَمَعْتُ قَوْمِي فَإِذَا أَخِي لَيْسَ بِالَّذِي كَانَ قُوَّةً وَشِدَّةً , فَلَمْ نَزَلْ نُعَالِجُهُ حَتَّى اسْتَوْثَقْنَاهُ ثُمَّ حَمَلْتُهُ عَلَى بَعِيرٍ , فَإِذَا أَنَا بِصَوْتٍ أَمَامِي إِلَيَّ فَلَمْ نَزَلْ نَتَّبِعُ الصَّوْتَ وَهُوَ يَقُولُ : إِلَيَّ فُلانُ , اسْتَوْثِقُوا مِنْهُ ، فَإِنَّهُ إِنْ يَنْفَلِتْ مِنْكُمْ فَلَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِ أَبَدًا , ثُمَّ قَالَ : اهْبِطْ هَذَا الْوَادِي ، وَقَالَ : أَنِخْ وَاسْتَوْثِقُوا مِنْهُ ، فَإِذَا صَاحِبُنَا لَيْسَ بِالَّذِي كَانَ شِدَّةً وَقُوَّةً , فَاسْتَوْثَقْنَا مِنْهُ , فَقَالَ : يَا فُلانُ ، قُمْ فَخُذْ مِنْ هَذَا الْبَقْلُ فَافْعَلْ كَذَا وَكَذَا ، حَتَّى فَعَلْنَا مَا أَمَرَنَا , يَقُولُ : اسْتَوْثِقُوا مِنْهُ فَإِنَّهُ إِنْ يَنْفَلِتْ لَمْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِ , قَالَ : فَإِذَا نَحْنُ لا نُطِيقُ صَاحِبَنَا فَجَعَلَ يُنَادِي : اسْتَوْثِقُوا مِنْهُ حَتَّى أَوْثَقْنَاهُ , فَلَمَّا وَقَعَ فِي جَوْفِهِ ، جلَّى عَنَّا وَعَنْ نَفْسِهِ , وَفَتَحَ عَيْنَيْهِ فَأَقْبَلَ إِلَيْنَا ، فَقَالَ : يَا أَخِي ، مَا بَلَغَ مِنْ أَمْرِي حَتَّى فَعَلْتُمْ بِي هَذَا ؟ قَالَ : قُلْتَ : يَا أَخِي ، لا تَسْأَلْنَا , قَالَ : يَا أَخِي ، أَخْبِرْنِي مَا الَّذِي بَلَغَ مِنْ أَمْرِي حَتَّى صِرْتُ إِلَى مَا أَرَى ؟ قَالَ : قُلْتُ : يَا أَخِي ، لا تَسْأَلْنَا , فَقَالَ : خَلُّوا سَبِيلَهُ وَأَطْلِقُوهُ مِنَ الْحَدِيدِ الَّذِي هُوَ فِيهِ , قَالَ : فَقُلْتُ لَهُ : قَدْ رَأَيْتَ الَّذِيَ لَقِينَا مِنْهُ وَأَخَافُ أَنْ يَذْهَبَ عَلَى وَجْهِهِ , قَالَ : لا وَاللَّهِ ، لا يَعُودُ إِلَيْهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ فَأَطْلِقُوهُ , فَأَطْلَقْنَاهُ ، فَأَقْبَلَ عَلَيَّ بَعْدَمَا أَطْلَقْنَاهُ , فَقَالَ : يَا أَخِي ، مَا كَانَ مِنْ أَمْرِي حَتَّى صِرْتُ إِلَى مَا أَرَى ؟ قُلْتُ : لا تَسْأَلْنِي , قَالَ : خَلُّوا عَنْهُ , فَقُلْتُ لَهُ : رَحِمَكَ اللَّهُ ، أَحْسَنْتَ إِلَيْنَا وَلَكِنْ بَقِيَ شَيْءٌ أَخْبِرْنِي بِهِ , قَالَ : مَا هو ؟ قُلْتُ : إِنَّكَ حِينَ قُلْتَ لَنَا مَا قُلْتَ نَذَرْتُ إِنِ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَافَى أَخِي أَنْ أَحُجَّ مَاشِيًا مَزْمُومًا , قَالَ : وَاللَّهِ إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ مَا لَنَا بِهِ عِلْمٌ , وَلَكِنْ أَدُلُّكَ اهْبِطْ هَذَا الْمَوْضِعَ مَوْضِعًا قَدْ سَمَّاهُ ، فَأْتِ الْبَصْرَةَ فَاسْأَلْ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ فَاسْأَلْهُ عَنْ هَذَا وَانْتَهِ إِلَى قَوْلِهِ فَإِنَّهُ رَجُلٌ صَالِحٌ ، قَالَ : فَجِئْنَا إِلَى بَابِ الْحَسَنِ ، فَاسْتَأْذَنْتُ ، فَخَرَجَتِ الْجَارِيَةُ ثُمَّ رَجَعَتْ إِلَيْهِ , فَقَالَتْ : هَذَا أَبُو يَاسِينَ بِالْبَابِ , قَالَ : قُولِي لَهُ فَلْيَدْخُلْ , فَدَخَلْتُ فَإِذَا هُوَ فِي غَرْفَةٍ أَظُنُّهَا مِنْ قَصَبٍ , وَإِذَا فِي الْغُرْفَةِ سَرِيرٌ مَرْمُولٌ مِنْ شَرِيطٍ ، وَإِذَا الْحَسَنُ قَاعِدٌ عَلَيْهِ , فَسَلَّمْتُ فَرَدَّ عَلَيَّ السَّلامَ , فَقَالَ : يَا أَبَا يَاسِينَ ، إِنَّمَا عَهْدِي بِكَ مِنْ سَاعَةٍ فَمَا حَاجَتُكَ ؟ قُلْتُ : يَا أَبَا سَعِيدٍ ، مَعِي غَيْرِي فَأَذِنَ لَهُ , قَالَ : نَعَمْ ، فَقَالَ لِلْخَدَمِ : ائْذَنُوا لَهُ , قَالَ : فَدَخَلَ إِلَيْهِ ، فَسَلَّمَ ، ثُمَّ قَعَدَ مَعَهُ , فَقُلْتُ لَهُ : أَعِدْ حَدِيثَكَ كَمَا حَدَّثْتَنِي ، فَأَخَذَ فِي أَوَّلِهِ وَالْحَسَنُ مُسْتَقْبِلُهُ حَتَّى انْتَهَى إِلَى قَوْلِهِ : ائْتِهِ فَاسْأَلْهُ فَإِنَّهُ رَجُلٌ صَالِحٌ ، فَبَكَى وَاللَّهِ الْحَسَنُ ، وَقَالَ : " أَمَّا الزِّمَامُ فَمِنْ طَاعَةِ الشَّيْطَانِ فَلا تُزِمَّ نَفْسَكَ ، وَكَفِّرْ عَنْ يَمِينِكَ ، وَأَمَّا الْمَشْيُ فَامْشِ إِلَى بَيْتِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَأَوْفِ بِنَذْرِكَ " .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.