حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ كَثِيرٍ ، ثنا الْحَارِثُ بْنُ مُرَّةَ ، ثنا عُمَرُ بْنُ عَامِرٍ السُّلَمِيُّ ، قَالَ : عَاتَبَ صَاحِبُ شُرْطَةِ مُعَاوِيَةَ ابْنًا لَهُ حَتَّى أَخْرَجَهُ مِنَ الْبَيْتِ , ثُمَّ قَامَ حَتَّى أَغْلَقَ الْبَابَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ , وَابْنُهُ فِي الصُّفَّةِ ، فَأَرِقَ الْفَتَى مِنْ سَخَطِ أَبِيهِ , فَبَيْنَا هُوَ كَذَلِكَ إِذَا مُنَادٍ يُنَادِي عَلَى الْبَابِ : " يَا سُوَيْدُ ، يَا سُوَيْدُ ، فَقَالَ الْفَتَى : وَاللَّهِ مَا فِي دَارِنَا سُوَيْدٌ حُرٌّ وَلا عَبْدٌ , قَالَ : فَانْخَرَطَ لَنَا سِنَّوْرٌ أَسْوَدُ مِنْ شَرْجَعٍ لَنَا فِي الصُّفَّةِ , قَالَ : فَأَتَى الْبَابَ , قَالَ : مَنْ هَذَا ؟ قَالَ : أَنَا فُلانٌ , قَالَ : مِنْ أَيْنَ جِئْتَ ؟ قَالَ : مِنَ الْعِرَاقِ , قَالَ : فَمَا حَدَثَ فِيهَا ؟ قَالَ : قُتِلَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : فَهَلْ عِنْدَكَ شَيْءٌ تُطْعِمُنِيهِ فَإِنِّي غَرْثَانُ ؟ قَالَ : لا وَاللَّهِ لَقَدْ خَمَّرُوا آنِيَتَهُمْ وَسَمَّوْا عَلَيْهَا غَيْرَ أَنَّ هَاهُنَا سُفُّودًا شَوَوْا عَلَيْهِ شَوْيَةً لَهُمْ وَعَلَيْهِ وَضَرٌ فَهَلْ لَكَ فِيهِ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : فَجَاءَ سُوَيْدٌ السِّنَّوْرَ , وَالسَّفُّودُ مُسْنَدٌ فِي زَاوِيَةِ الصُّفَّةِ , قَالَ : فَغَمَّضَ الْفَتَى عَيْنَيْهِ ، فَأَخَذَ سُوَيْدٌ السَّفُّودَ فَأَخْرَجَهُ إِلَيْهِ مِنْ ذَلِكَ الْبَابِ , قَالَ : فَعَرَقَهُ حَتَّى سَمِعْتُ عَرَقَهُ إِيَّاهُ , قَالَ : ثُمَّ جَاءَ بِهِ فَأَسْنَدَهُ فِي زَاوِيَةِ الصُّفَّةِ , قَالَ : فَقَامَ الْفَتَى فَضَرَبَ عَلَى أَبِيهِ الْبَابَ حَتَّى أَيْقَظَهُ , فَقَالَ : مَنْ هَذَا ؟ قَالَ : فُلانٌ اخْرُجْ إِلَيَّ , قَالَ : لا , قَالَ : إِنَّهُ قَدْ حَدَثَ أَمْرٌ عَظِيمٌ فَفَتَحَ لَهُ , قَالَ : أَسْرِجْ لِي , فَأَسَرَجَ لَهُ , فَأَتَى بَابَ مُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَطَلَبَ الإِذْنَ حَتَّى وَصَلَ إِلَيْهِ فَحَدَّثَهُ الْحَدِيثَ , قَالَ : مَنْ سَمِعَ هَذَا ؟ قَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ سَمِعَهُ ابْنُ أَخِيكَ فُلانٌ , قَالَ : وَمَعَكَ هُوَ ؟ قَالَ : نَعَمْ , قَالَ : فَأَدْخَلَهُ فَحَدَّثَهُ الْحَدِيثَ , قَالَ : فَكَتَبَ تِلْكَ السَّاعَةَ وَتِلْكَ اللَّيْلَةَ فَكَانَتْ كَذَلِكَ " .