قَالَ : حَدَّثَنِي هِشَامٌ ، قال : حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ عِمْرَانَ ، قال : سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ مُهَاجِرٍ مَوْلَى الْأَنْصَارِ ، قَالَ : " أَقْبَلَ غَيْلَانُ وَهُوَ مَوْلًى لِآلِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ وَصَالِحُ بْنُ سُوَيْدٍ إِلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، فَلَقِيَا مُزَاحِمًا مَوْلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَسَأَلَاهُ أَنْ يَجْعَلَهُمَا فِي حَرَسِ عُمَرَ ، فَذَكَرَهُمَا لِعُمَرَ ، فَأَدْخَلَهُمَا عَلَيْهِ فَكَلَّمَهُمَا فَسَرَّهُ رَغْبَتُهُمَا فِي ذَلِكَ ، فَقَالَ : أَجْلِسْهُمَا يَا عَمْرُو وَامْنَعْهُمَا مِنْ حَمْلِ السَّيْفِ . قَالَ عَمْرٌو : فَفَعَلْتُ ، فَبَلَغَهِ أَنَّهُمَا يَنْطِقَانِ فِي الْقَدَرِ ، فَدَعَاهُمَا ، فَقَالَ : أَعِلْمُ اللَّهَ نَافِذٌ فِي عِبَادِهِ أَوْ مُنْتَقِضٌ ؟ قَالَا : بَلْ نَافِذٌ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ . قَالَ : فَفِيمَ الْكَلَامُ . فَخَرَجَا ، ثُمَّ بَلَغَهُ أَنَّهُمَا قَدْ أَسْرَفَا ، فَقَالَ : مَا هَذَا الْأَمْرُ الَّذِي تَنْطِقَانِ فِيهِ ؟ قَالَا : نَقُولُ مَا قَالَ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ : هَلْ أَتَى عَلَى الإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا سورة الإنسان آية 1 . . . . . إِلَى وَإِمَّا كَفُورًا سورة الإنسان آية 3 ، ثُمَّ سَكَتَ ، فَقَالَ عُمَرُ : اقْرَأْ ، فَقَرَأَ حَتَّى بَلَغَ : يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ سورة الإنسان آية 31 ، فَقَالَ عُمَرُ : كَيْفَ تَرَى يَا ابْنَ الْأَتَانَةِ ؟ تَأْخُذُ الْفُرُوعَ ، وَتَدَعُ الْأُصُولَ ثُمَّ أَخْرَجَهُمَا ، فَلَمَّا كَانَ عِنْدَ مَرَضِهِ بَلَغَهُ أَنَّهُمَا قَدْ أَشْرَفَا ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِمَا وَهُوَ مُغْضَبٌ ، فَقَالَ : أَلَمْ يَكُنْ فِي سَابِقِ عِلْمِ اللَّهِ حِينَ أَمَرَ إِبْلِيسَ بِالسُّجُودِ أَنَّهُ لَا يَسْجُدُ ؟ قَالَ عَمْرٌو : فَأَوْمَأْتُ إِلَيْهِمَا بِرَأْسِي ، قُولَا : نَعَمْ . فَقَالَا : نَعَمْ . فَأَمَرَ بِإِخْرَاجِهِمَا ، وَالْكِتَابُ إِلَى الْأَجْنَادِ بِخِلَافِ مَا قَالَا . فَمَاتَ عُمَرُ قَبْلَ أَنْ تُنَفَّذَ تِلْكَ الْكُتُبُ " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |