حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَبُو سَعِيدٍ ، نا مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ شَابُورَ ، نا يَحْيَى بْنُ أَبِي عَمْرٍو السَّيْبَانِيُّ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيِّ ، أَنَّهُ حَدَّثَهُ ، عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الأَسْقَعِ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : خَرَجْتُ مُهَاجِرًا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَصَلَّى ، فَلَمَّا سَلَّمَ أَقْبَلَ النَّاسُ بَيْنَ خَارِجٍ وَقَائِمٍ ، فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يَرَى جَالِسًا إِلا دَنَا إِلَيْهِ ، فَيَسْأَلُهُ : هَلْ لَكَ مِنْ حَاجَةٍ ؟ وَبَدَأَ بِالصَّفِّ الأَوَّلِ ، ثُمَّ الثَّانِي ، ثُمَّ الثَّالِثِ ، حَتَّى دَنَا إِلَيَّ ، فَقَالَ : هَلْ لَكَ مِنْ حَاجَةٍ ؟ فَقُلْتُ : نَعَمْ ، يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَقَالَ : " وَمَا حَاجَتُكَ ؟ قُلْتُ : الإِسْلامُ ، قَالَ : هُوَ خَيْرٌ لَكَ ، قَالَ : وَتُهَاجِرُ ؟ قُلْتُ : نَعَمْ ، قَالَ : هِجْرَةُ الْبَادِيَةِ أَوْ هِجْرَةُ الْبَاتَّةِ ؟ فَقُلْتُ : أَيُّهُمَا أَفْضَلُ ؟ قَالَ : هِجْرَةُ الْبَاتَّةِ ، وَهِجْرَةُ الْبَاتَّةِ أَنْ تَثْبُتَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَهِجْرَةُ الْبَادِيَةِ أَنْ تَرْجِعَ إِلَى أَهْلِكَ وَعَلَيْكَ بِالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ فِي عُسْرِكَ وَيُسْرِكَ ، وَمَكْرَهِكَ وَمَنْشَطِكَ ، وَأَثَرَةٍ عَلَيْكَ ، قَالَ : فَبَسَطْتُ يَدِي إِلَيْهِ فَبَايَعْتُهُ ، فَاسْتَثْنَى لِي حِينَ لَمِ اسْتَثْنِ لِنَفْسِي ، قَالَ : مَا اسْتَطَعْتَ ، وَنَادَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ " ، فَخَرَجْتُ إِلَى أَهْلِي ، فَوَافَيْتُ أَبِي جَالِسًا فِي الشَّمْسِ مُسْتَدْبِرَهَا ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ بِتَسْلِيمِ الإِسْلامِ ، فَقَالَ لِي : صَبَوْتَ ؟ فَقُلْتُ : بَلْ أَسْلَمْتُ ، فَقَالَ : لَعَلَّ اللَّهَ تَعَالَى يَجْعَلُ لَكَ وَلَنَا فِيهِ خَيْرًا ، فَرَضِيَتُ بِذَلِكَ مِنْهُ ، فَبَيْنَا أَنَا مَعَهُ ، إِذْ أَتَتْنِي أُخْتِي تُسَلِّمُ عَلَيَّ ، فَقُلْتُ : يَا أُخْتُ زَوِّدِينِي زَادَ الْمَرْأَةِ أَخَاهَا غَازِيًا ، قَالَ : فَأَتَتْ بِعَجِينٍ فِي دَلْوٍ ، وَالدَّلْوُ فِي مِزْوَدٍ ، فَأَقْبَلْتُ وَقَدْ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : فَجَعَلْتُ أُنَادِي : أَلا مَنْ يَحْمِلُ رَجُلا لَهُ سَهْمُهُ ؟ فَنَادَانِي شَيْخٌ مِنَ الأَنْصَارِ ، فَقَالَ : لَنَا سَهْمُهُ عَلَى أَنْ يَحْمِلَ عَقِبَهَ وَطَعَامَهُ مَعَنَا ، قَالَ : قُلْتُ : نَعَمْ ، قَالَ : فَسِرْ عَلَى بَرَكَةِ اللَّهِ تَعَالَى ، قَالَ : فَخَرَجْتُ مَعَ خَيْرِ صَاحِبٍ ، زَادَنِي حُمْلانًا عَلَى مَا شَارَطْتُهُ ، وَخَصَّنِي بِطَعَامٍ سِوَى مَا أَطْعَمُ مَعَهُ ، حَتَّى إِذَا أَفَاءَ اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْنَا فَأَصَابَتْنِي قَلائِصُ ، قَالَ : فَسُقْتُهُنَّ حَتَّى أَتَيْتُهُ وَهُوَ فِي خِبَائِهِ ، فَدَعَوْتُهُ ، فَخَرَجَ ، فَقَعَدَ عَلَى حَقِيبَةٍ مِنْ حَقَائِبِ إِبِلِهِ ، ثُمَّ قَالَ : سُقْهُنَّ مُقْبِلاتٍ ، فَسُقْتُهُنَّ مُقْبِلاتٍ ، ثُمَّ قَالَ : سُقْهُنَّ مُدْبِرَاتٍ ، فَسُقْتُهُنَّ مُدْبِرَاتٍ ، فَقَالَ : مَا أَرَى قَلائِصَكَ إِلا كِرَامًا ، قَالَ : قُلْتُ : إِنَّمَا هِيَ غَنِيمَتُكَ الَّتِي شَرَطْتُ لَكَ ، قَالَ : خُذْ قَلائِصَكَ يَا ابْنَ أَخِي ، فَغَيْرَ سَهْمِكَ أَرَدْنَا " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
وَاثِلَةَ بْنِ الأَسْقَعِ | واثلة بن الأسقع الليثي / توفي في :85 | صحابي |
عَمْرِو بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيِّ | عمرو بن عبد الله السيباني | مقبول |
يَحْيَى بْنُ أَبِي عَمْرٍو السَّيْبَانِيُّ | يحيى بن أبي عمرو السيباني / ولد في :63 / توفي في :148 | ثقة يرسل عن الصحابة |
مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ شَابُورَ | محمد بن شعيب القرشي / ولد في :116 / توفي في :200 | ثقة |
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَبُو سَعِيدٍ | دحيم القرشي / ولد في :170 / توفي في :245 | ثقة حافظ متقن |