ما يكون بحمص في ولاية القحطاني وبين قضاعة واليمن بعد المهدي


تفسير

رقم الحديث : 1274

حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي الَّذِي حَدَّثَنِي عَنْ كَعْبٍ ، فِي حَدِيثِهِ : " ثُمَّ تَسْتَمِدُّ الرُّومُ بِالأُمَمِ الثَّانِيَةِ ، فَتُجَيِّشُ عَلَيْهِمُ الأَلْسِنَةَ الْمُخْتَلِفَةَ ، وَيَجْتَمِعُ إِلَيْهِمْ أَهْلُ رُومِيَّةَ وَالْقُسْطَنْطِينِيَّةِ وَأَرْمِينِيَّةَ ، حَتَّى الرُّعَاةُ وَالْحَرَّاثُونَ يَغْضَبُونَ لِمَلِكِ الرُّومِ ، فَيُقْبِلُ بِأُمَمٍ كَثِيرَةٍ سِوَى الرُّومِ مُلُوكٍ عَشَرَةٍ ، يَبْلُغُ جَمْعُهُمْ مِائَةَ أَلْفٍ وَثَمَانِينَ أَلْفًا ، وَتَنْزَوِي الْعَرَبُ بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ مِنْ أَقْطَارِ الأَرْضِ ، وَيَجْتَمِعُ الْجَنَاحَانِ : مِصْرُ وَالْعِرَاقُ بِالشَّامِ ، وَهِيَ الرَّأْسُ ، وَيُقْبِلُ مَلِكُ الرُّومِ عَلَى مِنْبَرٍ مَحْمُولٍ عَلَى بَغْلَيْنِ ، فَيُوَجِّهُونَ جُيُوشَهُمْ فَيَجُولُونَ الشَّامَ كُلَّهَا غَيْرَ دِمَشْقَ ، فَيَسِيرُ إِلَيْهِمُ الْمُسْلِمُونَ عَلَى أَقْدَامِهِمْ ، فَيَلْتَقُونَ فِي عَمْقِ كَذَا وَكَذَا ، أَرْبَعُ مَوَاطِنَ ، فَيَسِيرُ الْجَمْعَانِ عَلَى نَهَرٍ مَاؤُهُ بَارِدٌ فِي الصَّيْفِ ، حَارٌّ فِي الشِّتَاءِ ، فَيَفُورُ مَاؤُهُ وَيَكْثُرُ يَوْمَئِذٍ ، فَيَنْزِلُ الْمُهَاجِرُونَ أَدْنَاهُ ، وَالرُّومُ أَقْصَاهُ ، وَيَرْبِطُونَ خُيُولَهُمْ بِالشَّجَرِ الَّذِي عِنْدَ رِحَالِهِمْ ، وَيَسْتَعِدُّونَ لِلْقِتَالِ حَتَّى يَصِيرُوا فِي أَرْضِ قِنَّسْرِينَ ، فَيَكُونُ مَنْزِلُهُمْ مَا بَيْنَ حِمْصَ وأَنْطَاكِيَةَ ، وَالْعَرَبُ فِيمَا بَيْنَ بُصْرَى وَدِمَشْقَ وَمَا وَرَاءَهُمَا ، فَلا يُبْقِي الرُّومُ خَشَبًا وَلا حَطَبًا وَلا شَجَرًا إِلا أَوْقَدُوهُ ، فَيَلْتَقِي الْجَمْعَانِ عِنْدَ نُهَيْرٍ فِيمَا بَيْنَ حَلَبَ وَقِنِّسْرِينَ ، ثُمَّ يَصِيرُونَ إِلَى عَمْقٍ مِنَ الأَرْضِ فِيهِ عُظْمُ قِتَالِهِمْ ، فَمَنْ حَضَرَ ذَلِكَ الْيَوْمَ فَلْيَكُنْ فِي الزَّحْفِ الأَوَّلِ ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَفِي الثَّانِي أَوِ الثَّالِثِ أَوِ الرَّابِعِ أَوِ الآخِرِ ، فَإِنْ لَمْ يُطِقْ فَلْيَلْزَمْ فُسْطَاطَ الْجَمَاعَةِ لا يُفَارِقْهَا ، فَإِنَّ يَدَ اللَّهِ تَعَالَى عَلَيْهِمْ ، وَمَنْ هَرَبَ يَوْمَئِذٍ لَمْ يَرَحْ رِيحَ الْجَنَّةِ ، فَيَقُولُ الرُّومُ لِلْمُسْلِمِينَ : خَلُّوا لَنَا أَرْضَنَا ، وَرُدُّوا إِلَيْنَا كُلَّ أَحْمَرَ وَهَجِينٍ مِنْكُمْ وَأَبْنَاءَ السَّرَارِيِّ ، فَيَقُولُ الْمُسْلِمُونَ : مَنْ شَاءَ لَحِقَ بِكُمْ ، وَمَنْ شَاءَ دَفَعَ عَنْ دِينِهِ وَنَفْسِهِ ، فَيَغْضَبُ بَنُو هُجْنٍ ، وَالسَّرَارِيُّ وَالْحَمْرَاءُ ، فَيَعْقِدُونَ لِرَجُلٍ مِنَ الْحَمْرَاءِ رَايَةً ، وَهُوَ السُّلْطَانُ الَّذِي وَعَدَ إِبْرَاهِيمُ وَإِسْحَاقُ أَنْ يُعْطُوا فِي آخِرِ الزَّمَانِ ، فَيُبَايعُونَهُ ، ثُمَّ يُقَاتِلُونَ وَحْدَهُمُ الرُّومَ ، فَيُنْصَرُونَ عَلَى الرُّومِ ، وَيَنْحَازُ هَجَرَةُ الْعَرَبِ إِلَى الرُّومِ وَمُنَافِقُوهُمْ حِينَ يَرَوْنَ نُصْرَةَ الْمَوَالِي عَلَى الرُّومِ ، وَتَهْرُبُ قَبَائِلُ بِأَسْرِهَا ، جُلُّهَا مِنْ قُضَاعَةَ ، وَنَاسٌ مِنَ الْحَمْرَاءِ ، حَتَّى يَرْكُزُوا رَايَاتِهِمْ فِيهِمْ ، ثُمَّ يَتَنَادَى الرِّفَاقُ بِالتَّمَيُّزِ ، فَإِذَا لَحِقَ بِهِمْ مَنْ لَحِقَ نَادَوْا : غَلَبَ الصَّلِيبُ ، فَخَيْرُ الْعَرَبِ يَوْمَئِذٍ الْيَمَانِيُّونَ الْمُهَاجِرُونَ ، وَحِمْيَرُ وَأَلْهَانُ وَقَيْسٌ ، أُولَئِكَ خَيْرُ النَّاسِ يَوْمَئِذٍ ، فَقَيْسٌ يَوْمَئِذٍ تَقْتُلُ وَلا تُقْتَلُ ، وَجَدِيسٌ مِثْلُهَا ، وَالأَزْدُ يَقْتُلُونَ وَيُقْتلُونَ ، وَيَوْمَئِذٍ يَفْتَرِقُ جَيْشُ الْمُسْلِمِينَ أَرْبَعَ فِرَقٍ ، فِرْقَةٌ تُسْتَشْهَدُ ، وَفِرْقَةٌ تَصْبِرُ ، وَفِرْقَةٌ تَفِرُّ ، وَفِرْقَةٌ تَلْحَقُ بِعَدُوِّهَا ، وَقَالَ : وَتَشُدُّ الرُّومُ عَلَى الْعَرَبِ شَدَّةً فَيُقْبِلُ خَلِيفَتُهُمُ الْقُرَشِيُّ الْيَمَانِيُّ الصَّالِحُ فِي ثَلاثَةِ آلافٍ ، فَيُؤَمِّرُونَ عَلَيْهِمْ أَمِيرًا ، وَمَعَهُ سَبْعُونَ أَمِيرًا ، كُلُّهُمْ صَالِحٌ صَاحِبُ رَايَةٍ ، فَالْمَقْتُولُ وَالصَّابِرُ يَوْمَئِذٍ فِي الأَجْرِ سَوَاءٌ ، ثُمَّ يُسَلِّطُ اللَّهُ عَلَى الرُّومِ رِيحًا وَطَيْرًا تَضْرِبُ وُجُوهَهُمْ بِأَجْنِحَتِهَا فَتَفْقَأُ أَعْيُنَهُمْ ، وَتَتَصَدَّعُ بِهِمُ الأَرْضُ ، فَيَتَلَجْلَجُوا فِي مَهْوًى بَعْدَ صَوَاعِقَ وَرَوَاجِفَ تُصِيبُهُمْ ، وَيُؤَيِّدُ اللَّهُ الصَّابِرِينَ ، وَيُوجِبُ لَهُمُ الأَجْرَ كَمَا أَوْجَبَ لأَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَيَمْلأُ قُلُوبَهُمْ وَصُدُورَهُمْ شَجَاعَةً وَجُرْأَةً ، فَإِذَا رَأَتِ الرُّومُ قِلَّةَ الْفِرْقَةِ الصَّابِرَةِ طَمِعَتْ وَقَالَتِ : ارْكَبُوا عَلَى كُلِّ حَافِرٍ ، فَطَئُوهُمْ وَأَبِيدُوهُمْ ، فَيَقُومُ رَاكِبٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ عَلَى سِرْجِهِ فَيَنْظُرُ عَنْ يَمِينِهِ وَشِمَالِهِ وَبَيْنَ يَدَيْهِ ، فَلا يَرَى طَرَفًا وَلا انْقِطَاعًا ، فَيَقُولُ : أَتَاكُمُ الْخَلْقُ وَلا مَدَدَ لَكُمْ إِلا اللَّهَ ، فَمُوتُوا وَأَمِيتُوا ، فَيُبَايِعُونَ رَجُلا مِنْهُمْ بَيْعَةَ خِلافَةٍ ، فَيَأْمُرُهُمْ فَيُصَلُّونَ الصُّبْحَ ، فَيَنْظُرُ اللَّهُ تَعَالَى إِلَيْهِمْ ، فَيُنْزِلُ عَلَيْهِمُ النَّصْرَ ، وَيَقُولُ : لَمْ يَبْقَ إِلا أَنَا وَمَلائِكَتِي وَعِبَادِي الْمُهَاجِرُونَ الْيَوْمَ ، وَمَأْدُبَةُ الطَّيْرِ وَالْوَحْشِ لأُطعِمَنَّهَا لُحُومَ الرُّومِ وَأَنْصَارِهَا ، وَلأَسْقِيَنَّهَا دِمَاءَهَا ، فَيَفْتَحُ رَبُّكَ خِزَانَةَ سِلاحِهِ الَّتِي فِي السَّمَاءِ الرَّابِعَةِ ، وَسِلاحُهُ الْعِزُّ وَالْجَبَرُوتُ ، فَيَنْزِلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ ، وَيَقْذِفُ الْمُسْلِمُونَ قِسِيَّهُمْ ، وَيَدُقُّوا أَغْمَادَ سُيُوفِهِمْ وَيُصْلِتُوهَا عَلَيْهِمْ ، وَيُوَجِّهُوا أَسِنَّةَ رِمَاحِهِمْ إِلَيْهِمْ ، وَيَبْسُطُ رَبُّكَ يَدَهُ إِلَى سِلاحِ الْكُفَّارِ فَيَضُمُّهُ فَلا يَقْطَعُ ، فَتُغَلُّ أَيْدِيهِمْ إِلَى أَعْنَاقِهِمْ ، وَيُسَلِّطُ أَسْلِحَةَ الْمُوَحِّدِينَ عَلَيْهِمْ ، فَلَوْ ضَرَبَ مُؤْمِنٌ يَوْمَئِذٍ بِوَتَدٍ لَقَطَعَ ، وَيَهْبِطُ جِبْرِيلُ وَمِيكَائِيلُ فَيَدْفَعُونَهُمْ بِمَنْ مَعَهُمْ مِنَ الْمَلائِكَةِ ، فَيَهْزِمُهُمُ اللَّهُ ، فَيَسُوقُونَهُمْ كَالْغَنَمِ حَتَّى يَنْتَهُوا بِهِمْ إِلَى مُلُوكِهِمْ ، فَيَخِرُّ مُلُوكُهُمْ مِنَ الرُّعْبِ لِوُجُوهِهِمْ ، وَتُنْزَعُ أَتْوِجَتُهُمْ عَنْ رُءُوسِهِمْ ، فَيَطَئُونَهُمْ بِالْخَيْلِ وَالأَقْدَامِ حَتَّى يَقْتُلُوهُمْ ، حَتَّى يَبْلُغَ دِمَاؤُهُمْ ثُنَنَ الْخَيْلِ فَلا يُنَشِّفُهُ الأَرْضُ ، وَكُلُّ دَمٍ يَبْلُغُ ثُنَنَ الْخَيْلِ فَهِيَ مَلْحَمَةٌ ، وَهُوَ ذَبْحٌ ، فَذَلِكَ انْقِطَاعُ مُلْكِ الرُّومِ ، وَيَبْعَثُ اللَّهُ تَعَالَى مَلائِكَةً إِلَى مِلاءِ جَزَائِرِهَا يُخْبِرُونَهُمْ بِقَتْلِ الرُّومِ " .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.