ما بقي من الاعماق وفتح القسطنطينية


تفسير

رقم الحديث : 1282

حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي عَمْرٍو السَّيْبَانِيِّ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ الْحَضْرَمِيِّ ، أَنَّ كَعْبًا حَدَّثَهُ : " أَنَّ بِالْمَغْرِبِ مَلِكَةً تَمْلُكُ أُمَّةً مِنَ الأُمَمِ ، تُبْتَهَرُ تِلْكَ الأُمَّةُ بِالنَّصْرَانِيَّةِ ، فَتَصْنَعُ سُفُنًا تُرِيدُ هَذِهِ الأُمَّةَ ، حَتَّى إِذَا فَرَغَتْ مِنْ صَنْعَتِهَا ، وَجَعَلَتْ فِيهَا شِحْنَتَهَا وَمُقَاتِلَتَهَا ، قَالَتْ : لَتَرْكَبُنَّ إِنْ شَاءَ اللَّهُ وَإِنْ لَمْ يَشَأْ ، فَيَبْعَثُ اللَّهُ عَلَيْهَا قَاصِفًا مِنَ الرِّيحِ فَدَقَّتْ سُفُنَهَا ، فَلا تَزَالُ تَصْنَعُ كَذَلِكَ وَتَقُولُ كَذَلِكَ ، وَيَفْعَلُ اللَّهُ بِهَا كَذَلِكَ ، حَتَّى إِذَا أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَأْذَنَ لَهَا بِالْمَسِيرِ ، قَالَتْ : لَتَرْكَبُنَّ إِنْ شَاءَ اللَّهُ ، فَتَسِيرُ بِسُفُنِهَا وَهِيَ أَلْفُ سَفِينَةٍ ، لَمْ تُوضَعْ عَلَى الْبَحْرِ سُفُنٌ مِثْلُهَا قَطُّ ، فَيَسِيرُونَ حَتَّى يَمُرُّوا بِأَرْضِ الرُّومِ ، فَيَفْزَعُ لَهُمُ الرُّومُ ، وَيَقُولُونَ : مَا أَنْتُمْ ؟ فَيَقُولُونَ : نَحْنُ أُمَّةٌ نُدْعَى بِالنَّصْرَانِيَّةِ ، نُرِيدُ أُمَّةً حُدِّثْنَا أَنَّهَا قَهَرَتِ الأُمَمَ ، فَإِمَّا أَنْ نَبْتَزَّهُمْ ، وَإِمَّا أَنْ يَبْتَزُّونَا ، قَالَ : فَتَقُولُ الرُّومُ : فَأُولَئِكَ الَّذِينَ أَخْرَبُوا بِلادَنَا ، وَقَتَلُوا رِجَالَنَا ، وَاخْتَدَمُوا أَبْنَاءَنَا وَنِسَاءَنَا ، فَأَمِدُّونَا عَلَيْهِمْ فَيُمِدُّونَهُمْ بِخَمْسِينَ وَثَلاثِ مِائَةِ سَفِينَةٍ ، فَيَسِيرُونَ حَتَّى يَرْسُوا بِعَكَّا ، ثُمَّ يَنْزِلُونَ عَنْ سُفُنِهِمْ فَيَحْرِقُونَهَا ، وَيَقُولُونَ : هَذِهِ بِلادُنَا ، فِيهَا نَحْيَا ، وَفِيهَا نَمُوتُ ، فَيَأْتِي الصَّرِيخُ إِمَامَ الْمُسْلِمِينَ ، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ ، فَيَقُولُ : نَزَلَ عَدُوٌّ لا طَاقَةَ لَكُمْ بِهِمْ ، فَيَبْعَثُ بَرِيدًا إِلَى مِصْرَ ، وَإِلَى الْعِرَاقِ يَسْتَمِدُّهُمْ ، فَيَأْتِي بَرِيدُهُمْ مِنْ مِصْرَ ، فَيَقُولُ قَالَ أَهْلُ مِصْرَ : نَحْنُ بِحَضْرَةِ الْعَدُوِّ ، وَإِنَّمَا جَاءَكُمْ عَدُوُّكُمْ مِنْ قِبَلِ الْبَحْرِ ، وَنَحْنُ عَلَى سَاحِلِ الْبَحْرِ ، فَنُقَاتِلُ عَنْ ذَرَارِيِّكُمْ ، وَنُخْلِي ذَرَارِيَّنَا لِلْعَدُوِّ ؟ وَيَقُولُ أَهْلُ الْعِرَاقِ : نَحْنُ بِحَضْرَةِ عَدُوٍّ عَنْ ذَرَارِيِّكُمْ ، وَنُخْلِي ذَرَارِيَّنَا لِلْعَدُوِّ ؟ وَيَمُرُّ الْبَرِيدُ الَّذِي أَتَى مِنَ الْعِرَاقِ بِحِمْصَ ، فَيَجِدُونَ مَنْ بِهَا مِنَ الأَعَاجِمِ قَدْ أَغْلَقُوا عَلَى مَنْ بِهَا مِنْ ذَرَارِيِّ الْمُسْلِمِينَ ، وَجَاءَهُمُ الْخَبَرُ أَنَّ الْعَرَبَ قَدْ هَلَكُوا ، فَكَذَّبُوا بِمَا جَاءَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَهُمُ الْخَبَرُ بِذَلِكَ ثَلاثَ مَرَّاتٍ ، فَيَقُولُ الْوَالِي : هَلْ أَنْتَظِرُ إِلا أَنْ تُغْلَقَ كُلُّ مَدِينَةٍ بِالشَّامِ عَلَى مَنْ فِيهَا ، فَيَقُومُ فِي النَّاسِ فَيَحْمَدُ اللَّهَ وَيُثْنِي عَلَيْهِ ، فَيَقُولُ : بَعَثْنَا إِلَى إِخْوَانِكُمْ أَهْلِ الْعِرَاقِ وَأَهْلِ مِصْرَ يَمُدُّونَكُمْ فَأَبَوْا أَنْ يَمُدُّوكُمْ ، وَيَكْتُمُ أَمْرَ حِمْصَ ، وَيَقُولُ لا مَدَدَ لَكُمْ إِلا مِنْ قِبَلِ اللَّهِ تَعَالَى ، سِيرُوا إِلَى عَدُوِّكُمْ ، فَيَلْتَقُونَ بِسَهْلِ عَكَّا ، وَالَّذِي نَفْسُ كَعْبٍ بِيَدِهِ ، لا يَصْبِرُونَ لأَهْلِ الشَّامِ كَالْتِفَاعِكَ بِثَوْبِكَ حَتَّى يَنْهَزِمُوا ، فَيَأْتُونَ السَّاحِلَ فَلا يَجِدُونَ بِهَا غَوْثًا يُغِيثُهُمْ ، فَلَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى الْمُسْلِمِينَ يَضْرِبُونَ أَقْفَاءَهُمْ فِي سَهْلِ عَكَّا ، حَتَّى يَصِلُوا فِي جَبَلِ لُبْنَانَ ، لا يَفْلِتُ مِنْهُمْ إِلا نَحْوُ مِائَتَيْ رَجُلٍ يَصِلُونَ فِي جَبَلِ لُبْنَانَ حَتَّى يَلْحَقُوا بِجِبَالِ أَرْضِ الرُّومِ ، فَيَنْصَرِفُ الْمُسْلِمُونَ إِلَى حِمْصَ فَيُحَاصِرُونَهَا ، وَلَيُرْمَيَنَّ إِلَيْكُمْ مِنْهَا بِرُءُوسٍ تَعْرِفُونَهَا ، لَعَلَّهُ أَنْ لا يَكُونَ إِلا رَأْسًا أَوْ رَأْسَيْنِ ، فَلَتُتْرَكَنَّ مُنْذُ يَوْمَئِذٍ خَاوِيَةً ، وَلا تُسْكَنُ ، يَقُولُونَ : كَيْفَ نَسْكُنُ بُقْعَةً فُضِحَتْ فِيهَا نِسَاؤُنَا ؟ " . قَالَ الشَّيْبَانِيُّ : يَجْتَمِعُ تَحْتَ جُمَّيْزَاتِ يَافَا اثْنَا عَشَرَ مَلِكًا ، أَدْنَاهُمْ صَاحِبُ الرُّومِ .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.