حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ ، عَنْ جَرَّاحٍ ، عَنْ أَرْطَاةَ بْنِ الْمُنْذِرِ ، قَالَ : " يَجِيءُ الْبَرْبَرُ حَتَّى يَنْزِلُوا بَيْنَ فِلَسْطِينَ وَالأُرْدُنِّ ، فَتَسِيرُ إِلَيْهِمْ جُمُوعُ الْمَشْرِقِ وَالشَّامِ حَتَّى يَنْزِلُوا الْجَابِيَةَ ، وَيَخْرُجُ رَجُلٌ مِنْ وَلَدِ صَخْرٍ فِي ضِعْفٍ ، فَيَلْقَى جُيُوشَ الْمَغْرِبِ عَلَى ثَنِيَّةِ بَيْسَانَ فَيَرْدَعُهُمْ عَنْهَا ، ثُمَّ يَلْقَاهُمْ مِنَ الْغَدِ فَيَرْدَعُهُمْ عَنْهَا ، فَيَنْحَازُونَ وَرَاءَهَا ، ثُمَّ يَلْقَاهُمْ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ فَيَرْدَعُهُمْ إِلَى عَيْنِ الرِّيحِ ، فَيَأْتِيهِمْ مَوْتُ رَئِيسِهِمْ فَيَفْتَرِقُونَ ثَلاثَ فِرَقٍ : فِرْقَةٌ تَرْتَدُّ عَلَى أَعْقَابِهَا ، وَفِرْقَةٌ تَلْحَقُ بِالْحِجَازِ ، وَفِرْقَةٌ تَلْحَقُ بِالصَّخْرِيِّ ، فَيَسِيرُ إِلَى بَقِيَّةِ جُمُوعِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ ثَنِيَّةَ فِيقٍ ، فَيَلْتَقُونَ عَلَيْهَا ، فَيُدَالُ عَلَيْهِمُ الصَّخْرِيُّ ، ثُمَّ تَعْطِفُ إِلَى جُمُوعِ الْمَشْرِقِ وَالشَّامِ فَتَلْقَاهُمْ ، فَيُدَالُ عَلَيْهِمْ مَا بَيْنَ الْجَابِيَةِ وَالْخَرْبَةِ ، حَتَّى تَخُوضَ الْخَيْلُ فِي الدِّمَاءِ ، وَيَقْتُلُ أَهْلُ الشَّامِ رَئِيسَهُمْ ، وَيَنْحَازُونَ إِلَى الصَّخْرِيِّ فَيَدْخُلُ دِمَشْقَ فَيُمَثِّلُ بِهَا ، وَتَخْرُجُ رَايَاتٌ مِنَ الْمَشْرِقِ مُسَوَّدَةً ، فَتَنْزِلُ الْكُوفَةَ فَيَتَوَارَى رَئِيسُهُمْ فِيهَا ، فَلا يُدْرَى مَوْضِعُهُ ، فَيَتَحَيَّنُ ذَلِكَ الْجَيْشُ ، ثُمَّ يَخْرُجُ رَجُلٌ كَانَ مُخْتَفِيًا فِي بَطْنِ الْوَادِي فَيَلِي أَمْرَ ذَلِكَ الْجَيْشِ ، وَأَصْلُ مَخْرَجِهِ غَضَبٌ مِمَّا صَنَعَ الصَّخْرِيُّ بِأَهْلِ بَيْتِهِ ، فَيَسِيرُ بِجُنُودِ الْمَشْرِقِ نَحْوَ الشَّامِ ، وَيَبْلُغُ الصَّخْرِيَّ مَسِيرُهُ إِلَيْهِ فَيَتَوَجَّهُ بِجُنُودِ أَهْلِ الْمَغْرِبِ إِلَيْهِ ، فَيَلْتَقُونَ بِجَبَلِ الْحَصَى ، فَيَهْلِكُ بَيْنَهُمَا عَالَمٌ كَثِيرٌ ، وَيُوَلِّي الْمِشْرَقِيُّ مُنْصَرِفًا ، وَيَتْبَعُهُ الصَّخْرِيُّ فَيُدْرِكُهُ بِقَرْقِيسِيَا عِنْدَ مَجْمَعِ النَّهْرَيْنِ فَيَلْتَقِيَانِ ، فَيُفْرَغُ عَلَيْهِمُ الصَّبْرُ فَيُقْتَلُ مِنْ جُنُودِ الْمِشْرَقِيِّ مِنْ كُلِّ عَشْرَةٍ سَبْعَةٌ ، ثُمَّ يَدْخُلُ جُنُودُ الصَّخْرِيِّ الْكُوفَةَ فَيَسُومُ أَهْلَهَا الْخَسْفَ ، وَيُوَجِّهُ جُنْدًا مِنْ أَهْلِ الْمَغْرِبِ إِلَى مَنْ بِإِزَائِهِ مِنْ جُنُودِ الْمَشْرِقِ ، فَيَأْتُونَهُ بِسَبْيِهِمْ ، فَإِنَّهُ لَعَلَى ذَلِكَ إِذْ يَأْتِيهِ خَبَرُ ظُهُورِ الْمَهْدِيِّ بِمَكَّةَ ، فَيَقْطَعُ إِلَيْهِ مِنَ الْكُوفَةِ بَعْثًا يُخْسَفُ بِهِ " . قَالَ أَرْطَاةُ : " وَيَكُونُ بَيْنَ أَهْلِ الْمَغْرِبِ وَأَهْلِ الْمَشْرِقِ بِقَنْطَرَةِ الْفُسْطَاطِ سَبْعَةُ أَيَّامٍ ، ثُمَّ يَلْتَقُونَ بِالْعَرِيشِ فَتَكُونُ الدَّبْرَةُ عَلَى أَهْلِ الْمَشْرِقِ حَتَّى يَبْلُغُوا الأُرْدُنَّ ، ثُمَّ يَخْرُجُ عَلَيْهِمُ السُّفْيَانِيُّ بَعْدُ ، وَكَانَ الرُّومُ الَّذِينَ كَانُوا بِحِمْصَ كَانُوا يَتَخَوَّفُونَ عَلَيْهَا الْبَرْبَرَ ، وَيَقُولُونَ : وَيْلَكِ يَا تَمْرَةُ مِنْ بَرْبَرٍ " .