حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ ، عَنِ ابْنِ عَيَّاشٍ ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ عَنْ كَعْبٍ ، قَالَ : " يَجْتَمِعُ لِلسَّفَّاحِ ظَلَمَةُ أَهْلِ ذَلِكَ الزَّمَانِ ، حَتَّى إِذَا كَانُوا حَيْثُ يَنْظُرُونَ إِلَى عَدُوِّهِ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُوَافِقُو بِلادِهِمْ ، أَقْبَلَ رَأْسُ طَاغِيَتِهِمْ ، لَمْ يُعْرَفْ قَبْلَ ذَلِكَ ، وَهُوَ رَجُلٌ رَبْعَةٌ ، جَعْدُ الشَّعْرِ ، غَائِرُ الْعَيْنَيْنِ ، مُشْرِفُ الْحَاجِبَيْنِ ، مِصْفَارٌ ، حَتَّى إِذَا نَظَرَ إِلَى الْمَنْصُورِ فِي آخِرِ تِلْكَ السَّنَةِ الَّتِي يَجْتَمِعُ فِيهَا ظَلَمَةُ أَهْلِ ذَلِكَ الزَّمَانِ لِلسَّفَّاحِ ، يَمُوتُ الْمَنْصُورُ وَهُمْ مُفْتَرِقُونَ فِي غَيْرِ بَلْدَةٍ وَاحِدَةٍ ، فَإِذَا انْتَهَى إِلَيْهِمُ الْخَبَرُ ضَرَبُوا حَيْثُ كَانُوا ، فَيُبَايِعُونَ لِعَبْدِ اللَّهِ ، وَيَرْجِعُ السُّفْيَانِيُّ ، فَيَدْعُو بِجَمَاعَةٍ مِنْ أَهْلِ الْمَغْرِبِ فَيَجْتَمِعُونَ مَا لَمْ يَجْتَمِعُوا لأَحَدٍ قَطُّ لِمَا سَبَقَ فِي عِلْمِ اللَّهِ تَعَالَى ، ثُمَّ يَقْطَعُ بَعْثًا مِنَ الْكُوفَةِ ، فَإِنْ يَكُنِ الْبَعْثُ مِنَ الْبَصْرَةِ فَعِنْدَ ذَلِكَ يَهْلِكُ عَامَّتُهُمْ مِنَ الْحَرْقِ وَالْغَرَقِ ، وَيَكُونُ حِينَئِذٍ بِالْكُوفَةِ خَسْفٌ ، وَإِنْ يَكُنِ الْبَعْثُ مِنْ قِبَلِ الْمَغْرِبِ كَانَتِ الْوَقْعَةُ الصُّغْرَى ، فَوَيْلٌ عِنْدَ ذَلِكَ لِعَبْدِ اللَّهِ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ ، ثُمَّ يَثُورُ بِحِمْصَ وَيوْقَدُ بِدِمَشْقَ ، وَيَخْرُجُ بِفِلَسْطِينَ رَجُلٌ يَظْهَرُ عَلَى مَنْ نَاوَأَهُ ، عَلَى يَدَيْهِ هَلاكُ أَهْلِ الْمَشْرِقِ ، يَمْلُكُ حَمْلَ امْرَأَةٍ ، تَخْرُجُ لَهُ ثَلاثَةُ جُيُوشٍ إِلَى كُوفَانَ ، يُصِيبُونَ بِهَا أَبْيَاتٍ مِنْ قُرَيْشٍ ، يُسْتَنْقَذُونَ مِنْ يَوْمِهِمْ " .