حَدَّثَنَا سَعِيدٌ أَبُو عُثْمَانَ ، عَنْ جَابِرٍ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ، قَالَ : " ثُمَّ يَظْهَرُ الْمَهْدِيُّ بِمَكَّةَ عِنْدَ الْعِشَاءِ وَمَعَهُ رَايَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَمِيصُهُ وَسَيْفُهُ ، وَعَلامَاتٌ وَنُورٌ وَبَيَانٌ ، فَإِذَا صَلَّى الْعِشَاءَ نَادَى بِأَعْلَى صَوْتِهِ ، يَقُولُ : أُذَكِّرُكُمُ اللَّهَ أَيُّهَا النَّاسُ ، وَمَقَامَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ رَبِّكُمْ ، فَقَدِ اتَّخَذَ الْحُجَّةَ ، وَبَعَثَ الأَنْبِيَاءَ ، وَأَنْزَلَ الْكِتَابَ ، وَأَمَرَكُمْ أَنْ لا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ، وَأَنْ تُحَافِظُوا عَلَى طَاعَتِهِ وَطَاعَةِ رَسُولِهِ ، وَأَنْ تُحْيُوا مَا أَحْيَا الْقُرْآنُ ، وَتُمِيتُوا مَا أَمَاتَ ، وَتَكُونُوا أَعْوَانًا عَلَى الْهُدَى ، وَوِزْرًا عَلَى التَّقْوَى ، فَإِنَّ الدُّنْيَا قَدْ دَنَا فَنَاؤُهَا وَزَوَالُهَا ، وَأَذِنَتْ بِالْوَدَاعِ ، فَإِنِّي أَدْعُوكُمْ إِلَى اللَّهِ ، وَإِلَى رَسُولِهِ ، وَالْعَمَلِ بِكِتَابِهِ ، وَإِمَاتَةِ الْبَاطِلِ ، وَإِحْيَاءِ سُنَّتِهِ ، فَيَظْهَرُ فِي ثَلاثمِائَةٍ وَثَلاثَةَ عَشَرَ رَجُلا ، عِدَّةُ أَهْلِ بَدْرٍ ، عَلَى غَيْرِ مِيعَادٍ قَرْعًا كَقَرْعِ الْخَرِيفِ ، رُهْبَانٌ بِاللَّيْلِ ، أُسْدٌ بِالنَّهَارِ ، فَيَفْتَحُ اللَّهُ لِلْمَهْدِيِّ أَرْضَ الْحِجَازِ ، وَيَسْتَخْرِجُ مَنْ كَانَ فِي السِّجْنِ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ ، وَتَنْزِلُ الرَّايَاتُ السُّودُ الْكُوفَةَ ، فَيُبْعَثُ بِالْبَيْعَةِ إِلَى الْمَهْدِيِّ ، وَيَبْعَثُ الْمَهْدِيُّ جُنُودَهُ فِي الآفَاقِ ، وَيُمِيتُ الْجَوْرَ وَأَهْلَهُ ، وَتَسْتَقِيمُ لَهُ الْبُلْدَانُ ، وَيَفْتَحُ اللَّهُ عَلَى يَدَيْهِ الْقُسْطَنْطِينِيَّةَ " .