حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ شَابُورَ ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ الْمُنْذِرِ ، وَسُوَيْدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ ، جَمِيعًا عَنْ مَكْحُولٍ ، عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ ، وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ شَابُورَ : قَالَ مَكْحُولٌ : حَدَّثَنِي غَيْرُ وَاحِدٍ ، عَنْ حُذَيْفَةَ ، يَزِيدُ أَحَدُهُمَا عَلَى صَاحِبِهِ فِي الْحَدِيثِ ، قَالَ حُذَيْفَةُ : فُتِحَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتْحٌ لَمْ يُفْتَحْ لَهُ مِثْلُهُ مُنْذُ بَعَثَهُ اللَّهُ تَعَالَى ، فَقُلْتُ لَهُ : يَهْنِيكَ الْفَتْحُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَدْ وَضَعَتِ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ، فَقَالَ : " هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّ دُونَهَا يَا حُذَيْفَةُ لَخِصَالا سِتًّا ، أَوَّلُهُنَّ مَوْتِي " . قَالَ : قُلْتُ : إِنَّا لِلَّهِ ، وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ، " ثُمَّ يُفْتَحُ بَيْتُ الْمَقْدِسِ ، ثُمَّ يَكُونُ بَعْدَ ذَلِكَ فِتْنَةٌ تَقْتَتِلَ فِئَتَانِ عَظِيمَتَانِ ، يَكْثُرُ فِيهَا الْقَتْلُ ، وَيَكْثُرُ فِيهَا الْهَرْجُ ، دَعْوَتُهُمَا وَاحِدَةٌ ، ثُمَّ يُسَلَّطُ عَلَيْكُمْ مَوْتٌ فَيَقْتُلُكُمْ قَعْصًا كَمَا تَمُوتُ الْغَنَمُ ، ثُمَّ يَكْثُرُ الْمَالُ فَيَفِيضُ حَتَّى يُدْعَى الرَّجُلُ إِلَى مِائَةِ دِينَارٍ فَيَسْتَنْكِفَ أَنْ يَأْخُذَهَا ، ثُمَّ يَنْشَأُ لِبَنِي الأَصْفَرِ غُلامٌ مِنْ أَوْلادِ مُلُوكِهِمْ " ، قُلْتُ : وَمَنْ بَنُو الأَصْفَرِ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : " الرُّومُ ، فَيَشِبُّ فِي الْيَوْمِ الْوَاحِدِ كَمَا يَشِبُّ الصَّبِيُّ فِي الشَّهْرِ ، وَيَشِبُّ فِي الشَّهْرِ كَمَا يَشِبُّ الصَّبِيُّ فِي السَّنَةِ ، فَإِذَا بَلَغَ أَحَبُّوهُ وَاتَّبِعُوهُ ، مَا لَمْ يُحِبُّوا مَلِكًا قَبْلَهُ ، ثُمَّ يَقُومُ بَيْنَ ظَهْرَانَيْهِمْ ، فَيَقُولُ : إِلَى مَتَى نَتْرُكُ هَذِهِ الْعِصَابَةَ مِنَ الْعَرَبِ ؟ لا يَزَالُونَ يُصِيبُونَ مِنْكُمْ طَرَفًا ، وَنَحْنُ أَكْثَرُ مِنْهُمْ عَدَدًا وَعُدَّةً فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ، إِلَى مَتَى يَكُونُ هَذَا ؟ فَأَشِيرُوا عَلَيَّ بِمَا تَرَوْنَ ، فَيَقُومُ أَشْرَافُهُمْ فَيَخْطُبُونَ بَيْنَ أَظْهُرِهِمْ وَيَقُولُونَ : نِعْمَ مَا رَأَيْتَ ، وَالأَمْرُ أَمْرُكَ ، فَيَقُولُ : وَالَّذِي نُقْسِمُ بِهِ لا نَدَعُهُمْ حَتَّى نُهْلِكَهُمْ ، فَيَكْتُبُ إِلَى جَزَائِرِ الرُّومِ فَيَرْمُونَهُ بِثَمَانِينَ غَيَايَةً ، تَحْتَ كُلِّ غَيَايَةٍ اثْنَا عَشَرَ أَلْفَ مُقَاتِلٍ ، وَالْغَيَايَةُ الرَّايَةُ ، فَيَجْتَمِعُونَ عِنْدَهُ سَبْعُ مِائَةِ أَلْفٍ وَسِتُّ مِائَةِ مُقَاتِلٍ ، وَيَكْتُبُ إِلَى كُلِّ جَزِيرَةٍ فَيَبْعَثُونَ بثَلاثِ مِائَةِ سَفِينَةٍ ، فَيَرْكَبُ هُوَ فِي سَفِينَةٍ مِنْهَا ، وَمُقَاتِلَتُهُ بِحَدِّهِ وَحَدِيدِهِ ، وَمَا كَانَ لَهُ حَتَّى يَرْمِيَ بِهَا مَا بَيْنَ أَنْطَاكِيَةَ إِلَى الْعَرِيشِ ، فَيَبْعَثُ الْخَلِيفَةُ يَوْمَئِذٍ الْخُيُولَ بِالْعَدَدِ وَالْعُدَّةِ ، وَمَا لا يُحْصَى ، فَيَقُومُ فِيهِمْ خَطِيبٌ ، فَيَقُولُ : كَيْفَ تَرَوْنَ ؟ أَشِيرُوا عَلَيَّ بِرَأْيِكُمْ ، فَإِنِّي أَرَى أَمْرًا عَظِيمًا ، وَإِنِّي أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى مُنْجِزٌ وَعْدَهُ ، وَمُظْهِرٌ دِينَنَا عَلَى كُلِّ دِينٍ ، وَلَكِنَّ هَذَا بَلاءٌ عَظِيمٌ ، فَإِنِّي قَدْ رَأَيْتُ مِنَ الرَّأْيِ أَنْ أَخْرُجَ وَمَنْ مَعِي إِلَى مَدِينَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَأُبْعَثَ إِلَى الْيَمَنِ وَالْعَرَبِ حَيْثُ كَانُوا ، وَإِلَى الأَعَارِيبِ ، فَإِنَّ اللَّهَ نَاصِرٌ مَنْ نَصَرَهُ ، وَلا يَضُرُّنَا أَنْ نُخْلِيَ لَهُمْ هَذِهِ الأَرْضَ حَتَّى تَرَوُا الَّذِي يَتَهَيَّأُ لَكُمْ " ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " فَيَخْرُجُونَ حَتَّى يَنْزِلُوا مَدِينَتِي هَذِهِ وَاسْمُهَا طَيْبَةُ ، وَهِيَ مَسَاكِنُ الْمُسْلِمِينَ فَيَنْزِلُونَ ، ثُمَّ يَكْتُبُونَ إِلَى مَنْ كَانَ عِنْدَهُمْ مِنَ الْعَرَبِ ، حَيْثُ بَلَغَ كِتَابُهُمْ فَيُجِيبُونَهُمْ حَتَّى تَضِيقَ بِهِمُ الْمَدِينَةُ ، ثُمَّ يَخْرُجُونَ مُجْتَمِعِينَ مُجَرِّدِينَ ، قَدْ بَايَعُوا إِمَامَهُمْ عَلَى الْمَوْتِ ، فَيَفْتَحُ اللَّهُ لَهُمْ فَيَكْسِرُونَ أَغْمَادَ سُيُوفِهِمْ ، ثُمَّ يَمُرُّونَ مُجَرِّدِينَ ، فَيَقُولُ صَاحِبُ الرُّومِ : إِنَّ الْقَوْمَ قَدِ اسْتَمَاتُوا لِهَذِهِ الأَرْضِ ، وَقَدْ أَقْبَلُوا إِلَيْكُمْ وَهُمْ لا يَرْجُونَ حَيَاةً ، فَإِنِّي كَاتِبٌ إِلَيْهِمْ أَنْ يَبْعَثُوا إِلَيَّ بِمَنْ عِنْدَهُمْ مِنَ الْعَجَمِ ، وَنُخْلِي لَهُمْ أَرْضَهُمْ هَذِهِ ، فَإِنَّ لَنَا عَنْهَا غِنًى ، فَإِنْ فَعَلُوا فَعَلْنَا ، وَإِنْ أَبَوْا قَاتَلْنَاهُمْ حَتَّى يَقْضِيَ اللَّهُ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ ، فَإِذَا بَلَغَ أَمْرُهُمْ وَالِي الْمُسْلِمِينَ يَوْمَئِذٍ قَالَ لَهُمْ : مَنْ كَانَ عِنْدَنَا مِنَ الْعَجَمِ أَرَادَ أَنْ يَسِيرَ إِلَى الرُّومِ فَلْيَفْعَلْ ، فَيَقُومُ خَطِيبٌ مِنَ الْمَوَالِي فَيَقُولُ : مُعَاذَ اللَّهِ أَنْ نَبْتَغِيَ بِالإِسْلامِ دِينًا وَبَدَلا ، فَيُبَايِعُونَ عَلَى الْمَوْتِ ، كَمَا بَايَعَ مَنْ قَبْلَهُمْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ، ثُمَّ يَسِيرُونَ مُجْتَمِعِينَ ، فَإِذَا رَآهُمْ أَعْدَاءُ اللَّهِ طَمِعُوا وَأَحْرَدُوا وَجَهِدُوا ، ثُمَّ يَسِلُّ الْمُسْلِمُونَ سُيُوفَهُمْ ، وَيَكْسِرُوا أَغْمَادَهَا ، وَيَغْضَبُ الْجَبَّارُ عَلَى أَعْدَائِهِ ، فَيَقْتُلُ الْمُسْلِمُونَ مِنْهُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الدَّمُ ثُنَنَ الْخَيْلِ ، ثُمَّ يَسِيرُ مِنْ بَقِيَ مِنْهُمْ بِرِيحٍ طَيْبَةٍ يَوْمًا وَلَيْلَةً ، حَتَّى يَظُنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ عَجَزُوا ، فَيَبْعَثُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ رِيحًا عَاصِفًا ، فَتَرُدُّهُمْ إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي مِنْهُ خَرَجُوا ، فَيَقْتُلُهُمْ بِأَيْدِي الْمُهَاجِرِينَ ، فَلا يَفْلِتُ أَحَدٌ ، وَلا مُخْبِرٌ ، فَعِنْدَ ذَلِكَ يَا حُذَيْفَةُ تَضَعُ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ، فَيَعِيشُونَ فِي ذَلِكَ مَا شَاءَ اللَّهُ ، ثُمَّ يَأْتِيهمْ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ خَبَرُ الدَّجَّالِ أَنَّهُ قَدْ خَرَجَ فِينَا " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
حُذَيْفَةُ | حذيفة بن اليمان العبسي | صحابي |
غَيْرُ وَاحِدٍ | اسم مبهم | |
مَكْحُولٌ | مكحول بن أبي مسلم الشامي / توفي في :112 | ثقة فقيه كثير الإرسال |
مُحَمَّدُ بْنُ شَابُورَ | محمد بن شعيب القرشي / ولد في :116 / توفي في :200 | ثقة |
حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ | حذيفة بن اليمان العبسي | صحابي |
مَكْحُولٍ | مكحول بن أبي مسلم الشامي / توفي في :112 | ثقة فقيه كثير الإرسال |
إِسْحَاقَ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ | إسحاق بن عبد الله القرشي | متروك الحديث |
وَسُوَيْدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ | سويد بن عبد العزيز السلمي | ضعيف الحديث |
النُّعْمَانِ بْنِ الْمُنْذِرِ | النعمان بن المنذر الغساني / توفي في :132 | صدوق رمي بالقدر |
مُحَمَّدُ بْنُ شَابُورَ | محمد بن شعيب القرشي / ولد في :116 / توفي في :200 | ثقة |