حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ عَنْ كَعْبٍ ، قَالَ : " يَدْخُلُ الرُّومُ بَيْتَ الْمَقْدِسِ سَبْعُونَ صَلِيبًا حَتَّى يَهْدِمُوهُ ، وَلا تَزَالُ طَاعَةٌ مَعْمُولٌ بِهَا مَا كَانَتِ الْخِلافَةُ فِي أَرْضِ الْقُدُسِ وَالشَّامِ ، وَأَوَّلُ السَّوَاحِلِ يَغْضَبُ اللَّهُ عَلَيْهِ فَيُخْسَفُ بِهِ الصَّارِفِيَّةَ وَقَيْسَارِيَةَ وَبَيْرُوتَ ، وَيَمْلُكُ الرُّومُ وَالشَّامِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا مِنْ شَاطِئِ الْبَحْرِ إِلَى الأُرْدُنِّ وَبَيْسَانَ ، ثُمَّ تَكُونُ الْغَلَبَةُ لِلْمُسْلِمِينَ عَلَيْهِمْ ، يُصَالِحُونَهَا حَتَّى يَجْرِيَ سُلْطَانُهُمْ عَلَيْهِمْ ، وَتَأْمَنُ الأَرْضُ كُلُّهَا سَبْعًا تِسْعًا " قَالَ كَعْبٌ : " يَخْلَعُ أَهْلُ الْعِرَاقِ الطَّاعَةَ ، وَيَقْتُلُونَ أَمِيرَهُمْ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ ، فَيَغْزُوَهُمْ أَهْلُ الشَّامِ ، وَيَسْتمِدُّونَ عَلَيْهِمُ الرُّومَ ، وَقَدْ صَالَحُوا الرُّومَ قَبْلَ أَنْ يَسْتَمِدُّوهُمْ ، فَيُمِدُّوهُمْ بِعَشَرَةِ آلافٍ حَتَّى يَبْلُغُوا الْفُرَاتَ ، فَيَلْتَقُونَ فَيَكُونُ الظُّفُرُ لأَهْلِ الشَّامِ عَلَيْهِمْ ، ثُمَّ يَدْخُلُونَ الْكُوفَةَ فَيَسُبُّونَ أَهْلَهَا ، ثُمَّ يَقُولُ الرُّومُ لِلشَّامِيِّينَ : أَشْرِكُونَا فِيمَا أَصَبْتُمْ مِنَ السَّبْيِ ، فَيَقُولُونَ : أَمَّا مَا كَانَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فَلا سَبِيلَ إِلَيْهِ ، وَنُقَاسِمُكُمُ الأَمْوَالَ ، فَيَقُولُ الرُّومُ : إِنَّمَا غَلَبْتُمُوهُمْ بِالصَّلِيبِ ، وَيَقُولُ الْمُسْلِمُونَ : بَلْ بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَلَبْنَاهُمْ ، فَيَتَدَاوَلُونَهُ بَيْنَهُمْ ، فَيَغْضَبُ الرُّومُ ، فَيَقُومُ إِلَى صَلِيبِهِمْ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فَيَكْسِرُهُ ، فَيَفْتَرِقُونَ ، وَيَحُوزُ الرُّومُ إِلَى نَهَرٍ يَحُولُ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَهُمْ ، وَتَنْقُضُ الرُّومُ صُلْحَهَا ، وَيَقْتُلُونَ مَنْ بِالْقُسْطَنْطِينِيَّةِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ، ثُمَّ يَخْرُجُ الرُّومُ فِي سَاحِلِ حِمْصَ ، فَيَخْرُجُ أَهْلُ حِمْصَ إِلَيْهِمْ ، فَيُغْلِقُ الأَعَاجِمُ أَبْوَابَ مَدِينَةِ حِمْصَ عَلَيْهِمْ ، وَيَنْزِلُ مَلِكُ الرُّومِ فَحْمَايَا ، لا يُجَاوِزُ الْقَنْطَرَةَ الَّتِي دُونَ دَيْرِ بَهْرَاءَ ، فَيَقُولُ الرُّومُ لِلْمُسْلِمِينَ : خَلُّوا لَنَا حِمْصَ ، فَإِنَّهَا مَنْزِلُ آبَائِنَا ، فَيَقْتَتِلُونَ حَتَّى يَبْلُغَ الدَّمُ الأَحْجَارَ السَّبْعَ الأَوَاسِطَ مِنْهَا الأَبَارِصَ ، ثُمَّ يَهْزِمُونَ الرُّومَ ، وَيَرْجِعُ الْمُسْلِمُونَ إِلَى حِمْصَ وَيَرْبِطُونَ خُيُولَهُمْ بِالزَّيْتُونِ ، وَيَنْصِبُونَ الْمَجَانِيقَ عَلَيْهَا ، وَيَهْدِمُونَ كَنِيسَةَ دَيْرِ مِسْحَلٍ ، وَتُفْتَحُ حِمْصٌ لِلْمُسْلِمِينَ بِرَجُلٍ مِنَ الْيَهُودِ مِنْ بَابِهَا الْغَرْبِيِّ الأَيْمَنِ ، أَوْ مِنَ الْبَابِ الْمُغْلَقِ الَّذِي بَيْنَ بَابِ دِمَشْقَ وَبَابِ الْيَهُودِ ، فَيَدْخُلُهَا الْمُهَاجِرُونَ ، وَتَهْرُبُ طَائِفَةٌ مِنْ أَنْصَارِهَا إِلَى دَيْرِ بَنِي أَسَدٍ ، فَيَقْتُلُهُمُ الْمُسْلِمُونَ وَمَنْ بِهَا مِنَ الأَعَاجِمِ وَيُخْرِبُونَ ثُلُثَهَا ، وَيَحْرِقُونَ ثُلُثَهَا ، وَيُغْرِقُونَ ثُلُثَهَا ، وَلا تَزَالُ الشَّامُ عَامِرَةً مَا عُمِّرَتْ حِمْصُ " .