حَدَّثَنَا حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ ، وَعَبْدُ الْقُدُّوسِ ، وَأَيُّوبُ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو ، عَنْ أَبِي الصَّلْتِ جَدِّ عِيسَى بْنِ الْمُعْتَمِرِ ، وَشُرَيْحِ بْنِ عُبَيْدٍ ، سَمِعَ كَعْبًا ، يَقُولُ : لَقِيتُ أَبَا ذَرٍّ وَهُوَ يَمْشِي قَرِيبًا مِنْ مَجْلِسِ أَبِي عِرْبَاضٍ وَهُوَ يَبْكِي ، فَقَالَ لَهُ كَعْبٌ : " مَاذَا يُبْكِيكَ يَا أَبَا ذَرٍّ ؟ " قَالَ : أَبْكِي عَلَى دِينِي ، فَقَالَ لَهُ كَعْبٌ : " الْيَوْمَ تَبْكِي وَإِنَّمَا فَارَقْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ مُنْذُ قَرِيبٍ ، وَالنَّاسُ بِخَيْرٍ ، وَالإِسْلامُ جَدِيدٌ " . حَتَّى خَرَجَ مِنْ بَابِ الْيَهُودِ ، ثُمَّ قَامَ عَلَى الْمَزْبَلَةِ ، فَقَالَ : " يَا أَبَا ذَرٍّ ، لَيَأْتِيَنَّ عَلَى أَهْلِ هَذِهِ الْمَدِينَةِ يَوْمٌ يَأْتِيهِمْ فَزَعٌ مِنْ نَحْوِ سَاحِلِهِمْ ، فَيَسِيرُونَ إِلَيْهِمْ فَيَلْقَونَهُمْ فِي عَقَبَةِ سُلَيْمَانَ ، فَيُقَاتِلُونَهُمْ فَيَهْزِمُهُمُ اللَّهُ ، فَيَقْتُلُونَهُمْ فِي أَوْدِيَتِهَا وَشِعَابِهَا ، فَإِنَّهُمْ لَعَلَى ذَلِكَ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ خَبَرٌ مِنْ وَرَائِهِمْ أَنَّ أَهْلَهَا قَدْ أَغْلَقُوهَا عَلَى مَنْ كَانَ فِيهَا مِنْ ذَرَارِيِّ الْمُهَاجِرِينَ ، فَيَنْصَرِفُونَ إِلَيْهَا فَيُرَابِطُونَهَا حَتَّى يَفْتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ، فَلَوْ يَعْلَمُ أَهْلُ هَذِهِ الْمَدِينَةِ مَا لَهُمْ فِي الْكَنِيسَةِ الَّتِي فِي دَيْرِ مِسْحَلٍ مِنَ الْمَنْفَعَةِ يَوْمَئِذٍ لَعَادُوهَا بِالدُّهِنِ يَدْهِنُونَ خَشَبَهَا ، فَإِذَا فَتَحَهَا اللَّهُ عَلَيْهِمْ لَمْ يُبْقُوا فِيهَا عَلَى ذِي شَعْرٍ إِلا قَتَلُوهُ ، حَتَّى يَقْتُلَ الرَّجُلُ مِنَ الْمُهَاجِرِينِ الرَّجُلَ مِنَ النَّصَارَى ، وَإِنْ كَانَ قَدْ نَازَعَهُ ثَدْيَ أُمِّهِ ، وَحَتَّى تَخْرُجَ قَنَاةٌ مِنْ حِمْصَ الَّتِي يُنْصَبُ فِيهَا الْمَاءُ دَمًا ، مَا يَكَادُ يُخَالِطُهُ شَيْءٌ " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |