ما بقي من الاعماق وفتح القسطنطينية


تفسير

رقم الحديث : 1284

حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ ، حَدَّثَنَا أَرْطَاةُ بْنُ الْمُنْذِرِ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا عَامِرٍ الأَلْهَانِيَّ ، يَقُولُ : " خَرَجْتُ مَعَ تُبَيْعٍ مِنْ بَابِ الرَّسْتَنِ ، فَقَالَ : " يَا أَبَا عَامِرٍ ، إِذَا نُسِفَتْ هَاتَانِ الْمَزْبَلَتَانِ فَأَخْرِجْ أَهْلَكَ مِنْ حِمْصَ " . قَالَ : قُلْتُ : فَإِنْ لَمْ أَفْعَلْ ؟ قَالَ : " فَإِذَا دَخَلْتَ أَنْطَرَسُوسَ فَقُتِلَ فِيهَا ثَلاثُ مِائَةِ شَهِيدٍ فَأَخْرِجْ أَهْلَكَ مِنْ حِمْصَ " . قَالَ : قُلْتُ : فَإِنْ لَمْ أَفْعَلْ ؟ قَالَ : " فَإِذَا جَاءَ الْجَمَلُ مِنَ الأَنْدَلُسِ بِأَلْفِ قِلْعٍ ، ثُمَّ فَرَّقَهَا بَيْنَ الأَقْرَعِ وَيَافَا فَأَخْرِجْ أَهْلَكَ مِنْ حِمْصَ ، قُلْتُ : وَمَا الَّذِي يُصِيبُهُمْ ؟ قَالَ : " يُغْلِقُهَا أَعَاجِمُهَا عَلَى ذَرَارِيِّ الْمُسْلِمِينَ وَنِسَائِهِمْ ، " قَالَ : " ثُمَّ إِنَّا تَحَوَّطْنَا حَتَّى دَخَلْنَا دَيْرَ مِسْحَلٍ " ، فَقَالَ : " تَرَى هَذَا الْخَشَبَ ، هُوَ يَوْمَئِذٍ مَجَانِيقُ الْمُسْلِمِينَ " ، قُلْتُ : كَمْ بَيْنَ رَأْسِ الْجَمَلِ وَأَنْطَرَسُوسَ ؟ قَالَ : " لا يَحِلُّ لَهَا أَنْ تَكْمُلَ ثَلاثَ سِنِينَ " ، ثُمَّ قَالَ لِي : " لِلرُّومِ ثَلاثُ خَرْجَاتٍ ، فَهَذِهِ الأُولَى ، وَالأُخْرَى يُقْبِلُ جَيْشٌ فِي الْبَحْرِ بِأَلْفِ قِلْعٍ فَيُفَرِّقُونَهَا ، لِكُلِّ جُنْدٍ حِصَّتُهُمْ ، وَيَتَوَاعَدُونَ لِلْخُرُوجِ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ ، فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ الْيَوْمُ خَرَجَ كُلُّ قَوْمٍ إِلَى مَنْ يَلِيهِمْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ، وَيَحْرِقُونَ سُفُنَهُمْ ، وَيَجْعَلُونَ قُلُوعَهَا خِيَامًا ، ثُمَّ يُقَاتِلُونَ وَيَشْتَدُّ الْبَلاءُ وَالْقِتَالُ فِي الشَّامِ كُلِّهَا ، لا يَسْتَطِيعُ بَعْضُهُمْ يَغْلِبُ بَعْضًا ، وَيَحْبِسُ اللَّهُ النَّصْرَ ، وَيُسَلِّطُ السِّلاحَ ، وَيُرِقَّ النَّاسَ حَتَّى يَصِيرَ مِنْ شَأْنِ الْمُسْلِمِينَ أَنْ يَتَحَصَّنُوا فِي الْمَدَائِنِ ، وَيَخْطُرُ كُتَّابُ الرُّومِ فِي خَلَلِ الْمَدَائِنِ ، وَعِنْدَ ذَلِكَ يُغْلِقُ أَعَاجِمُ حِمْصَ أَبْوَابَهَا عَلَى مَنْ فِيهَا مِنْ ذَرَارِيِّ الْمُسْلِمِينَ وَنِسَائِهِمْ ، وَيَشْتَدُّ الْقِتَالُ فِي أَرْضِ فِلَسْطِينَ أَرْبَعَةَ أَيَّامٍ مُتَوَالِيَةٍ " وَقَالَ أَبُو الزَّاهِرِيَّةِ : إِنْ شِئْتَ أَخْبَرْتُكَ أَوَّلَ يَوْمٍ مِنَ الأَرْبَعَةِ وَآخِرَهُ ، فَيَفْتَحُ اللَّهُ تَعَالَى لِلْمُسْلِمِينَ فِي الْيَوْمِ الرَّابِعِ ، وَتُهْزَمُ الرُّومُ ، وَيَتْبَعُهُمُ الْمُسْلِمُونَ يَقْتُلُونَهُمْ فِي كُلِّ سَهْلٍ وَجَبَلٍ ، حَتَّى يَدْخُلَ بَقَايَا الرُّومِ الْقُسْطَنْطِينِيَّةَ ، وَلا يَلْبَثُوا إِلا يَسِيرًا حَتَّى يَبْعَثُوا إِلَيْكُمْ يَسْأَلُونَكُمُ الصُّلْحَ . قَالَ كَعْبٌ : " فَتُصَالِحُونَهُمْ عَلَى عَشْرِ سِنِينَ ، وَفِي ذَلِكَ الصُّلْحِ تَقْطَعُ الْمَرْأَةُ الدَّرْبَ آمِنَةً ، وَتَغْزُونَ أَنْتُمْ وَالرُّومُ مِنْ وَرَاءٍ خَلْفَ الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ إِلَى عَدُوٍّ لَهُمْ فَتُنْصَرُونَ عَلَيْهِمْ ، فَإِذَا انْصَرَفْتُمْ وَرَأَيْتُمُ الْقُسْطَنْطِينِيَّةَ ، وَرَأَيْتُمْ أَنَّكُمْ قَدْ بَلَغْتُمْ أَهَالِيَكُمْ وَأَهْلَ صُلْحِكُمْ ، ثُمَّ تَغْزُونَ أَنْتُمْ وَهُمُ الْكُوفَةَ فَتَعْرِكُونَهَا عَرْكَ الأَدِيمِ ، ثُمَّ تَغْزُونَ أَنْتُمْ وَالرُّومُ أَيْضًا بَعْضَ أَهْلِ الْمَشْرِقِ فَتُنْصَرُونَ عَلَيْهِمْ ، فَتَسْبُونَ الذُّرِّيَّةَ وَالنِّسَاءَ ، وَتَأْخُذُونَ الأَمْوَالَ ، ثُمَّ إِنَّكُمْ تَنْزِلُونَ إِذَا قَفَلْتُمْ مَنْزِلا حَتَّى تَلُوا قِسْمَةَ غَنَائِمِكُمْ ، فَتَقُولُ الرُّومُ : أَعْطُونَا حَظَّنَا مِنَ الذَّرَارِيِّ وَالنِّسَاءِ ، فَيَقُولُ الْمُسْلِمُونَ : إِنَّ هَذَا لا يَسَعُنَا فِي دِينِنَا ، وَلَكِنْ خُذُوا مِنْ سَائِرِ الأَشْيَاءِ ، فَتَقُولُ الرُّومُ : لا نَأْخُذُ إِلا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ ، فَيَقُولُ الْمُسْلِمُونَ : إِنَّ هَذَا شَيْءٌ لا تَصِلُوا إِلَيْهِ أَبَدًا ، فَتَقُولُ الرُّومُ : إِنَّمَا غَلَبْتُمْ بِنَا وَبِصَلِيبِنَا ، فَيَقُولُ الْمُسْلِمُونَ : بَلْ نَصَرَ اللَّهُ تَعَالَى دِينَهُ ، فَبَيْنَا هُمْ كَذَلِكَ يَتَنَازَعُونَ إِذْ رَفَعُوا الصَّلِيبَ ، فَيَغْضَبُ الْمُسْلِمُونَ ، فَيَثِبُ إِلَيْهِ رَجُلٌ فَيَكْسِرُهُ ، فَيَنْحَازُ بَعْضُ الْقَوْمِ مِنْ بَعْضٍ ، وَكَانَ بَيْنَهُمْ قِتَالٌ يَسِيرٌ ، فَيَنْصَرِفُ الرُّومُ غِضَابًا حَتَّى يَأْتُوا مَلِكَهُمْ ، فَيَقُولُونَ : إِنَّ الْعَرَبَ غَدَرَتْ بِنَا ، وَمَنَعُونَا حَقَّنَا ، وَكَسَرُوا صَلِيبَنَا ، وَقَتَلُوا فِينَا ، فَيَغْضَبُ مَلِكُهُمْ غَضَبًا شَدِيدًا ، وَيَجْمَعُ جَمْعًا عَظِيمًا مِنَ الرُّومِ ، وَيُصَالِحُ مَنِ اسْتَطَاعَ مِنَ الأُمَمِ ، فَهَذَا أَوَّلُ الْمَلْحَمَةِ الْعُظْمَى ، ثُمَّ يَسِيرُونَ فَيَنْفِرُ إِلَيْهِمُ الْمُسْلِمُونَ ، وَخَلِيفَتُهُمْ يَوْمَئِذٍ الْيَمَانِيُّ " ، كَانَ كَعْبٌ يَقُولُ : " هُوَ يَمَانِيُّ ، وَهُوَ مِنْ قُرَيْشٍ ، فَيَقْتَتِلُونَ فِي مُقَدَّمِ الأَرْضِ ، فَيَكُونُ لِلرُّومِ الشَّفُ عَلَى الْمُسْلِمِينَ حَتَّى يُخْرِجُوهُمْ مِنْ مُعَسْكَرِهِمْ ، وَكَذَلِكَ كُلَّمَا الْتَقَوْا يَكُونُ لِلرُّومِ الشَّفُّ عَلَى الْمُسْلِمِينَ ، وَكَذَلِكَ يَبْلُغُ الأَخْبَارُ حِمْصَ ، فَلا يَزَالُونَ كَذَلِكَ حَتَّى يُعَايِنَ أَهْلُ حِمْصَ الْغَبَرَةَ وَالرَّهَجَ ، فَعِنْدَ ذَلِكَ يَنْجَفِلُ أَهْلُ حِمْصَ الذَّرَارِيُّ وَالنِّسَاءُ وَمَنْ كَانَ فِيهَا مِنْ ضَعَفَةِ النَّاسِ هَارِبِينَ نَحْوَ دِمَشْقَ ، فَيَمُوتُ مَا بَيْنَ حِمْصَ وَثَنِيَّةِ الْعِقَابِ أُلُوفٌ مِنَ النَّاسِ ، مِنَ الْحَفَاءِ وَالْوَغَاءِ ، يَعْنِي الْعَطَشَ ، حَتَّى أَنَّ الْمَرْأَةَ لَتُنْشَدُ كَمَا يُنْشَدُ الْفَرَسُ : أَلا مَنْ رَأَى فُلانَةَ بِنْتَ فُلانٍ ؟ فَيَقُولُ رَجُلٌ : يَا عَبْدَ اللَّهِ ، لَقَدْ رَأَيْتُهَا فِي مَكَانِ كَذَا وَكَذَا ، قَدْ عَصَبَتْ قَدَمَهَا بِخِمَارِهَا قَدِ اخْتَضَبَتْ دَمًا ، وَيَشْتَدُّ الْقِتَالُ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ وَالرُّومِ ، وَيُحْبَسُ النَّصْرُ ، وَيُسَلَّطُ السِّلاحُ بَعْضُهُ عَلَى بَعْضٍ ، فَلا يَنْبُو عَنْ شَيْءٍ أَصَابَهُ ، وَيُقْتَلُ خَلِيفَةُ الْمُسْلِمِينَ يَوْمَئِذٍ فِي سَبْعِينَ أَمِيرًا فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ ، وَيُبَايِعُ النَّاسُ رَجُلا مِنْ قُرَيْشٍ ، فَلا يَبْقَى صَاحِبُ فَدَّانٍ وَلا عَمُودٍ إِلا لَحِقَ بِالرُّومِ ، وَتَلْحَقُ قَبَائِلُ بِأَسْرِهَا وَرَايَاتِهَا بِالرُّومِ ، وَيَصْبِرُ الْمُسْلِمُونَ إِلَى أَنْ تَلْحَقَ فِرْقَةٌ بِالْكُفْرِ ، وَتُقْتَلَ فِرْقَةٌ ، وَتَفِرَّ فِرْقَةٌ ، وَتُنْصَرَ فِرْقَةٌ ، ثُمَّ تَقُولُ الرُّومُ : يَا مَعْشَرَ الْعَرَبِ ، إِنَّا قَدْ عَلِمْنَا أَنَّكُمْ قَدْ كَرِهْتُمْ قِتَالَنَا ، هَلُمُّوا أَسْلِمُوا إِلَيْنَا مَنْ كَانَ أَصْلُهُ مِنَّا ، وَالْحَقُوا بِأَرْضِكُمْ وَمَوَالِيكُمْ ، فَتَقُولُ الْعَرَبُ لِلرُّومِ : هَاهُمْ قَدْ سَمِعُوا مَا تَقُولُونَ ، فَهُمْ أَعْلَمُ ، فَعِنْدَ ذَلِكَ يَغْضَبُ الْمَوَالِي ، وَهِيَ حَمِيَّةُ الْمَوَالِي الَّتِي كَانَتْ تُذْكَرُ ، فَتَقُولُ الْمَوَالِي لِلْعَرَبِ : أَظَنَنْتُمْ أَنَّ فِيَ أَنْفُسِنَا مِنَ الإِسْلامِ شَيْئًا ، فَيُبَايِعُونَ رَجُلا مِنْهُمْ ، ثُمَّ يَنْحَازُونَ فَيُقَاتِلُونَ مِنْ نَاحِيَتِهِمْ ، وَيُقَاتِلُ الْعَرَبُ مِنْ نَاحِيَةٍ ، فَيُنْزِلُ اللَّهُ نَصْرَهُ ، وَيَهْلِكُ مَلِكُ الرُّومِ عِنْدَ ذَلِكَ ، وَيَنْهَزِمُ الرُّومُ ، فَيَقُومُ رِجَالٌ عَلَى سُرُوجِهِمْ عَنْ مُتُونِ خُيُولِهِمْ ، فَيُنَادُونَ بِالصَّوْتِ الْعَوَالِي : يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ ، إِنَّ اللَّهَ لَنْ يَرُدَّ هَذَا الْفَتْحَ أَبَدًا حَتَّى تَكُونُوا أَنْتُمْ تَنْصَرِفُونَ عَنْهُ ، وَيَلْحَقُهُمُ الْمُسْلِمُونَ وَيَقْتُلُونَهُمْ فِي كُلِّ سَهْلٍ وَجَبَلٍ ، لا يَحِلُّ لِمَطْمُورَةٍ أَنْ تَمْتَنِعَ ، وَلا مَدِينَةٍ ، حَتَّى يَنْزِلُوا الْقُسْطَنْطِينِيَّةَ ، وَيُوَافِي الْمُسْلِمُونَ عِنْدَ ذَلِكَ أُمَّةً مِنْ قَوْمِ مُوسَى يَشْهَدُونَ الْفَتْحَ مَعَهُمْ ، يُكَبِّرُ الْمُسْلِمُونَ مِنْ نَاحِيَةٍ مِنْهَا ، فَيَنْصَدِعُ الْحَائِطُ فَيَقَعُ ، وَيَنْهَضُ النَّاسُ فَيَدْخُلُونَ الْقُسْطَنْطِينِيَّةَ ، فَبَيْنَا هُمْ يُحْرِزُونَ أَمْوَالَهَا وَسَبْيَهَا إِذْ تَقَعُ نَارٌ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ نَاحِيَةِ الْمَدِينَةِ ، فَإِذَا هِيَ تَلْتَهِبُ ، فَيَخْرُجُ الْمُسْلِمُونَ بِمَا قَدْ أَصَابُوا حَتَّى يَنْزِلُوا الْفَرْقَدُونَةَ ، فَبَيْنَا هُمْ يَقْتَسِمُونَ مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ إِذْ سَمِعُوا أَنَّ الدَّجَّالَ قَدْ خَرَجَ بَيْنَ ظَهْرَيْ أَهْلِيكُمْ ، فَيَنْصَرِفُونَ ، فَيَجِدُونَ الْخَبَرَ بَاطِلا ، فَيَلْحَقُونَ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ ، فَتَكُونُ مَعْقِلَهُمْ إِلَى خُرُوجِ الدَّجَّالِ " .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.