قَالَ صَفْوَانُ وَحَدَّثَنِي شُرَيْحُ بْنُ عُبَيْدٍ ، وَسُلَيْمُ بْنُ عَامِرٍ الْخَبَائِرِيَّيْنِ ، أَنَّ كَعْبًا ، كَانَ يَقُولُ : " إِذَا كَانَتِ الْمَلْحَمَةُ الْعُظْمَى مَلْحَمَةُ الرُّومِ هَرَبَتْ مِنْكُمْ ثُلَّةٌ فَلَحِقَتْ بِالْعَدُوِّ ، وَخَرَجَتْ ثُلَّةٌ أُخْرَى فَأَسْلَمُوكُمْ ، خَسَفَ اللَّهُ بِبَعْضِهِمْ ، وَبَعَثَ عَلَى مَنْ بَقِيَ مِنْهُمْ طَيْرًا يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ ، ثُمَّ تَبْقَى الثُّلَّةُ الْبَاقِيَةُ ، فَيَا عِبَادَ اللَّهِ ، مَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَغَلَبَتْهُ نَفْسُهُ عَلَى الْجُبْنِ فَلْيَدْخُلْ تَحْتَ إِكَافِهِ أَوْ يُمْسِكْ بِعَمُودِ فُسْطَاطِهِ ، وَلْيَصْبِرْ ، فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى نَاصِرٌ الثُّلَّةَ الْبَاقِيَةَ ، وَذَلِكُمْ حِينَ يَسْتَضْعِفُكُمُ الرُّومُ ، وَيَطْمَعُونَ فِيكُمْ ، يَقُولُ صَاحِبُ الرُّومِ : إِذَا أَصْبَحْتُمْ فَارْكَبُوا ذَاتَ حَافِرٍ مِنَ الدَّوَابِّ ، ثُمَّ أَوْطِئُوهُمْ وَطْئَةً وَاحِدَةً ، لا يُذْكَرُ هَذَا الدِّينُ فِي الأَرْضِ أَبَدًا ، يَعْنِي الإِسْلامَ ، قَالَ : فَيَغْضَبُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عِنْدَ ذَلِكَ ، حَتَّى يَكُونَ فِي السَّمَاءِ الرَّابِعَةِ ، وَفِيهَا سِلاحُ اللَّهِ وَعَذَابُهُ ، فَيَقُولُ : لَمْ يَبْقَ إِلا أَنَا وَدِينِي الإِسْلامُ ، وَأَهْلُ الْيَمَنِ وَقَيْسٌ ، لأَنْصُرَنَّ عِبَادِي الْيَوْمَ ، وَيَدُ اللَّهِ بَيْنَ الصَّفَّيْنِ ، إِذَا أَمَالَهَا عَلَى قَوْمٍ كَانَتِ الدَّبْرَةُ عَلَيْهِمْ ، فَيَا أَهْلَ الْيَمَنِ لا تُبْغِضُوا قَيْسًا ، وَيَا قَيْسُ أَحِبُّوا أَهْلَ الْيَمَنِ ، فَإِنَّ قَيْسًا مِنْ خِيَارِ النَّاسِ أَنْفُسًا وَأَخْلاقًا وَالَّذِي نَفْسُ كَعْبٍ بِيَدِهِ ، لا يُجَالِدُ عَنْ دِينِ الإِسْلامِ يَوْمَئِذٍ إِلا أَنْتُمْ ، يَا أَهْلَ الْيَمَنِ وَقَيْسُ ، وَقَيْسٌ يَوْمَئِذٍ يَقْتُلُونَ الأَعْدَاءَ وَلا يُقْتَلُونَ ، وَالأَزْدُ يَقْتُلُونَ الأَعْدَاءَ وَيُقْتَلُونَ ، أَوْ قَالَ : وَلا يُقْتَلُونَ ، وَلَخْمٌ وَجُذَامٌ يَقْتُلُونَ الأَعْدَاءَ وَلا يُقْتَلُونَ " .