حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ حَكِيمٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، عَنْ كَعْبٍ ، قَالَ : " ذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَلْحَمَةَ فَسَمَّى الْمَلْحَمَةَ مِنْ عَدَدِ الْقَوْمِ " ، وَأَنَا أُفَسِّرُهَا لَكُمْ : " إِنَّهُ يَحْضُرُهَا اثْنَا عَشَرَ مَلِكًا ، مَلِكُ الرُّومِ أَصْغَرُهُمْ وَأَقَلُّهُمْ مَقَاتِلَةً ، وَلَكِنَّهُمْ كَانُوا هُمُ الدُّعَاةُ ، وَهُمْ دَعَوْا تِلْكَ الأُمَمَ وَاسْتَمَدُّوا بِهِمْ ، وَحَرَامٌ عَلَى أَحَدٍ يَرَى عَلَيْهِ حَقًّا لِلإِسْلامِ أَنْ لا يَنْصُرَ الإِسْلامَ يَوْمَئِذٍ ، وَلَيَبْلُغَنَّ مَدَدُ الْمُسْلِمِينَ يَوْمَئِذٍ صَنْعَاءَ الْجُنْدِ ، وَحَرَامٌ عَلَى أَحَدٍ يَرَى عَلَيْهِ حَقًّا لِلنَّصْرَانِيَّةِ أَنْ لا يَنْصُرَهَا يَوْمَئِذٍ ، وَلَتُمِدَّنَّهُمْ يَوْمَئِذٍ الْجَزِيرَةُ بِثَلاثِينَ أَلْفَ نَصْرَانِيٍّ ، فَيَتْرُكُ الرَّجُلُ فَدَّانَهُ يَقُولُ : أَذْهَبُ أَنْصُرُ النَّصْرَانِيَّةَ ، وَيُسَلَّطُ الْحَدِيدُ بَعْضُهُ عَلَى بَعْضٍ ، فَمَا يَضُرُّ رَجُلا يَوْمَئِذٍ كَانَ مَعَهُ سَيْفٌ لا يَجْدَعُ الأَنْفَ أَلا يَكُونَ مَكَانَهُ الصَّمْصَامَةُ ، لا يَضَعُ سَيْفَهُ يَوْمَئِذٍ عَلَى دِرْعٍ وَلا غَيْرِهِ إِلا قَطَعَهُ ، وَحَرَامٌ عَلَى جَيْشٍ أَنْ يَتْرُكَ النَّصْرَ ، وَيُلْقَى الصَّبْرُ عَلَى هَؤُلاءِ وَعَلَى هَؤُلاءِ ، وَيُسَلَّطُ الْحَدِيدُ بَعْضُهُ عَلَى بَعْضٍ لِيَشْتَدَّ الْبَلاءُ ، فَيُقْتَلُ يَوْمَئِذٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ثُلُثٌ ، وَيَفِرُّ ثُلُثٌ ، فَيَقَعُونَ فِي مَهِيلٍ مِنَ الأَرْضِ ، يَعْنِي هَؤُلاءِ لا يَرَوْنَ الْجَنَّةَ وَلا يَرَوْنَ أَهْلِيهِمْ أَبَدًا ، وَيَصْبِرُ ثُلُثٌ فَيَحْرُسُونَهُمْ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ ، لا يَفِرُّونَ فَرَّ أَصْحَابِهِمْ ، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الثَّالِثِ قَالَ رَجُلٌ مِنْهُمْ : يَا أَهْلَ الإِسْلامِ ، مَا تَنْتَظِرُونَ ؟ قُومُوا فَادْخُلُوا الْجَنَّةَ كَمَا دَخَلَهَا إِخْوَانُكُمْ ، فَيَوْمَئِذٍ يُنَزِّلُ اللَّهُ تَعَالَى نَصْرَهُ ، وَيَغْضَبُ لِدِينِهِ ، وَيَضْرِبُ بِسَيْفِهِ ، وَيَطْعَنُ بِرُمْحِهِ ، وَيَرْمِي بِسَهْمِهِ ، لا يَحِلُّ لِنَصْرَانِيٍّ أَنْ يَحْمِلَ بَعْدَ ذَلِكَ الْيَوْمِ سِلاحًا حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ ، وَيَضْرِبُ الْمُسْلِمُونَ أَقْفَاءَهُمْ مُدْبِرِينَ ، لا يَمُرُّونَ بِحِصْنٍ إِلا فُتِحَ ، وَلا مَدِينَةٍ إِلا فُتِحَتْ ، حَتَّى يَرُدُّوا الْقُسْطَنْطِينِيَّةَ ، فَيُكَبِّرُونَ اللَّهَ وَيُقَدِّسُونَهُ وَيَحْمَدُونَهُ ، فَيَهْدِمُ اللَّهُ مَا بَيْنَ اثْنَيْ عَشَرَ بُرْجًا ، وَيَدْخُلُها الْمُسْلِمُونَ ، فَيَوْمَئِذٍ يُقْتَلُ مُقَاتِلَتُهَا ، وَتُفْتَضُّ عِذِارُهَا ، وَيَأْمُرُهَا اللَّهُ فَتُظْهِرُ كُنُوزَهَا ، فَآخِذٌ وَتَارِكٌ ، فَيَنْدَمُ الآخِذُ ، وَيَنْدَمُ التَّارِكُ " ، قَالُوا : وَكَيْفَ يَجْتَمِعُ نَدَامَتُهُمَا ؟ قَالَ : " يَنْدَمُ الآخِذُ أَلا يَكُونَ ازْدَادَ ، وَيَنْدَمُ التَّارِكُ أَلا يَكُونَ أَخَذَ " ، قَالُوا : إِنَّكَ لَتُرَغِّبُنَا فِي الدُّنْيَا فِي آخِرِ الزَّمَانِ ؟ قَالَ : " إِنَّهُ يَكُونُ مَا أَصَابُوا مِنْهَا عَوْنًا لَهُمْ عَلَى سِنِينَ شِدَادٍ ، وَسِنِينَ الدَّجَّالِ ، " قَالَ : " وَيَأْتِيهِمْ آتٍ وَهُمْ فِيهَا ، فَيَقُولُ : خَرَجَ الدَّجَّالُ فِي بِلادِكُمْ ، قَالَ : فَيَنْصَرِفُونَ حَيَارَى فَلا يَجِدُونَهُ خَرَجَ ، فَلا يَلْبَثُ إِلا قَلِيلا حَتَّى يَخْرُجَ " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
كَعْبٍ | كعب الأحبار / توفي في :32 | مقبول |
عَمْرِو بْنِ عَبْدِ اللَّهِ | عمرو بن عبد الله القاري | مقبول |
عَاصِمِ بْنِ حَكِيمٍ | عاصم بن حكيم البصري | صدوق حسن الحديث |
ابْنُ وَهْبٍ | عبد الله بن وهب القرشي / ولد في :125 / توفي في :197 | ثقة حافظ |