حَدَّثَنَا عَبْدُ الْقُدُّوسِ ، وَابْنُ كَثِيرِ بن دينار ، عَنِ ابْنِ عَيَّاشٍ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي عَمْرٍو السَّيْبَانِيِّ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جَابِرٍ ، قَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنْ آلِ مُعَاوِيَةَ : أَلا تَقْرَأُ صَحِيفَةً مِنْ صُحُفِ أَخِيكَ كَعْبٍ ؟ قَالَ : فَطَرَحَ إِلَيَّ صَحِيفَةً مَكْتُوبٌ فِيهَا : " قُلْ لِصُورَ مَدِينَةِ الرُّومِ ، وَهِيَ تُسَمَّى بِأَسْمَاءٍ كَثِيرَةٍ ، قُلْ لِصُورَ بِمَا عَتَتْ عَنْ أَمْرِي ، وَتَجَبَّرَتْ بِجَبَرُوتِكَ ، تُبَارِي بِجَبَرُوتِكَ جَبَرُوتِي ، وَتُمَثِّلِينَ فَلَكَكِ بِعَرْشِي ، لأَبْعَثَنَّ عَلَيْكَ عِبَادِي الأُمِّيِّينَ ، وَوَلَدَ سَبَأٍ أَهْلَ الْيَمَنِ الَّذِينَ يَرِدُونَ الذِّكْرَ كَمَا تَرِدُ الطَّيْرُ الْجِيَاعُ اللَّحْمَ ، وَكَمَا تَرِدُ الْغَنَمُ الْعِطَاشُ الْمَاءَ ، وَلأَنْزِعَنَّ قُلُوبَ أَهْلِكَ ، وَلأَشُدَّنَّ قُلُوبَهُمْ ، وَلأَجْعَلَنَّ صَوْتَ أَحَدِهِمْ عِنْدَ الْبَأْسِ كَصَوْتِ الأَسَدِ ، يَخْرُجُ مِنَ الْغَابَةِ فَيَصِيحُ بِهِ الرُّعَاةُ فَلا تَزِدْهُ أَصْوَاتُهُمْ إِلا جُرْأَةً وَشِدَّةً ، وَلأَجْعَلَنَّ حَوَافِرَ خُيُولِهِمْ كَالْحَدِيدِ عَلَى الصَّفَا ، لَتُدْرِكَ يَوْمَ الْبَأْسِ ، وَلأَشُدَّنَّ أَوْتَارَ قِسِيِّهِمْ ، وَلأَتْرُكَنَّكِ جَلْحَاءَ لِلشَّمْسِ ، وَلأَتْرُكَنَّكِ لا سَاكِنَ لَكِ إِلا الطَّيْرُ وَالْوَحْشُ ، وَلأَجْعَلَنَّ حِجَارَتَكِ كِبْرِيتًا ، وَلأَجْعَلَنَّ دُخَانَكِ يَحُولُ دُونَ طَيْرِ السَّمَاءِ ، وَلأُسْمِعَنَّ جَزَائِرَ الْبَحْرِ صَوْتَكَ ، فِي وَعِيدٍ كَثِيرٍ لَمْ يَحْفَظْهُ كُلَّهُ " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |