باب يقال لصاحب القران اقرا وارقه


تفسير

رقم الحديث : 113

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ ، أَخْبَرَنَا دَاوُدُ أَبُو بَحْرٍ الْكَرْمَانِيُّ ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ أَبِي مُسْلِمٍ ، عَنْ مُوَرِّقٍ الْعِجْلِيِّ ، أَنَّهُ كَانَ يُحَدِّثُ عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ اللَّيْثِيِّ ، أَنَّهُ سَمِعَ عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ ، يَقُولُ : " مَنْ صَلَّى مِنْكُمْ مِنَ اللَّيْلِ فَلْيَجْهَرْ بِقِرَاءَتِهِ , فَإِنَّ الْمَلائِكَةَ الَّذِينَ يَسْكُنُونَ فِي الْهَوَاءَ يُصَلُّونَ بِصَلاتِهِ وَيَسْتَمِعُونَ لِقِرَاءَتِهِ ، وَإِنَّهُ يُطْرَدُ بِجَهْرِ قِرَاءَتِهِ عَنْ دَارِهِ وَمَا حَوْلَهَا فُسَّاقُ الشَّيَاطِينِ ، وَمَرَدَةُ الْجِنِّ ، وَمَا مِنْ رَجُلٍ يَتَعَلَّمُ كِتَابَ اللَّهِ عَنْ ظَهْرِ قَلْبِهِ يُرِيدُ بِهِ وَجْهَ اللَّهِ ، ثُمَّ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ سَاعَةً مَعْلُومَةً ، إِلا أَمَرَتِ اللَّيْلَةُ الْمَاضِيَةُ اللَّيْلَةَ الْمُسْتَأْنَفَةَ أَنْ : كُونِي عَلَيْهِ خَفِيفَةً وَنَبِّهِيهِ للِسَّاعَةِ ، فَإِذَا مَاتَ صُوِّرَ الْقُرْآنُ صُورَةً حَسَنَةً جَمِيلَةً طَيْبَةً ، ثُمَّ جَاءَ فَوَقَفَ عَلَى رَأْسِهِ ، وَأَهْلُهُ يُغَسِّلُونَهُ لا يُفَارِقُهُ حَتَّى يَفْرُغَ مِنْ جَهَازِهِ ، فَإِذَا وُضِعَ عَلَى سَرِيرِهِ , جَاءَ فَدَخَلَ حَتَّى يَكُونَ عَلَى صَدْرِهِ دُونَ الْكَفَنِ , فَإِذَا وُضِعَ فِي لَحْدِهِ وَتَوَلَّى عَنْهُ أَصْحَابُهُ وَجَاءَهُ مُنْكَرٌ وَنَكِيرٌ ، جَاءَهُ حَتَّى يَكُونَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُمَا ، فَيَقُولانِ : إِلَيْكَ حَتَّى نَسْأَلَهُ ، فَيَقُولُ : كَلا وَرَبِّ الْكَعْبَةِ ، إِنَّهُ لَصَاحِبِي وَخَلِيلِي ، وَلَسْتُ بِالَّذِي أُفَارِقُهُ عَلَى حَالٍ ، فَإِنْ كُنْتُمَا أَمَرْتُمَا بِشَيْءٍ فَامْضِيَا لِمَا أَمَرْتُمَا بِهِ , وَدَعَانِي مَكَانِي , فَإِنِّي لا أُفَارِقُهُ حَتَّى أُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ ، قَالَ : فَيَنْظُرُ الْقُرْآنُ إِلَى صَاحِبِهِ فَيَقُولُ : اسْكُنْ وَأَبْشِرْ ، فَإِنَّكَ سَتَجِدُنِي مِنَ الْجِيرَانِ جَارَ صِدْقٍ ، وَمِنَ الأَصْحَابِ صَاحِبَ صِدْقٍ ، وَمِنَ الأَخِلاءِ خَلِيلَ صِدْقٍ ، فَيَقُولُ : مَنْ أَنْتَ ؟ فَيَقُولُ : أَنَا الْقُرْآنُ الَّذِي كُنْتَ تُجْهِرُ بِي وَتُخْفِي ، وَتُسِرُّ بِي وَتُعْلِنُ ، وَكُنْتَ تُحِبُّنِي فَأَنَا أُحِبُّكَ الْيَوْمَ ، وَمَنْ أَحْبَبْتُهُ أَحَبَّهُ اللَّهُ ، وَلَيْسَ عَلَيْكَ بَعْدَ مُنْكَرٍ وَنَكِيرٍ غَمٌّ وَلا هَمٌّ وَلا هَوْلٌ , فَإِذَا سَأَلاهُ مُنْكَرٌ وَنَكِيرٌ , وَصَعِدَا عَنْهُ , بَقِيَ هُوَ وَالْقُرْآنُ فِي الْقَبْرِ فَيَقُولُ لَهُ الْقُرْآنُ : أَلا أُفْرِشُكَ فَرْشًا لَيِّنًا ، وَمِهَادًا , يَعْنِي : طَيِّبًا وَثَيْرًا , وَدِثَارًا دَفِيًّا حَسَنًا جَمِيلا , جَزَاءً لَكَ بِمَا أَسْهَرْتُ لَيْلَكَ , وَمَنَعْتُكَ شَهْوَتَكَ وَعَيْنَيْكَ وَأُذُنَيْكَ وَسَمْعَكَ وَبَصَرَكَ ، قَالَ : فَيَنْظُرُ إِلَى السَّمَاءِ أَسْرَعَ مِنَ الطَّرْفِ فَيَسْأَلُ لَهُ فِرَاشًا وَدِثَارًا ، فَيُعْطِيَهُ اللَّهُ ذَلِكَ ، قَالَ : وَيُنَزِّلُ أَلْفَ مَلَكٍ مِنْ مُقَرَّبِي سَمَاءِ السَّادِسَةِ , قَالَ : وَتَجِيءُ الْمَلائِكَةُ , فَيُسْلِمُونَ عَلَيْهِ ، قَالَ : فَيَقُولُ الْقُرْآنُ : هَلِ اسْتَوْحَشْتَ بَعْدِي ؟ مَا زِدْتُ مُنْذُ فَارَقْتُكَ عَلَى أَنْ كَلَّمْتُ إِلَهِيَ الَّذِي خَرَجْتُ مِنْهُ لَكَ فِي فِرَاشٍ وَدِثَارٍ وَمِصْبَاحٍ فَهَذَا قَدْ جِئْتُكَ بِهِ , فَقُمْ حَتَّى تُفْرِشُكَ الْمَلائِكَةُ , قَالَ : فَيُدْفَعُ فِي قَبْرِهِ مِنْ قِبَلِ لَحْدِهِ ، ثُمَّ يُدْفَعُ مِنْ جَانِبٍ لآخَرَ فَيَتَّسِعُ عَلَيْهِ مَسِيرَةَ أَرْبَعِ مِائَةِ عَامٍ , فَيُوضَعُ لَهُ فِرَاشٌ بَطَائِنُهُ مِنْ حَرِيرٍ خَضْرَاءَ ، حَشْوُهَا الْمِسْكُ الأَذْفَرُ فِي لِينِ الْخَزِّ وَالْقَزِّ ، عِنْدَ رَأْسِهِ وَرِجْلَيْهِ مَرَافِقُ السُّنْدُسِ وَالإِسْتَبْرَقِ ، وَيُوضَعُ لَهُ سِرَاجٌ مِنْ نُورٍ فِي مُسْرَجَةٍ ذَهَبٍ عِنْدَ رَأْسِهِ وَرِجْلَيْهِ يُزْهِرَانِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، ثُمَّ تُضْجِعُهُ الْمَلائِكَةُ عَلَى شِقِّهِ الأَيْمَنِ عَلَى فِرَاشِهِ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ ، ثُمَّ يَنْفُخُ أُولَئِكَ الأُلْفُ فِي وَجْهِهِ وَيُسَلِّمُونَ عَلَيْهِ ، وُيُزَوِّدُونَهُ مِنْ يَاسَمِينِ الْجَنَّةِ ، ثُمَّ يَصْعَدُونَ إِلَى السَّمَاءِ فَيَنْظُرُ إِلَيْهِمُ الإِنْسَانُ وَهُوَ مُضْطَجِعٌ عَلَى فِرَاشِهِ , حَتَّى يَلِجُوا فِي السَّمَاءِ ثُمَّ يَأْخُذُ الْقُرْآنُ الْيَاسَمِينَ الَّذِي زَوَّدُوهُ فَيَضَعُهُ عِنْدَ أَنْفِهِ , فَيَشُمُّهُ غَضًّا حَتَّى يُبْعَثَ ، قَالَ : وَيَرْجِعُ الْقُرْآنُ إِلَى أَهْلِهِ فَيَجِيئُهُ بِخَبَرِهِمْ كُلَّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ , وَيَتَعَاهَدُ ذُرِّيَّتَهُ كَمَا يَتَعَاهَدُ الْوَالِدُ وَلَدَهُ بِالْخَيْرِ ، فَإِذَا تَعَلَّمَ أَحَدٌ مِنْ وَلَدِهِ الْقُرْآنَ بَشَّرَهُ بِذَلِكَ فِي قَبْرِهِ ، فَإِنْ كَانَ عَقِبُهُ عَقِبَ سُوءٍ أَتَاهُمْ فِي كُلِّ غُدْوَةٍ وَعَشِيَّةٍ ، فَدَعَا صَاحِبَهُ فِي دَارِهِ وَيَدْعُو رَبَّهُ بِالْخَيْرِ وَالإِقْبَالِ ، أَوْ كَمَا قَالَ " .

الرواه :

الأسم الرتبة
عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ

صحابي

Whoops, looks like something went wrong.