واعلموا ان فيكم رسول الله لو يطيعكم في كثير من الامر لعنتم سورة الحجرات اية قال هذا ن...


تفسير

رقم الحديث : 1

حَدَّثَنَا حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى ، ثنا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، ثنا الْمُسْتَمِرُّ ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، فِي هَذِهِ الآيَةِ : وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنَ الأَمْرِ لَعَنِتُّمْ سورة الحجرات آية 7 ، قَالَ : " هَذَا نَبِيُّكُمْ وَخِيَارُ أُمَّتِكُمْ فَكَيْفَ أَنْتُمْ ؟ " . قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ : وَقَالَ الشَّافِعِيُّ : قَالَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ : أُولُو الأَمْرِ أُمَرَاءُ سَرَايَا رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . قَالَ : وَهُوَ يُشْبِهُ مَا قَالَ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ ؛ لأَنَّ مَنْ كَانَ حَوْلَ مَكَّةَ مِنَ الْعَرَبِ لَمْ تَكُنْ تَعْرِفُ إِمَارَةً ، وَكَانَتْ تَأْنَفُ أَنْ يُعْطِيَ بَعْضُهَا بَعْضًا طَاعَةَ الإِمَارَةِ فَلَمَّا دَانَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالطَّاعَةِ لَمْ تَكُنْ تَرَى ذَلِكَ يَصْلُحُ لِغَيْرِ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَأُمِرُوا أَنْ يُطِيعُوا أُولِي الأَمْرِ الَّذِينَ أَمَّرَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا طَاعَةً مُطْلَقَةً ، بَلْ طَاعَةً مُسْتَثْنًى مِنْهَا لَهُمْ ، فَقَالَ تَعَالَى : فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ سورة النساء آية 59 ، يَعْنِي : إِنِ اخْتَلَفْتُمْ فِي شَيْءٍ يَعْنِي وَاللَّهُ أَعْلَمُ هُمْ وَأُمَرَاؤُهُمُ الَّذِينَ أُمِرُوا بِطَاعَتِهِمْ : فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ سورة النساء آية 59 ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْنِي : وَاللَّهُ أَعْلَمُ إِلَى مَا قَالَ اللَّهُ وَالرَّسُولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ مَا تَنَازَعُوا فِيهِ نَصًّا فِيهِمَا ، وَلا فِي وَاحِدٍ مِنْهُمَا رُدَّ قِيَاسًا عَلَى أَحَدِهِمَا سَمِعْتُ إِسْحَاقَ ، يَقُولُ فِي قَوْلِهِ : وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ سورة النساء آية 59 ، قَدْ يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ تَفْسِيرُ الآيَةِ عَلَى أُولِي الْعِلْمِ ، وَعَلَى أُمَرَاءِ السَّرَايَا ؛ لأَنَّ الآيَةَ الْوَاحِدَةَ يُفَسِّرُهَا الْعُلَمَاءُ عَلَى أَوْجُهٍ وَلَيْسَ ذَلِكَ بِاخْتِلافٍ وَقَدْ قَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ : لَيْسَ فِي تَفْسِيرِ الْقُرْآنِ اخْتِلافٌ إِذَا صَحَّ الْقَوْلُ فِي ذَلِكَ ، وَقَالَ : أَيَكُونُ شَيْءٌ أَظْهَرَ خِلافًا فِي الظَّاهِرِ مِنَ الْخُنَّسِ ؟ قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ : هِيَ : بَقَرُ الْوَحْشِ ، وَقَالَ عَلِيٌّ : هِيَ النُّجُومُ قَالَ سُفْيَانُ : وَكِلاهُمَا وَاحِدٌ ؛ لأَنَّ النُّجُومَ تَخْنَسُ بِالنَّهَارِ وَتَظْهَرُ بِاللَّيْلِ ، وَالْوَحْشِيَّةُ إِذَا رَأَتْ إِنْسِيًّا خَنَسَتْ فِي الْغِيضَانِ وَغَيْرِهَا ، وَإِذَا لَمْ تَرَ إِنْسِيًّا ظَهَرَتْ ، قَالَ سُفْيَانُ : فَكُلٌّ خُنَّسٌ قَالَ إِسْحَاقُ : وَتَصْدِيقُ ذَلِكَ مَا جَاءَ عَنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَاعُونِ يَعْنِي أَنَّ بَعْضَهُمْ قَالَ : هُوَ الزَّكَاةُ وَقَالَ بَعْضُهُمْ : عَارِيَةُ الْمَتَاعِ . قَالَ : وَقَالَ عِكْرِمَةُ : الْمَاعُونُ أَعْلاهُ الزَّكَاةُ وَعَارِيَةُ الْمَتَاعِ مِنْهُ ، قَالَ إِسْحَاقُ : وَجَهِلَ قَوْمٌ هَذِهِ الْمَعَانِيَ ، فَإِذَا لَمْ تُوَافِقِ الْكَلِمَةُ الْكَلِمَةَ قَالُوا : هَذَا اخْتِلافٌ ، وَقَدْ قَالَ الْحَسَنُ ، وَقَدْ ذُكِرَ عِنْدَهُ الاخْتِلافُ فِي نَحْوِ مَا وَصَفْنَا ، فَقَالَ : إِنَّمَا أُتِيَ الْقَوْمُ مِنْ قِبَلِ الْعُجْمَةِ ، قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ : قَبَضَ اللَّهُ رَسُولَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْهِ بَعْدَ أَنْ أَكْمَلَ لِلْمُسْلِمِينَ دِينَهُمْ ، فَقَالَ : الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا سورة المائدة آية 3 ، نَزَلَتْ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاقِفٌ بِعَرَفَاتٍ ، فَلَمْ يَنْزِلْ بَعْدَهَا حَلالٌ وَلا حَرَامٌ ، وَرَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَاتَ وَأَمَرَهُمُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى بِالاجْتِمَاعِ عَلَى مَا جَاءَهُمْ عَنْهُ ، وَنَهَاهُمْ عَنِ التَّفَرُّقِ مِنْ بَعْدِ أَنْ جَاءَهُمُ الْبَيَانُ ، فَقَالَ : وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا سورة آل عمران آية 103 ، وَقَالَ سُبْحَانَهُ : وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ سورة آل عمران آية 105 ، وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لا تَقَاطَعُوا وَلا تَدَابَرُوا ، وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا " ، وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لا تَخْتَلِفُوا فَتَخْتَلِفَ قُلُوبُكُمْ " ، وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَنْ أَرَادَ بُحْبُوحَةَ الْجَنَّةِ فَلْيَلْزَمِ الْجَمَاعَةَ " .

الرواه :

الأسم الرتبة
أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ

صحابي