تعظيم قدر الصلاة لمحمد بن نصر المروزي


تفسير

رقم الحديث : 18

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، أَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، أَنَا أَبُو مَعْشَرٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ ، قَالَ : قَالَ دَاوُدُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ : " إِلَهِي ، مَا شَأْنُ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِذَا كَانَتْ لَهُمْ إِلَيْكَ حَاجَةٌ فَأَحَبُّوا نُجْحَهَا ، سَأَلُوكَ بِإِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ ؟ ! قَالَ : أَيْ دَاوُدُ ، إِنِّي ابْتَلَيْتُهُمْ فَصَبَرُوا ، فَقَالَ : وَأَنَا أَيْ رَبِّ ، لَوِ ابْتَلَيْتَنِي لَصَبَرْتُ ، قَالَ : " فَإِنِّي ابْتَلَيْتُهُمْ وَلَمْ أُخْبِرْهُمْ بِأَنِّي ابْتَلَيْتُهُمْ فِي أَيِّ سَنَةٍ ، وَلا فِي أَيِّ شَهْرٍ ، وَلا فِي أَيِّ يَوْمٍ ، وَإِنِّي مُبْتَلِيكَ فَمُخْبِرُكَ ، ثُمَّ فِي سَنَتِكَ ، ثُمَّ فِي شَهْرِكَ ، ثُمَّ فِي غَدِكَ ، ثُمَّ هِيَ امْرَأَةٌ فَاحْذَرْ نَفْسَكَ " ، فَلَمَّا كَانَ ذَلِكَ الْيَوْمُ ، قَالَ : لا يَأْتِينِي الْيَوْمَ أَحَدٌ ، فَدَخَلَ الْمِحْرَابَ ، فَجَعَلَ يَقْرَأُ وَيُصَلِّي ، فَلَمَّا ذَهَبَ مِنَ النَّهَارِ مَا ذَهَبَ ، قَالَ : لَوْ أَنِّي نَظَرْتُ مَاذَا ذَهَبَ مِنَ النَّهَارِ ، فَنَظَرَ ، فَوَقَعَ بَيْنَ يَدَيْهِ طَائِرٌ أَحْسَنُ طَائِرٍ فِي الأَرْضِ ، جِنَاحَاهُ مِنْ ذَهَبٍ ، فَأَمَّا أَوَّلُ مَا وَقَعَ فَلَمْ يَرْفَعْ بِهِ رَأْسًا ، ثُمَّ أَقْبَلَ ، فَجَعَلَ يَقْرَأُ وَيُصَلِّي ، ثُمَّ قَالَ : لَوْ أَنِّي أَخَذْتُ هَذَا عَجَبْتُ بِهِ بَنِي إِسْرَائِيلَ ، فَتَنَاوَلَهُ لِيَأْخُذَهُ ، فَقَفَزَ غَيْرَ بَعِيدٍ وَهُوَ يُطْمِعُهُ حَتَّى وَقَعَ عَلَى كُوَّةِ الْمِحْرَابِ ، فَنَظَرَ فَإِذَا هُوَ بِامْرَأَةٍ تَغْتَسِلُ ، فَوَقَعَتِ الْمَرْأَةُ فِي نَفْسِهِ ، وَذَهَبَ ذَلِكَ الْيَوْمُ وَظَنَّ أَنَّهُ لَمْ يُفْتَنْ فِيهِ بِشَيْءٍ ، ثُمَّ إِنَّهُ بَعَثَ بَعْثًا ، وَأَمَرَ صَاحِبَ الْبَعْثِ أَنْ يُقَدِّمَ زَوْجَ الْمَرْأَةِ ، وَكَانَ اسْمُهُ أُورَيَا ، فَجَاءَهُ الْكِتَابُ بِأَنَّهُ قُتِلَ فُلانٌ وَفُلانٌ حَمَلَةُ التَّابُوتِ ، فَلَمَّا لَمْ يَرَ فِيهَا اسْمَهُ ، أَلْقَى الصَّحِيفَةَ وَكَانَ اسْمُهُ فِي آخِرِ الصَّحِيفَةِ ، ثُمَّ نَظَرَ فَوَجَدَ فِيهَا اسْمَهُ ، فَتَرَكَهَا حَتَّى انْقَضَتْ عِدَّتُهَا ، ثُمَّ خَطَبَهَا ، فَتَزَوَّجَهَا ، وَلَمْ يَرَ بِذَلِكَ بَأْسًا ، فَأَرَادَ اللَّهُ أَنْ يُبَصِّرَهُ خَطِيئَتَهُ حَتَّى يَتُوبَ مِنْهَا ، فَأَرْسَلَ اللَّهُ تَعَالَى مَلَكَيْنِ فَتَسَوَّرَا الْمِحْرَابَ ، فَفَزِعَ دَاوُدُ ، فَقَالا : لا تَخَفْ خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ فَاحْكُمْ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلا تُشْطِطْ وَاهْدِنَا إِلَى سَوَاءِ الصِّرَاطِ { 22 } إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ { 23 } قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ سورة ص آية 22-24 ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا : يَا عَبْدَ اللَّهِ ، إِنَّهُمْ مِنِّي ، إِنَّهَا كَانَتْ لِي نَعْجَةٌ آكُلُ إِلَيْهَا ، وَأَسْكُنُ إِلَيْهَا ، وَأَشْرَبُ إِلَيْهَا ، فَغَلَبَنِي وَنَزَعَهَا مِنِّي ، فَلَمَّا قَالَ ذَلِكَ ، ظَنَّ دَاوُدُ أَيْ أَيْقَنَ دَاوُدُ ، قَالَ : أَيَّتُهَا الْمَرْأَةُ أَنْتِ هَذِهِ النَّعْجَةُ ، وَخَرَّ سَاجِدًا بَيْنَ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً وَيَوْمٍ ، لا يَقُومُ إِلا لِصَلاةٍ مَكْتُوبَةٍ ، أَوْ لِحَاجَةٍ لا بُدُّ مِنْهَا ، فَقَالَ : أَيْ رَبِّ ، رَقَأَ الدَّمْعُ ، وَقَرَحَ الْجَبِينُ ، وَتَنَاثَرَ الدُّودُ مِنْ رُكْبَتِي ، وَخَطِيئَتِي أَلْزَمُ بِي مِنْ جِلْدِي ، فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ : أَنِ ارْفَعْ رَأْسَكَ يَا دَاوُدُ ، فَقَدْ غَفَرْتُ لَكَ ، فَلَمْ يَرْفَعْ رَأْسَهُ حَتَّى جَاءَهُ جِبْرِيلُ ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ ، قَالَ أَبُو مَعْشَرٍ : فَحَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيُّ ، أَنَّهُ لَمَّا رَفَعَ رَأْسَهُ ، قَالَ : أَيْ رَبِّ ، إِنَّ لِي إِلَيْكَ حَاجَةً ، فَمُرِ الْخَلائِقَ أَنْ يُنْصِتُوا ، فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ : يَا دَاوُدُ ، إِنَّهُ لا يَسُدُّ سَمْعِي شَيْءٌ ، قَالَ : إِنِّي أَحَبُّ ذَلِكَ ، فَمُرِ الْخَلائِقَ أَنْ يَنْصِتُوا ، فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَى السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِيهَا أَنْ يُنْصِتُوا ، وَإِلَى الأَرَضِينَ وَمَنْ فِيهَا أَنْ يَنْصُتْنَ ، فَقَالَ دَاوُدُ : أَيْ رَبِّ ، أُورَيَا يَطْلُبُ مِنِّي دَمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : فَكَيْفَ بِي وَهُوَ يَطْلُبُ مِنِّي دَمَهُ ؟ قَالَ : أَجْمَعُ بَيْنَكُمَا فَأَقْضِي بَيْنَكُمَا ، ثُمَّ أَسْتَوْهِبُهُ دَمَكَ وَأَنَا أَغْفِرُ لَكَ ، فَقَالَ : الآنَ عَلِمْتُ أَنَّكَ قَدْ غَفَرْتَ لِي " .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.