حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى ، قَالَ : حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى ، عَنْ إِسْرَائِيلَ ، عَنْ زِيَادٍ يَعْنِي فَيَّاضًا ، قَالَ : حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ عُبَيْدَ بْنَ عُمَيْرٍ ، يَقُولُ : " آثِرِ الْحَيَاءَ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى عَلَى الْحَيَاءِ مِنَ النَّاسِ " . قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ : فَيَنْبَغِي لِلْعَاقِلِ أَنْ يَسْتَحِيَ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى أَنْ يَرَاهُ كَثِيرَ الْحَيَاءِ مِنَ الْخَلْقِ ، قَلِيلَ الْحَيَاءِ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى فَلْيَكُنِ الْغَالِبَ عَلَيْهِ الْحَيَاءُ مِنَ اللَّهِ ، وَأَفْضَلُ فِي الدِّينِ ، كَنَحْوِ مَا رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قِصَّةِ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا حِينَ بَنَى بِهَا ، وَتَحَدَّثَ عِنْدَهُ ، نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِهٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، فَخَرَجَ رَجَاءَ أَنْ يَقُومُوا ، ثُمَّ رَجَعَ ، وَهُمْ عَلَى حَالِهِمْ ، فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَيْهِ ، فَاسْتَحَى أَنْ يَقُولَ لَهُمْ : قُومُوا ، وَكَانَ كَرِيمًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَثِيرَ الْحَيَاءِ . رُوِيَ أَنَّهُ كَانَ أَشَدَّ حَيَاءً مِنَ الْعَذْرَاءِ فِي خِدْرِهَا ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ سورة الأحزاب آية 53 إِلَى قَوْلِهِ : إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ لا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ سورة الأحزاب آية 53 فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ تَعَالَى آثَرَهُ ، وَأَرْخَى الْحِجَابَ ، وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : " وَرَاءَكَ " ، وَكَانَ ذَلِكَ أَوْلَى بِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَذَلِكَ يَجِبُ عَلَى أَهْلِ الدِّينِ أَنْ يَفْعَلُوا .
الأسم | الشهرة | الرتبة |