حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ ، قَالَ : قُلْتُ لأَبِي عَمْرٍو : نَصْرَانِيُّ صَحِبَ مُسْلِمَيْنِ فِي سَفَرٍ ، مُشْتَبِهًا بِالْمُسْلِمِينَ فِي هَيْئَةٍ ، فَحَضَرَتِ الصَّلاةُ ، فَصَلَّى مَعَهُمْ ، ثُمَّ قَالَ : خِفْتُكُمْ عَلَى نَفْسِي وَمَالِي ، فَقَالَ : " لا قَتْلَ عَلَيْهِ " ، قُلْتُ لأَبِي عَمْرٍو : فَإِنَّهُ لَمَّا حَضَرَتِ الصَّلاةُ أَذَّنَ ، وَأَقَامَ وَصَلَّى بِهِمْ فَقَرَأَ ، وَأَقَامَ سُنَّةَ الصَّلاةِ ؟ ! فَلَمْ يَرَ عَلَيْهِ قَتْلا لِتَقِيَّتِهِ عَلَى نَفْسِهِ ، وَيُعِيدُونَ صَلاتَهُمْ " ، قَالَ : وَسَأَلْتُ عَنْ ذَلِكَ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ ، فَلَمْ يَرَ عَلَيْهِ قَتْلا ، وَقَالَ : يُعِيدُونَ صَلاتَهُمْ ، وَسَأَلْتُ عَنْ ذَلِكَ ، سَعِيدَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ ؟ فَقَالَ : أَذَانُهُ ، وَإِقَامَتُهُ ، وَصَلاتُهُ بِهِمْ مِنْهُ إِسْلامٌ ، وَيُسْتَتَابُ ، فَإِنْ تَابَ ، وَإِلا قُتِلَ ، قُلْتُ : فَكَيْفَ بِصَلاتِهِمْ مَعَهُ ؟ قَالَ : مَضَتْ صَلاتُهُمْ ، قَالَ الْوَلِيدُ : وَسَأَلْتُ اللَّيْثَ بْنَ سَعْدٍ ، فَقَالَ : مِثْلَ ذَلِكَ . قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ : وَأَمَّا احْتِجَاجُهُمْ بِحَدِيثِ عُبَادَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ ، قَالَ : " خَمْسُ صَلَوَاتٍ افْتَرَضَهُنَّ اللَّهُ عَلَى عِبَادِهِ ، مَنْ أَتَى بِهِنَّ ، لَمْ يُضَيِّعْ مِنْ حَقِّهِنَّ شَيْئًا ، كَانَ لَهُ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدٌ ، وَمَنْ لَمْ يَأْتِ بِهِنَّ جَاءَ وَلَيْسَ عِنْدَهُ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدٌ ، إِنْ شَاءَ عَذَّبَهُ ، وَإِنْ شَاءَ أَدْخَلَهُ الْجَنَّةَ " قَالُوا : فَقَدْ أَطْمَعَهُ فِي دُخُولِ الْجَنَّةِ ، إِذَا هُوَ لَمْ يَأْتِ بِهِنَّ ، وَلَوْ كَانَ كَافِرًا لَمْ يُطْمِعْهُ فِي دُخُولِ الْجَنَّةِ . فَإنَّ قَوْلَهُ لَمْ يَأْتِ بِهِنَّ إِنَّمَا يَقَعُ مَعْنَاهُ عَلَى أَنَّهُ لَمْ يَأْتِ بِهِنَّ عَلَى الْكَمَالِ ، إِنَّمَا أَتَى بِهِنَّ نَاقِصَاتٍ مِنْ حُقُوقِهِنَّ نُقْصَانًا ، لا يُبْطِلُهُنَّ ، وَلَمْ يَقُلْ ذَلِكَ . قُلْنَا : بَلْ رُوِّينَا مِنْ طُرُقٍ ، عَنْ عُبَادَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مُفَسَّرًا .
الأسم | الشهرة | الرتبة |