ما كانت زندقة الا كان اصلها التكذيب بالقدر


تفسير

رقم الحديث : 385

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصَفَّى ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَافِعٍ الثَّقَفِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ ، عَنْ أَبِي عَامِرٍ الْمَكِّيُّ ، قَالَ : لَقِيتُ غَيْلانَ بِدِمَشْقَ مَعَ نَفَرٍ مِنْ قُرَيْشٍ ، فَسَأَلُونِي أَنْ أُكَلِّمَهُ ، فَقُلْتُ : " اجْعَلْ لِي عَهْدَ اللَّهِ وَمِيثَاقَهُ أَنْ لا تَغْضَبَ ، وَلا تَجْحَدَ ، وَلا تَكْتُمَ " ، قَالَ : ذَلِكَ لَكَ ، فَقُلْتُ : " نَشَدْتُكَ اللَّهَ ، هَلْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الأَرْضِ شَيْءٌ قَطُّ مِنْ خَيْرٍ أَوْ شَرٍّ لَمْ يَشَأْهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَلَمْ يَعْلَمْهُ حَتَّى كَانَ ؟ " قَالَ غَيْلانُ : اللَّهُمَّ لا ، قَالَ : قُلْتُ : " فَعِلْمُ اللَّهِ بِالْعِبَادِ كَانَ قَبْلُ أَوْ أَعْمَالُهُمْ ؟ " فَقَالَ غَيْلانُ : بَلْ عِلْمُهُ كَانَ قَبْلَ أَعْمَالِهِمْ ، قُلْتُ : " فَمِنْ أَيْنَ كَانَ عِلْمُهُ بِهِمْ مِنْ دَارٍ كَانُوا فِيهَا قَبْلَهُ جَبَلَهُمْ فِي تِلْكَ الدَّارِ غَيْرُهُ ، وَأَخْبَرَهُ الَّذِي جَبَلَهُمْ فِي الدَّارِ عَنْهُمْ غَيْرُهُ أَمْ مِنْ دَارٍ جَبَلَهُمْ هُوَ فِيهَا ، وَخَلَقَ لَهُمُ الْقُلُوبَ الَّتِي يَهْوَونَ بِهَا الْمَعَاصِي ؟ " قَالَ غَيْلانُ : بَلْ مِنْ دَارٍ جَبَلَهُمْ هُوَ فِيهَا ، وَخَلَقَ لَهُمُ الْقُلُوبَ الَّتِي يَهْوَونَ بِهَا الْمَعَاصِي ، قُلْتُ : " فَهَلْ كَانَ اللَّهُ يُحِبُّ أَنْ يُطِيعَهُ جَمِيعُ خَلْقِهِ ؟ " قَالَ غَيْلانُ : نَعَمْ ، قُلْتُ : " انْظُرْ مَا تَقُولُ ؟ " قَالَ : هَلْ مَعَهَا غَيْرُهَا ؟ قُلْتُ : " نَعَمْ ، فَهَلْ كَانَ إِبْلِيسُ يُحِبُّ أَنْ يَعْصِي اللَّهَ جَمِيعُ خَلْقِهِ " ، فَلَمَّا عَرَفَ الَّذِي أَرَدْتُ سَكَتَ فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيَّ شَيْئًا ، قَالَ : ثُمَّ قَالَ : يَا أَبَا عَامِرٍ ، هَلْ لِهَؤُلاءِ الْكَلَمَّاتِ مِنْ أَصْلٍ ، قُلْتُ : " نَعَمْ ، حَسْبُكَ بِهِنَّ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ جَمِيعَ خَلْقِهِ مِنْ أَرْبَعَةِ أَشْيَاءَ ، لَمْ يَخْلُقْ شَيْئَيْنِ مِنْ شَيْءٍ وَاحِدٍ : فَجَعَلَ الطَّاعَةَ فِي اثْنَيْنِ ، وَجَعَلَ الْمَعْصِيَةَ فِي اثْنَيْنِ ، وَاللَّذَيْنِ فِيهِمَا الطَّاعَةُ هِيَ فِيهِمَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، وَاللَّذَانِ فِيهِمَا الْمَعْصِيَةُ هِيَ فِيهِمَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ الْمَلائِكَةَ مِنْ نُورٍ ، وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ نَارٍ ، وَخَلَقَ الْبَهَائِمَ مِنْ مَاءٍ ، وَخَلَقَ آدَمَ مِنْ طِينٍ ، فَجَعَلَ الطَّاعَةَ فِي الْمَلائِكَةِ وَالْبَهَائِمِ ، وَجَعَلَ الْمَعْصِيَةَ فِي الْجِنِّ وَالإِنْسِ " ، قَالَ غَيْلانُ : صَدَقْتَ .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.