حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ ، حَدَّثَنَا حَسَّانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ عَطِيَّةَ بْنِ عَطِيَّةَ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ شُعَيْبٍ ، يَقُولُ : كُنَّا عِنْدَ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ فَذَكَرُوا أَنَّ رِجَالا يَقُولُونَ : قَدَّرَ اللَّهُ كُلَّ شَيْءٍ مَا خَلا الأَعْمَالَ فَوَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ سَعِيدًا قَطُّ غَضِبَ غَضَبًا أَشَدَّ مِنْهُ يَوْمَئِذٍ حَتَّى هَمَّ بِالْقِيَامِ ، ثُمَّ إِنَّهُ سَكَنَ ثُمَّ قَالَ : قَدْ تَكَلَّمُوا فِيهِ ، أَمَا وَاللَّهِ لَقَدْ سَمِعْتُ فِيهِمْ حَدِيثًا كَفَاهُمْ بِهِ شَرَّهُمْ ، وَيْحَهُمْ لَوْ يَعْلَمُونَ ، قَالَ : فَقُلْتُ : يَرْحَمُكَ اللَّهُ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ ، مَا هُوَ قَالَ ؟ فَنَظَرَ إِلَيَّ وَقَدْ سَكَنَ بَعْضُ غَضَبِهِ فَقَالَ : حَدَّثَنِي رَافِعُ بْنُ خَدِيجٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ : " يَكُونُ قَوْمٌ مِنْ أُمَّتِي يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَبِالْقُرْآنِ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ كَمَا كَفَرَتِ الْيَهُوَدُ وَالنَّصَارَى " قَالَ : فَقُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَكَيْفَ ذَلِكَ ؟ قَالَ : " يُقِرُّونَ بِبَعْضِ الْقَدَرِ وَيَكْفُرُونَ بِبَعْضِهِ " قَالَ : وَكَيْفَ يَقُولُونَ ؟ قَالَ : " يَجْعَلُونَ إِبْلِيسَ عَدْلا لِلَّهِ فِي خَلْقِهِ وَقَوْلِهِ وَقُدْرَتِهِ وَرِزْقِهِ ، وَيَقُولُونَ : الْخَيْرُ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَالشَّرُّ مِنْ إِبْلِيسَ ، فَيَكْفُرُونَ بِالْقُرْآنِ بَعْدَ الإِيمَانِ وَالْمَعْرِفَةِ ، فَمَا يَلْقَى أُمَّتِي مِنْهُمْ مِنَ الْعَدَاوَةِ وَالْبَغْضَاءِ وَالْجِدَالِ ، أُولَئِكَ زَنَادِقَةُ هَذِهِ الأُمَّةِ ، وَفِي زَمَانِهِمْ يَكُونُ ظُلْمُ السُّلْطَانِ فَيَا لَهُ مِنْ ظُلْمٍ وَحَيْفٍ وَأَثَرَةٍ ، ثُمَّ يَبْعَثُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ طَاعُونًا فَيُفْنِي عَامَّتَهُمْ ، ثُمَّ يَكُونُ الْخَسْفُ فَمَا أَقَلَّ مَنْ يَنْجُوِ مِنْهُ ، الْمُؤْمِنُ يَوْمَئِذٍ قَلِيلٌ فَرَحُهُ ، شَدِيدٌ غَمُّهُ ، ثُمَّ يَكُونُ الْمَسْخُ ، فَيَمْسَخُ اللَّهُ تَعَالَى عَامَّةَ أُولَئِكَ قِرَدَةً وَخَنَازِيرَ ، ثُمَّ يَخْرُجُ الدَّجَّالُ عَلَى إِثْرِ ذَلِكَ " قَالَ : ثُمَّ بَكَى رَسُولُ اللَّهِ حَتَّى بَكَيْنَا لِبُكَائِهِ ، قَالَ : ثُمَّ قُلْنَا : مَا هَذَا الْبُكَاءُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : " رَحْمَةً لَهُمُ الأَشْقِيَاءُ ، لأَنَّ مِنْهُمُ الْمُتَعَبِّدُ وَمِنْهُمُ الْمُجْتَهِدُ ، مَعَ أَنَّهُمْ لَيْسُوا بِأَوَّلَ مَنْ سَبَقَ إِلَى هَذَا الْقَوْلِ ، وَضَاقَ بِهِ ذَرْعًا ، إِنَّ عَامَّةَ مَنْ هَلَكَ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَبِالتَّكْذِيبِ بِالْقَدَرِ " قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَكَيْفَ الإِيمَانُ بِالْقَدَرِ ؟ قَالَ : " أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَحْدَهُ ، وَأَنَّهُ لا يَمْلِكُ أَحَدٌ مَعَهُ ضَرًّا وَلا نَفْعًا ، وَتُؤْمِنَ بِالْجَنَّةِ وَالنَّارِ ، وَتَعْلَمَ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ خَلَقَهُمَا قَبْلَ الْخَلْقِ ، ثُمَّ خَلَقَ خَلْقَهُ ، فَجَعَلَ مَنْ شَاءَ مِنْهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ وَمَنْ شَاءَ مِنْهُمْ إِلَى النَّارِ ، عَدْلٌ ذَلِكَ مِنْهُ ، كُلٌّ يَعْمَلُ فِيمَا قَدْ فَرَغَ مِنْهُ لَهُ ، وَهُوَ صَائِرٌ إِلَى مَا خُلِقَ لَهُ " قَالَ : قُلْتُ : صَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
رَافِعُ بْنُ خَدِيجٍ | رافع بن خديج الأنصاري | صحابي |
سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ | سعيد بن المسيب القرشي | أحد العلماء الأثبات الفقهاء الكبار |
عَمْرَو بْنَ شُعَيْبٍ | عمرو بن شعيب القرشي / توفي في :118 | ثقة |
عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ | عطاء بن أبي رباح القرشي / ولد في :26 / توفي في :114 | ثبت رضي حجة إمام كبير الشأن |
عَطِيَّةَ بْنِ عَطِيَّةَ | عطية بن أبي عطية | ضعيف الحديث |
حَسَّانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ | حسان بن إبراهيم العنزي | صدوق حسن الحديث |
سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ | سويد بن سعيد الهروي | صدوق يخطئ كثيرا |