حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ الْقَيْسِيُّ ، إِمْلاءً عَلَيْنَا فِي شَعْبَانَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاثِينَ وَمِائَتَيْنِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُبَارَكُ بْن فَضَالَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَبَاحٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو قَتَادَةَ ، قَالَ : كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَسِيرٍ وَالْحَرُّ شَدِيدٌ ، فَقَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " سِيرُوا فَانْزِلُوا الْمَاءَ غَدًا ، فَمَنْ لَمْ يَنْزِلِ الْمَاءَ غَدًا عَطِشَ " ، قَالَ : فَسَارَ النَّاسُ بَيْنَ يَدَيِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَسَارَ أَبُو بَكْرٍ ، وَعُمَرُ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِمَا وَعَطِشَ النَّاسُ ، قَالَ : وَكُنْتُ فِيمَنْ تَخَلَّفَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ، فَسِرْنَا يَوْمَنَا وَلَيْلَتَنَا ، قَالَ : وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ يَنْعَسُ عَلَى رَاحِلَتِهِ مِنَ اللَّيْلِ فَيَمِيلُ ، فَإِذَا خَشِيتُ أَنْ يَقَعَ دَنَوْتُ مِنْهُ فَنَبَّهْتُهُ ، ثُمَّ أَسِيرُ مَعَهُ فَيَنْعَسُ فَيَمِيلُ ، فَإِذَا خَشِيتُ أَنْ يَقَعَ دَنَوْتُ مِنْهُ فَنَبَّهْتُهُ ، قَالَ : فَقَالَ لِي كَلِمَةً مَا يَسُرُّنِي بِهَا حُمُرُ النِّعَمِ ، فَقَالَ : " حَفِظَكَ اللَّهُ بِمَا حَفِظْتَ بِهِ رَسُولَهُ " حَتَّى إِذَا كَانَ عِنْدَ السَّحَرِ عَرَّسَ ، وَقَالَ : " لَعَلَّنَا أنْ نَهْجَعَ هَجْعَةً " ، قَالَ : فَاسْتَمْكَنَّا مِنَ الأَرْضِ ، وَقَدْ سِرْنَا يَوْمَنَا وَلَيْلَتَنَا ، قَالَ : فَمَا أَيْقَظَنَا إِلا حَرُّ الشَّمْسِ مِنَ الْغَدِ فِي ظُهُورِنَا ، فَقُمْنَا فَزِعِينَ وَلَمْ نُصَلِّ . قَالَ : فَفَزِعْنَا وَلا عَهْدَ لَنَا بِمِثْلِ ذَلِكَ ، قَالَ : فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَلَمْ يَعْجَلْ فَتَنَحَّى فَقَضَى حَاجَتَهُ ، وَدَعَا بِمَيْضَأَةٍ فَتَوَضَّأَ مِنْهَا ، ثُمَّ دَفَعَ الْمَيْضَأَةَ وَمَا فِيهَا إِلَيَّ ، فَقَالَ : " يَا أَبَا قَتَادَةَ ازْدَخِرْ بِهَذِهِ الْمَيْضَأَةِ فَإِنَّ لَهَا نَبَأً " قَالَ : فَجَعَلْتُهَا بَيْنِي وَبَيْنَ وَاسِطَةِ رَحْلِي ، قَالَ : وَفِينَا بِلالٌ ، فَأَذَّنَ بِلالٌ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ ، وَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ كَمَا كَانَ يُصَلِّي قَبْلَ الْفَجْرِ ، ثُمَّ أَقَامَ بِلالٌ فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلاةً حَسَنَةً لا يَعْجَلُ فِيهَا ، فَقَالَ : " لا تَفْرِيطَ فِي النَّوْمِ إِنَّمَا التَّفْرِيطُ فِي الْيَقَظَةِ " ، ثُمَّ قَالَ : " ظُنُّوا بِالنَّاسِ " ، قَالَ : قُلْتُ : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ، قَالَ : النَّاسُ أَصْبَحُوا الْيَوْمَ لَيْسَ فِيهِمْ نَبِيُّهُمْ ، وَفِيهِمْ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ ، فَقَالَ عِظَمُ النَّاسِ : سِيرُوا إِلَى الْمَاءِ وَرَسُولُ اللَّهِ قَدْ نزل الْمَاءَ وَقَدْ عَهِدَ إِلَيْكُمْ أَنَّهُ مَنْ لَمْ يَنْزِلِ الْمَاءَ غَدًا عَطِشَ ، قَالَ : فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا : لا وَاللَّهِ مَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ لِيَعْجَلَ إِلَى الرِّيِّ قَبْلَ أَصْحَابِهِ ، إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ لَبَعْدَكُمْ فَانْتَظِرُوا ، وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ : " إِنْ يُطِعِ النَّاسُ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ يَرْشُدُوا " ، قَالَ : فَسِرْنَا حَتَّى حَمِيَتِ الشَّمْسُ ، فَإِذَا النَّاسُ قَدْ أَطَاعُوا أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ فَنَزَلُوا عَلَى غَيْرِ مَاءٍ فَعَطِشُوا ، فَلَمَّا بَصَرُوا بِنَا أَقْبَلُوا ، فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلَكْنَا بِالْعَطَشِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ : " لا هُلْكَ عَلَيْكُمْ إِنْ شَاءَ اللَّهُ ، لا هُلْكَ عَلَيْكُمْ إِنْ شَاءَ اللَّهُ " فَوَاللَّهِ مَا عَدَا أَنْ سَمِعْنَاهَا فَاشْتَدَّتْ ظُهُورُنَا ، فَقَالَ : " يَا أَبَا قَتَادَةَ " قُلْتُ : لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَسَعْدَيْكَ ، قَالَ : " هَاتِ الْمَيْضَأَةَ " ، قَالَ : فَجِئْتُ بِهَا تُخَضْخِضُ قَالَ : قُلْتُ فِي نَفْسِي : وَمَا هَذِهِ الْمَيْضَأَةُ عَمَّا تَرَى وَمَا فِيهَا رِيُّ رَجُلٍ ! قَالَ : فَأَتَيْتُهُ بِهَا ، فَقَالَ : " هَاتِ غَمْرِي " ، فَأَتَيْتُهُ بِقَدَحٍ لَهُ ، قَالَ : فَجِئْتُهُ بِهِ ، فَقَالَ : " اصْبُبْ بِسْمِ اللَّهِ " قَالَ : فَتَكَابَّ النَّاسُ عَلَيْهِ لا يَرَى كُلُّ إِنْسَانٍ إِلا إِنَّمَا هِيَ شَرْبَةٌ لِمَنْ سَبَقَ ، فَلَمَّا رَأَى رَسُولُ اللَّهِ قَالَ : " أَحْسِنُوا مَلأَكُمْ ، كُلُّكُمْ سَيَرْوَى إِنْ شَاءَ اللَّهُ " ، قَالَ : فَجَعَلْتُ أَصُبُّ وَنَسْقِي ، وَأَصُبُّ وَأَسْقِي وَأَرَى الْمَيْضَأَةَ مَا أَصُبُّ مِنْهَا شَيْئًا إِلا فِيهَا أَكْثَرُ مِنْهُ أَرَاهَا تَرْبُو ، حَتَّى وَاللَّهِ مَا بَقِيَ مِنَ الْجُنْدِ أَحَدٌ إِلا قَدْ صَدَرَ عَنْهَا رَيَّانَ ، وَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ لَيَعْرَقُ وَيَمْسَحُ عَنْ وَجْهِهِ الْعَرَقَ ، وَمَا يَشْرَبُ حَتَّى بَقِيتُ أَنَا وَهُوَ قَالَ : " اصْبُبْ بِسْمِ اللَّهِ " ، فَصَبَبْتُ فَنَاوَلَنِي ، فَقَالَ : " اشْرَبْ " ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ اشْرَبْ أَنْتَ ، ثُمَّ أَشْرَبُ أَنَا ، قَالَ : " سَاقِي الْقَوْمِ آخِرُهُمْ " ، قَالَ : فَشَرِبْتُ ، ثُمَّ شَرِبَ ، وَهِيَ كَمَا هِيَ . حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ السَّامِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ حُمَيْدٍ ، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَبَاحٍ ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ ، بِنَحْوِهِ ، وَزَادَ فِيهِ " إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا عَرَّسَ بِلَيْلٍ تَوَسَّدَ يَمِينَهُ ، وَإِذَا عَرَّسَ عِنْدَ الصُّبْحِ نَصَبَ سَاعِدَهُ نَصْبًا وَوَضَعَ رَأْسَهُ عَلَى كَفِّهِ " .
| الأسم | الشهرة | الرتبة |
| أَبِي قَتَادَةَ | الحارث بن ربعي السلمي | صحابي |
| أَبُو قَتَادَةَ | الحارث بن ربعي السلمي | صحابي |
| عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَبَاحٍ | عبد الله بن رباح الأنصاري / توفي في :90 | ثقة |
| بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ | بكر بن عبد الله المزني | ثقة ثبت |
| عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَبَاحٍ | عبد الله بن رباح الأنصاري / توفي في :90 | ثقة |
| بَكْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيُّ | بكر بن عبد الله المزني | ثقة ثبت |
| حُمَيْدٍ | حميد بن أبي حميد الطويل | ثقة مدلس |
| حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ | حماد بن سلمة البصري | تغير حفظه قليلا بآخره, ثقة عابد |
| مُبَارَكُ بْن فَضَالَةَ | مبارك بن فضالة القرشي / توفي في :164 | صدوق يدلس ويسوي |
| إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ السَّامِيُّ | إبراهيم بن الحجاج السامي | ثقة |
| هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ الْقَيْسِيُّ | هدبة بن خالد القيسي / توفي في :235 | ثقة |