حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبِي , أَنَّهُ سَمِعَ الْحَسَنَ ، يَقُولُ : " إِنَّمَا النَّاسُ بَيْنَ ثَلَاثَةِ نَفَرٍ : مُؤْمِنٌ ، وَمُنَافِقٌ ، وَكَافِرٌ . فَأَمَّا الْمُؤْمِنُ فَعَامِلٌ بِطَاعَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ , وَأَمَّا الْكَافِرُ فَقَدْ أَذَلَّهُ اللَّهُ تَعَالَى كَمَا رَأَيْتُمْ , وَأَمَّا الْمُنَافِقُ فَهَهُنَا وَهَهُنَا ، فِي الْحَجَرِ ، وَالْبُيُوتِ ، وَالطُّرُقِ . وَنَعُوذُ بِاللَّهِ ، وَاللَّهِ مَا عَرَفُوا رَبَّهُمْ ، عَرَفُوا إِنْكَارَهُمْ لِرَبِّهِمْ بِأَعْمَالِهِمُ الْخَبِيثَةِ ، ظَهَرَ الْجَفَا , وَقَلَّ الْعِلْمُ ، وَتُرِكَتِ السُّنَّةُ , إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ، حَيَارَى سُكَارَى ، لَيْسُوا بِيَهُودَ وَلَا نَصَارَى ، وَلَا مَجُوسَ فَيُعْذَرُوا , وَقَالَ الْحَسَنُ : إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَمْ يَأْخُذْ دِينَهُ عَنِ النَّاسِ , وَلَكِنْ أَتَاهُ مِنْ قِبَلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَأَخَذَهُ ، وَإِنَّ الْمُنَافِقَ أَعْطَى النَّاسَ لِسَانَهُ ، وَمَنَعَ اللَّهَ قَلْبَهُ وَعَمَلَهُ , فَحَدَثَانِ أُحْدِثَا فِي الْإِسْلَامِ : رَجُلٌ ذُو رَأْيِ سَوْءٍ ، زَعَمَ أَنَّ الْجَنَّةَ لِمَنْ رَأَى مثل رَأْيِهِ فَسَلَّ سَيْفَهُ ، وَسَفَكَ دِمَاءَ الْمُسْلِمِينَ ، وَاسْتَحَلَّ حُرْمَتَهُمْ . وَمُتْرَفٌ يَعْبُدُ الدُّنْيَا ، لَهَا يَغْضَبُ ، وَعَلَيْهَا يُقَاتِلُ ، وَلَهَا يَطْلُبُ ، وَقَالَ الْحَسَنَ : يَا سُبْحَانَ اللَّهِ ، مَا لَقِيَتْ هَذِهِ الْأُمَّةُ مِنْ مُنَافِقٍ قَهَرَهَا ، وَاسْتَأْثَرَ عَلَيْهَا ، وَمَارِقٍ مَرَقَ مِنَ الدِّينِ فَخَرَجَ عَلَيْهِمْ ، صِنْفَانِ خَبِيثَانِ قَدْ غَمَّا كُلَّ مُسْلِمٍ . يَا ابْنَ آدَمَ ، دِينَكَ دِينَكَ ، فَإِنَّمَا هُوَ لَحْمُكَ وَدَمُكَ ، فَإِنْ تَسْلَمْ بِهَا فَيَا لَهَا مِنْ رَاحَةٍ ، وَيَا لَهَا مِنْ نِعْمَةٍ ، وَإِنْ تَكُنِ الْأُخْرَى فَنَعُوذُ بِاللَّهِ ، فَإِنَّمَا هِيَ نَارٌ لَا تُطْفَأُ ، وَحَجَرٌ لَا يُبْرَدُ ، وَنَفَسٌ لَا تَمُوتُ " .