أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ ، قَالَ : نا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ ، قَالَ : نا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ قَيْسٍ ، قَالَ : أَتَيْتُ شُرَيْحًا " وَقَدِ اشْتَرَيْتُ بِرْذَوْنًا بِسِتِّ مِائَةِ دِرْهَمٍ وَعَشَرَةِ دَرَاهِمَ ، وَبَاتَ عِنْدِي لَيْلَةً أَوْ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ ، فَرَأَيْتُ فِي عَيْنِهِ ظَفَرَةً ، فَأَتَيْتُ بِهِ طَهْمَانَ الْبَيْطَارَ ، فَقَالَ : هَذَا شَيْءٌ مُنْذُ حِينٍ ، فَخَاصَمْتُ الَّذِي بَاعَنِيهِ إِلَى شُرَيْحٍ ، فَقَعَدْنَا بَيْنَ يَدَيْهِ ، فَقُلْتُ : إِنِّي اشْتَرَيْتُ مِنْ هَذَا بِرْذَوْنًا ، فَنَقَدْتُهُ فَأَحْسَنْتُ نَقْدَهُ ، فَقَالَ عَلَى غَيْرِي فَمُنَّ وَجَدْتُ فِي عَيْنِهِ ظَفَرَةً ، فَقَالَ لِلرَّجُلِ : مَا تَقُولُ ؟ فَسَكَتَ ، فَقَالَ لَهُ شُرَيْحٌ : أَمِنَ الْكَلَامِ بُدٌّ ؟ فَقَالَ : مَا بِعْتُهُ دَاءً ، فَأَقْبَلَ عَلَيَّ ، وَقَالَ لِي : أَلَكَ بَيِّنَةٌ أَنَّهُ بَاعَكَ دَاءً ، وَإِلَّا فَيَمِينُهُ بِاللَّهِ مَا بَاعَكَ دَاءً ، فَقُلْتُ : إِنِّي أَرَيْتُهُ طَهْمَانَ الْبَيْطَارَ ، فَقَالَ : إِنَّهُ بِهِ مُنْذُ حِينٍ ، فَقَالَ : إِنَّ دَيْنِي لَيْسَ بِيَدِ طَهْمَانَ . وَفِي هَذَا الْحَدِيثِ مِنَ الْفِقْهِ : أَنَّ شُرَيْحًا كَانَ لَا يَرُدُّ مِنَ الْعَيْبِ الْقَدِيمِ الَّذِي مِثْلُهُ لَا يَحْدُثُ إِلَّا بِبَيِّنَةٍ ، وَذَكَرَ الشَّعْبِيُّ أَنَّ شُرَيْحًا عُوتِبَ فِي ذَلِكَ ، فَقَالَ : إِنِّي لَا أَجْمَعُ أَنْ أَكُونَ قَاضِيًا وَشَاهِدًا ، وَكَانَ غَيْرُهُ يُخَالِفُهُ فِي ذَلِكَ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |