عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ يَذْكُرُهُ ، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ ، قَالَ : خَرَجْنَا مَعَ عُمَرَ حُجَّاجًا حَتَّى إِذَا كُنَّا بِالْعَرْجِ لَيْلًا ، إِذَا هَاتِفٌ عَلَى الطَّرِيقِ ، يَقُولُ : قِفُوا ، فَوَقَفْنَا فَقَالَ : أَفِيكُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ فَقَالَ عُمَرُ : إِحْدَاهُنَّ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ ، أَتَعْقِلُ مَا تَقُولُ ؟ قَالَ : الْعَقْلُ سَاقَنِي هَاهُنَا ، قَالَ عُمَرُ : مَاتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : أَوَ مَاتَ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ، فَمَنْ وَلِيَ هَذَا الْأَمْرَ بَعْدَهُ ؟ قَالَ أَبُو بَكْرٍ : قَالَ : أَنُحَيْفُ بَنِي تَمِيمٍ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : وَاللَّهِ إِنْ كَانَ لَهَا لأَهْلًا ، أَوَ فِيكُمْ هُوَ ؟ قَالَ عُمَرُ : مَاتَ ، قَالَ : أَوَ مَاتَ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ، فَمَنْ وَلِيَ هَذَا الْأَمْرَ بَعْدَهُ ؟ قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ، قَالَ : وَأَيْنَ كَانُوا عَنْ أَبْيَضَ بَنِي أُمَيَّةَ ، يَعْنِي عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ ، قَالَ : قَدْ كَانَ مَا أَخْبَرْتُكَ ، قَالَ : مَا كَانَتْ صَدَاقَةُ عُمَرَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ لِتُسْلِمَهُ إِلَّا إِلَى خَيْرٍ ، فَأَيْنَ هُوَ ؟ قَالَ : هَا هُوَ ذَا يُكَلِّمُكَ ، قَالَ : فَالْغَوْثَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ الْغَوْثَ ، قَالَ : قَدْ بَلَغَكَ الرَّيُّ ، فَمَنْ أَنْتَ ؟ قَالَ : أَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُقَيْلٍ أَحَدُ بَنِي ثُعَيْلَةَ بْنِ مَلِيلٍ ، لَقِيَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى رَدْهَةِ بَنِي جِعَالٍ ، فَدَعَانِي إِلَى الْإِسْلَامِ ، فَأَسْلَمْتُ ، وَسَقَانِي فَضْلَةَ سَوِيقٍ شَرِبَ أَوَّلَهَا ، فَمَا زِلْتُ أَجِدُ رَيَّهَا إِذَا عَطِشْتُ ، وَشِبَعَهَا إِذَا جُعْتُ ، ثُمَّ يَمَّمْتُ رَأْسَ الْأَبْيَضِ ، فَلَمْ أَزَلْ فِيهِ أَنَا وَأَهْلِي مُنْذُ عَشَرَةِ أَعَوَّامٍ ، مَا رَأَيْتُ فِيهِ ذَاكِرًا غَيْرِي ، أُصَلِّي فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ صَلَوَاتٍ خَمْسًا ، وَيَدُورُ شَهْرُ رَمَضَانَ فَأَصُومُهُ ، وَإِنْ كَانَ الْيَوْمُ حَارًّا ، وَأَذْبَحُ لِعَشْرِ ذِي الْحِجَّةِ نُسُكًا ، فَآكُلُ وَأُطْعِمُ أَهْلِي ، كَذَلِكَ عَلَّمَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَأَصَابَتْنَا حَطْمَةٌ ، فَوَاللَّهِ مَا أَبْقَتْ لَنَا إِلَّا شَاةً كُنَّا نَمْتَذِقُ دَرَّهَا ، فَعَدَا عَلَيْهَا الذِّئْبُ بَارِحَةَ الْأُولَى ، فَغَبَّبَهَا وَاتَّبَعْتُهُ ، فَأَدْرَكْتُ ذَكَاتَهَا ، فَأَكَلْتُ بَعْضًا ، وَحَمَلْتُ بَعْضًا ، قَالَ : أَتَاكَ الْغَوْثُ ، الْحَقْنِي عَلَى الْمَاءِ ، وَمَضَى عُمَرُ ، وَأَبْطَأَ الرَّجُلُ حَتَّى رَاحَ عُمَرُ ، فَدَعَا عُمَرُ صَاحِبَ الْمَاءِ فَأَوْصَى بِالرَّجُلِ ، وَقَالَ : إِذَا أَتَاكَ ، فَمُنْهُ وَعِيَالَهُ بِمَا يَسَعُهُمْ ، وَمَضَيْنَا ، فَلَمَّا انْصَرَفْنَا مَرَّ عُمَرُ بِصَاحِبِ الْمَاءِ ، فَقَالَ : أَيْنَ الرَّجُلُ ؟ فَقَالَ : ذَاكَ قَبْرُهُ ، فَمَشَى عُمَرُ إِلَى قَبْرِهِ ، فَاسْتَغْفَرَ لَهُ ، وَتَرَحَّمَ عَلَيْهِ ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى أَصْحَابِهِ ، فَقَالَ : كَرِهَ اللَّهُ لَهُ ، فِتْنَتَكُمْ ، وَمَا أَنْتُمْ فِيهِ ، فَقَبَضَهُ إِلَيْهِ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ | المسور بن مخرمة القرشي / ولد في :1 / توفي في :64 | صحابي |
مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ | موسى بن عقبة القرشي / توفي في :141 | ثقة فقيه إمام في المغازي |