وَأَنْشَدَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ يَحْيَى ، عَنِ ابْنِ الْأَعْرَابِيِّ : " وَلَمْ أَرَ شَيْئًا بَعْدَ لَيْلَى أَلَذُّهُ وَلَا مَرْتِعًا أُرْوَى بِهِ فَأَعِيجُ كَوُسْطَى لَيَالِي الشَّهْرِ لَا مُقْسَئِنَّةٍ وَلَا وَثَبَى عَجْلَى الْقِيَامِ خَرُوجُ قَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ : أُعِيجُ بِهِ ، أَيِ : انْتَفِعُ بِهِ ، تَقُولُ : مَا عِجْتُ بِهِ ، أَيْ مَا انْتَفَعْتُ بِهِ ، وَمَا يَعِيجُ بِقَلْبِي شَيْءٌ مِنْ كَلَامِهِ . وَالْمُقْسَئِنَّةُ قَالَ أَبُو زَيْدٍ : يُقَالُ شَرِبْتُ مَاءً مِلْحًا ، فَمَا عُجْتُ بِهِ أَعِيجُ بِهِ عَيْجًا ، أَيْ لَمْ أَرُوِ بِهِ ، وَالْإِبِلُ تَعِيجُ بِالْمِلْحِ ، وَتَنْقِعُ بِهِ ، وَتَبْصَعُ بِهِ بُصُوعًا ، وَنُقُوعًا ، وَهُوَ الرِّيُّ ، وَأَنْشَدَنَا أَحْمَدُ بْنُ زَكَرِيَّا ، لِلرَّبِيعِ بْنِ أَبِي الْحُقَيْقِ : وَبَعْضُ الْقَوْمِ لَيْسَ لَهُ مَعَاجٌ كَمَخْضِ الْمَاءِ لَيْسَ لَهُ إِتَاءُ وَبَعْضُ خَلَائِقِ الْأَقْوَامِ دَاءٌ كَدَاءِ الْكَشْحِ لَيْسَ لَهُ دَوَاءُ وَقَالَ يَعْقُوبُ : مَا أَعِيجُ مِنْ كَلَامِهِ لِشَيْءٍ ، أَيْ مَا أَعْبَأُ بِهِ ، وَبَنُو أَسَدٍ ، يَقُولُونَ : مَا أَعُوُجُ بِكَلَامِهِ ، أَيْ مَا أَلْتَفِتُ إِلَيْهِ ، أَخَذُوهُ مِنْ عُجْتُ النَّاقَةَ . وَقَوْلُهُ : كُلْ وَلَا أَهُولَنَّكَ ، تَقُولُ : هَالَنِي هَذَا الْأَمْرُ ، وَهُوَ يَهُولُنِي ، وَأَمْرٌ هَائِلٌ ، وَلَا تَقُلْ مَهُولٌ ، عَلَى أَنَّ الشَّاعِرَ قَالَ فِي بَيْتِ : وَمَهُولٍ مِنَ الْمَنَازِلِ وَحْشٍ ذِي عَرَاقِيبَ آجِنٍ مِدْفَارِ وَتَفْسِيرُ الْمَهُولِ هَاهُنَا : أَيْ فِيهِ هَوْلٌ ، وَالْعَرَبُ إِذَا كَانَ الشَّيْءُ لَهُ الشَّيْءُ يُخْرِجُونَهُ عَلَى فَاعِلٍ ، كَقَوْلِكَ : دَارِعٌ لَهُ دِرْعٌ ، وَإِذَا كَانَ الشَّيْءُ فِيهِ الشَّيْءُ ، أَخْرَجُوهُ عَلَى مَفْعُولٍ ، كَقَوْلِكَ : مَجْنُونٌ فِيهِ ذَلِكَ . وَسَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ ، يَقُولُ وَيَحْكِيهِ عَنِ الْفُصَحَاءِ : فُلَانٌ هَوْلَةٌ مِنَ الْهُوَلِ ، وَيُنْكِرُ قَوْلَ النَّاسِ هَوْلٌ مِنَ الْأَهْوَالِ ، وَأَنْشَدَ غَيْرُهُ لِلْكُمَيْتِ : إِنَّ الْمَكَارِمَ تُغْشَى دُونَهَا الْهُوَلُ . وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ : يَجْمَعُ الْهَوْلَ عَلَى أَهْوَالٍ وَهُئُولٍ ، وَأَنْشَدَ : وَقَدْ طَالَ الثَّوَاءُ فَأُمُّ غُولٍ وتَنْظُرُ مَا أَءُوبُ بِهِ وَغُولُ رَحَلْنَا مِنْ بِلَادِ بَنِي تَمِيمٍ إِلَيْكَ وَلَمْ تَكَاءَوْنَا الْهُئُولُ وَقَدْ هِيلَ الرَّجُلُ ، فَهُوَ يُهَالُ ، وَأَنْشَدَنَا ابْنُ الْهَيْثَمِ ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ يَعْقُوبَ : جَرِئُ الْجَنَانِ لَا أُهَالُ مِنَ الرَّدَى إِذَا مَا جَعَلْتُ السَّيْفَ مِنْ عَنْ شِمَالِيَا . وَالْإِهْذَابُ : السُّرْعَةُ وَالْخِفَّةُ ، وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ : أَهْذَبَ الرَّجُلُ الْمَشْيَ إِذَا أَسْرَعَ . قَالَ الْأَصْمَعِيُّ : إِذَا اضْطَرَمَ جَرْيُ الْفَرَسِ قِيلَ : أَهْذَبَ إِهْذَابًا . وَقَالَ غَيْرُ الْأَصْمَعِيِّ : أَهْذَبَ فِي الْعَدْوِ وَأَلْهَبَ فِي الْعَدْوِ ، وَأَحْصَفَ فِيهِ ، وَعَجَرَ فِي الْعَدْوِ يَعْجِرُ عَجْرًا وَأَهْذَبَ يُهْذِبُ إِهْذَابًا ، كُلُّ ذُلِكَ شِدَّةُ الْعَدْوِ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |