كَمَا حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ الْأَسَدِيُّ ، قَالَ : نا الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي عَمِّي ، قَالَ : خَرَجَ ذُو الرُّمَّةِ مِنَ الْجَفْرِ ، وَمَعَهُ مُزَاحِمٌ الْعُقَيْلِيُّ ، بِرِوَايَا لِأَهْلِهِمَا ، وَهُمَا بِالدَّهْنَاءِ ، فَبَاتَا قَرِيبًا مِنْهَا إِلَى رَجُلٍ مِنْ بَنِي عَدِيٍّ ، يُقَالُ لَهُ : جَزْءُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، فَأَخَذَهُ وَجَعٌ فِي بَطْنِهِ ، فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ ، فَخَرَجَ جُزْءٌ بِالرَّوايَا مِنَ الْغَدِ ، فَطَرَقَهُمْ عِنْدَ الْعَتْمَةِ ، فَنَعَاهُ إِلَيْهِمْ ، فَقَالَ أَخُو ذِي الرُّمَّةِ : نَعَى لِيَ جَزْءٌ ذَا الرُّمَيْمَةِ مَوْهِنًا فَبِتُّ بِلَيْلٍ إِذْ نَعَاهُ أُكَابِدُهْ أَلَا سَوْفَ أَبْكِي ذَا الرُّمَيْمَةِ حِقْبَةً كَمَا لَوْ بَنِي الْأُولَى بَكَتْنِي أَوَابِدُهْ إِلَى اللَّهِ أَشْكُو لَا إِلَى النَّاسِ إِنَّنِي وَلَيْلَى كَأَنِّي مُوجَعٌ مَاتَ وَاحِدُهْ غَصِصْتُ بِرِيقِي حِينَ جَاءَ نَعْيُهُ وَبِالْمَاءِ حَتَّى حَرَّ فِي الصَّدْرِ بَارِدُهْ وَالْجَوْزُ : الْوَسَطُ ، يُقَالُ : جَوْزُ الْبَعِيرِ ، وَجَوْزُ الْفَلَاةِ وَنَحْوَهَا ، وَالْجَمْيعُ : أَجْوَازٌ ، وَأَنْشَدَ : بَتَتْ تَنُوشُ الْحَوْضَ نَوْشًا مِنْ عَلَا نَوْشًا بِهِ تَقْطَعُ أَجْوَازَ الْفَلَا . وَسَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ سُلَيْمَانَ ، يَقُولُ : قَرَأَ رَجُلٌ عَلَى يُونُسَ . نَوْشًا بِهِ تَقْطَعُ إِخْوَانَ الْفَلَا قَالَ يُونُسُ : هُمْ أَهْلٌ لِذَلِكَ ، وَهَذَا تَصْحِيفٌ مِنَ الْقَارِئِ ، وَالنَّوْشُ : التَّنَاوُلُ . وَقَالَ يَعْقُوبُ : يُقَالُ : نَاشَ فُلَانٌ فُلَانًا ، لِيَأْخُذَ بِرَأْسِهِ ، وَنَهَشَ إِلَى فُلَانٍ ، لِيَأْخُذَ بِرَأْسِهِ ، وَهُمَا سَوَاءٌ ، وَمِنْهُ الْمُنَاوَشَةُ فِي الْقِتَالِ ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : وَأَنَّى لَهُمُ التَّنَاوُشُ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ سورة سبأ آية 52 وَقَالَ فِي حَدِيثِ حُذَيْفَةَ رَحِمَهُ اللَّهُ " يُوشِكُ بَنُو قَنْطُورَى أَنْ يُخْرِجُوا أَهْلَ الْعِرَاقِ مِنْ عِرَاقِهِمْ " . يُقَالُ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ : إِنَّ قَنْطُورَى جَارِيَةٌ كَانَتْ لِإِبْرَاهِيمَ ، عَلَيْهِ السَّلَامُ ، وَلَدَتْ أَوْلَادًا كَثِيرًا ، مِنْ نَسْلِهِمُ التُّرْكَ وَالصِّينَ . تَمَّ حَدِيثُ حُذَيْفَةَ رَحِمَهُ اللَّهُ يَتْلُوهُ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |