حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ ، قَالَ : نَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ كَثِيرٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي أَبِي ، قَالَ : حَدَّثَنِي الْعَبْدِيُّ ، أَنَّ الْأَخْطَلَ قِيلَ لَهُ : أَيُّ الشُّعَرَاءِ أَشْعَرُ ؟ قَالَ : الزُّرْقُ الْعُيُونِ ، الْخِمَاصُ الْبُطُونِ ، الْآكِلُونَ فِي ظِلَالِ الْعَرْفَجِ . وَالْعَرْفَجُ وَالْغَضَا : شَجَرَةٌ ، قَالَ الرَّاجِزُ : بَاتَ يُبَارِيهَا عَرِينٌ مِنْ غَضَى يَزْدَادُ طُولًا كُلَّمَا قِيلَ انْقَضَى وَيُقَالُ لِلْبَعِيرِ إِذَا أَكَلَ الْغَضَا : غَاضٍ ، إِبِلٌ غَواضٌ ، فَإِذَا اشْتَكَى عَنْ أَكْلِ الْغَضَا قُلْتُ : بَعِيرٌ غَضٌّ ، وَإِذَا نَسَبْتُهُ إِلَى الْغَضَا ، قُلْتَ : غَضَوِيُّ . وَقَالَ فِي حَدِيثِ حَسَّانٍ رَحِمَهُ اللَّهُ وَأَتَاهُ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرِ بْنِ كُرَيْزٍ ، فَاسْتَخْرَجُوهُ ، فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ ، فَقَالَ : وَابِأَبِي رُهُنُ الْقَرْيَةِ ، أَلَا حَيْثُ جَلَسْتُمْ بَعَثْتُمْ إِلَيَّ فَجِئْتُكُمْ ، قَالُوا : إِنَّا ذَكَرْنَا شَيْئًا ، وَكَانَ ذَلِكَ عَنْدَ افْتِرَاقِ مَجْلِسِنَا ، وَكُنْتَ طَرِيقَنَا ، فَأَحْبَبْنَا أَنْ نَسْأَلَكَ عَنْهُ ، 5 قَالَ : وَمَا ذَاكَ ، قَالُوا : ذَكَرْنَا الْفَتَى مَتَى يَكُونُ الْفَتَى ؟ وَمَتَى يَخْرُجُ مِنْ حَدِّ الْفَتَى ؟ ، قَالَ : قَدْ قُلْتُ فِي ذَلِكَ شِعْرًا ، قَالُوا وَمَا ذَاكَ ؟ قَالَ : قُلْتُ : إِنَّ الْفَتَى لَفَتَى الْهَوَاجِرِ وَالسُّرَى وَفَتَى الطِّعَانِ وَمِدْرَهُ الْحَدَثَانِ إِنْ كَانَ كَهْلًا أَوْ فَتًى فَهُوَ الْفَتَى لَيْسَتِ الْفَتَى بِعَمَلَّجِ الشُّبَانِ يَرْوِيهِ الزُّبَيْرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ ، قَالَ : الْعَمَلَّجُ : الدَّنِيُّ . وَرُهُنُ الْقَرْيَةِ : وُجُوهُهَا الَّذِينَ يُرْهَنُونَ عِنْدَ مَنْ كَانَتْ لَهُمْ عِنْدَهُمْ طَلْبَةٌ . وَقَالَ فِي حَدِيثِ حَسَّانٍ رَحِمَهُ اللَّهُ أَنَّهُ جَعَلَ لَيْلَةً يَقُولُ : أَنَا الْحُسَامُ ، أَنَا ابْنُ الْفُرَيْعَةِ ، فَلَمَّا أَصْبَحَ ، قَالَ لَهُ رَجُلٌ : مَالَكَ بِتَّ اللَّيْلَةَ تُنَوِّهُ بِأَسْمَائِكَ ، فَقَالَ : إِنِّي قُلْتُ : بَيْتًا مِنْ شِعْرٍ مِنَ الْحِكْمَةِ ، فَأَعْجَبَنِي ، ثُمَّ أَنْشَدَ : وَإِنَّ امْرَأً يُمْسِي وَيُصْبِحُ سَالِمًا مِنَ النَّاسِ إِلَّا مَا جَنَى لَسَعِيدُ قَوْلُهُ : تُنَوِّهُ بِأَسْمَائِكَ ، يَعْنِي تَرْفَعُ صَوْتَكَ بِذِكْرِهَا ، وَإِذَا رَفَعْتَ صَوْتَكَ ، فَدَعَوْتَ إِنْسَانًا فَقَدْ نَوَّهْتَ بِهِ ، وَالْهَامَّةُ : إِذَا رَفَعَتْ رَأْسَهَا ، فَصَاحَتْ ، يُقَالُ : نَاهَتْ نَوْهًا ، قَالَ الرَّاجِزُ : عَلَى إِكَامِ النَّائِحَاتِ النُّوَّهِ وَتَقُولُ مِنْهُ : قَدْ نُهْتُ بِالشَّيْءِ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |