حديث ام سلمة رحمها الله


تفسير

رقم الحديث : 538

حَدَّثَنَاهُ أَبُو الْحُسَيْنِ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ يَحْيَى ، عَنِ ابْنِ الْأَعْرَابِيِّ ، قَالَ ، يُقَالُ : رُبَّ سَامِعٍ عِذْرَتِي لَمْ يَسْمَعْ قِفْوَتِي . وَالْقِفْوَةُ : الذَّمُّ ، وَالْعِذْرَةُ : الْمَعْذِرَةُ ، يَقُولُ : رَبَّمَا تَعَذَّرْتُ لِلرَّجُلِ مِنْ شَرٍّ قَدْ كَانَ مِنِّي ، وَأَنَا أَظُنُّ أَنْ قَدْ بَلَغَهُ ، وَلَمْ يَكُنْ بَلَغَهُ ، يُضْرَبُ لِمَنْ لَا يُحْفَظُ سِرُّهُ . وَقَالَ فِي حَدِيثِ مُعَاوَيَةَ رَحِمَهُ اللَّهُ ، أَنَّ رَجُلًا عَاتَبَهُ حِينَ جَعَلَ مِصْرَ لِعَمْرِو بْنِ الْعَاصِي ، فَقَالَ " وَاللَّهِ مَا لَبَّثَكَ السَّهْمِيُّ أَنْ طَحَا بِكَ حِينَ تَسَاوَرْتُمَا " . طَحَوْتُ بِالرَّجُلِ : وَهُوَ كَالْبَسْطِ ، وَاللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى طَحَا الْأَرْضَ وَدَحَاهَا طَحْوًا . وَمَذْهَبٌ آخَرُ : يُقَالُ : الْقَوْمُ يَطْحَى بَعْضُهُمْ بَعْضًا : إِذَا تَدَافَعُوا عَنِ الشَّيْءِ ، وَطَحَا بِكَ هَمَّكَ ، إِذَا ذَهَبَ بِكَ فِي مَذْهَبٍ بَعِيدٍ ، وَهُوَ يَطْحَى بِكَ طَحْيًا وَطَحْوًا ، وَأَنْشَدَ : طَحَا بِكَ قَلْبٌ فِي الْحِسَانِ طَرُوبُ بُعَيْدُ الشَّبَابِ عَصْرَ حَانَ مَشِيبُ وَقَالَ فِي حَدِيثِ مُعَاوَيَةَ رَحِمَهُ اللَّهُ ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ خَالِدِ بْنِ أَسِيدٍ ، قَالَ لَهُ " قَدْ أَعْيَانِي أَنْ أَعْلَمَ أَشُجَاعٌ أَنْتَ أَمْ جَبَانٌ ؟ فَلَقَدْ رَأَيْتُكَ تَقْدُمُ فِيهِ إِقْدَامًا مَا أَظُنُّكَ فِيهِ تُرِيدُ الْقَتْلَ ، وَتَتَأَخَّرُ تَأَخُّرًا أَظُنُّكَ فِيهِ تُرِيدُ أَنْ تَفِرَّ ، قَالَ : فَلَسْتَ حَيْثُ ظَنَنْتُ ، وَلَكِنِّي أَقْدُمُ إِذَا رَأَيْتُ التَّقَدُّمَ غُنْمًا ، وَأَتَأَخَرُّ إِذَا رَأَيْتُ التَّأَخُرَّ حَزْمًا ، وَإِنِّي لَكَمَا قَالَ الشَّاعِرُ : شُجَاعٌ إِذَا مَا أَمْكَنَتْنِي فُرْصَةٌ وَإِلَّا تَكُنْ لِي فُرْصَةٌ فَجَبَانُ " . قَالَ يَعْقُوبُ : يُقَالُ : قَدْ أَصَابَ الرَّجُلُ فُرْصَتَهُ ، وَقَدْ أَفْرَصَكَ الْأَمْرُ ، وَأَصْلُ الْفُرْصَةِ أَنْ يَتَفَارَصَ الْقَوْمُ الْمَاءَ الْقَلِيلَ ، فَيَكُونُ لِهَذَا نَوْبَةٌ ، ثُمَّ لِهَذَا ، ثُمَّ لِهَذَا ، فَيُقَالُ : يَا فُلَانُ ، جَاءَتْ فُرْصَتُكَ ، أَيْ وَقَتُكَ الَّذِي تَسْتَقِي فِيهِ . وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ : يُقَالُ : قَدْ أَفْرَصَتْنِي الْفُرْصَةُ ، أَيْ : أَمْكَنَتْنِي . وَقَالَ فِي حَدِيثِ مُعَاوَيَةَ رَحِمَهُ اللَّهُ " أَنَّهُ كَانَ يَتَمَثَّلُ كَثِيرًا : إِذَا اللَّهُ سَنَّى عَقْدَ أَمْرٍ تَيَسَّرَا . يُقَالُ : سَنَّى الرَّجُلُ الْعُقْدَةَ ، بِمَعْنَى حَلَّهَا ، وَسَنَّى اللَّهُ الشَّيْءَ وَالْأَمْرَ : سَهَّلَهُ وَيَسَّرَهُ . وَحَدَّثَنَا ابْنُ الْهَيْثَمِ ، عَنْ دَاوُدَ ، عَنْ يَعْقُوبَ ، قَالَ : قَالَ عَدِيُّ بْنُ زَيْدٍ : وَمَلِيكٍ سَيْبُهُ مُسْتَعْمَلٌ عَاقِدِ الْأَيَّامَ وَالدَّهْرُ يُسَنْ أَيْ : إِنْ عَقَدَ عَلَيْهِمُ الدَّهْرُ عُقْدَةً سَهَّلَهَا وَحَلَّهَا . وَقَالَ لَبِيدٌ يَصِفُ مَلِكًا : وَسَانَيْتُ مِنْ ذِي بَهْجَةٍ وَرَقَيْتُهُ عَلَيهِ السُّمُوطُ عَابِسٍ مُتَغَضِّبِ سَانَيْتُ : سَاهَلْتُ وَرَفَقْتُ بِهِ وَدَارَيْتُ عَلَيْهِ ، السُّمُوطُ : أَيْ خَرَزَاتُ الْمَلِكِ ، عَابِسٌ : مُتَكَبِّرٌ فِي نَفْسِهِ ، يَقُولُ : هُوَ عَابِسٌ ، فَرَقَيْتُهُ ، وَتَلَطَّفْتُ لَهُ حَتَّى لَانَ إِلَى مَا أُرِيدُ ، وَقَالَ الشَّاعِرُ : نَادَيْتُ هَيْذانَ وَالْأَبْوَابُ مُغْلَقَةٌ وَمِثْلُ هَيْذَانَ سَنَّى فَتْحَةَ الْبَابِ كَالْهُنْدُوَانِيِّ لَمْ تُفْلَلْ مَضَارِبُهُ وَجْهٌ جَمِيلٌ وَقَلْبٌ غَيْرُ وَجَّابِ وَقَالَ فِي حَدِيثِ مُعَاوَيَةَ رَحِمَهُ اللَّهُ " لَمَّا كَانَ سَنَةُ الْمَجَاعَةِ دَخَلَ عَلَيْهِ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ ، فَقَالَ لَهُ مُعَاوَيَةُ : تَغَيَّبْتُ عَنْ يَوْمَيْ عُكَاظَ كِلَيْهِمَا وَإِنْ يَأْتِ يَوْمٌ ثَالِثٌ أَتَغَيَّبُ وَإِنْ يَكُ يَوْمٌ رَابِعٌ لَا أَطُرْبُهُ وَإِنْ يَكُ يَوْمٌ خَامِسٌ أَتَنَكَّبُ قَوْلُهُ : لَا أَطُرْبِهِ ، يَقُولُ : لَا أَقْرَبُهُ ، وَهُوَ مَأْخُوذٌ مِنْ قَوْلِكَ طَوَارِ الدَّارِ : مَا كَانَ مُمْتَدًّا مَعَهَا ، وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ : عَدَا طَوْرَهُ ، وَقَالَ الْفَرَزَدْقُ فِي الْأَوَّلِ : أَتَيْنَاكَ مِنْ أرْضٍ تَمُوتُ رِيَاحُهَا وَبِالصَّيْفِ لَا تُلْفِي دَلِيلًا يَطُورُهَا .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.