وَحَدَّثْنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ ، قَالَ : نا الْفَضْلُ بْنُ غَانِمٍ ، قَالَ : نا سَلَمَةُ ، قَالَ : حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، قَالَ : كَانَتِ الْعَرَبُ قَدِ اتَّخَذُوا مَعَ الْكَعْبَةِ طَوَاغِيتَ يُعَظِّمُونَهَا كَتَعْظِيمِ الْكَعْبَةِ ، لَهَا سَدَنَةٌ ، وَيَهْدُونَ لَهَا كَمَا يَهْدُونَ لِلْكَعْبَةِ ، وَيَطُوفُونَ بِهَا كَطَوَافِهِمْ بِهَا ، وَكَانَتِ الْعُزَّى بِنَخْلَةَ ، وَكَانَ حَجَبَتُهَا الَّذِينَ يَحُجُّونَهَا بَنُو شَيْبَانَ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ حُلَفَاءُ بَنِي هَاشِمٍ ، وَكَانَتِ اللَّاتُ لِثَقِيفَ بِالطَّائِفِ ، وَحُجَّابُهَا بَنُو مُعَتِّبٍ مِنْ ثَقِيفَ ، وَكَانَتْ مَنَاةُ لِلْأَوْسِ وَالْخَزْرَجِ ، وَالْأَزْدِ مِنْ غَسَّانَ ، وَمَنْ دَانَ بَدِينِهِمْ مِنْ أَهْلِ يَثْرِبَ ، وَكَانَتْ عَلَى سَاحِلِ الْبَحْرِ مِنْ نَاحِيَةِ الْمُشَلَّلِ بِقَدِيدَ ، وَكَانَ ذُو الْخَلَصَةِ لِدَوْسٍ وَخَثْعَمٍ وَبَجِيلَةَ ، وَمَنْ كَانَ مِنَ الْعَرَبِ بِبِلَادِهِمْ بِتَبَالَةَ ، وَكَانَتْ فُلْسٌ لِطَيِّئٍ وَمَنْ يَلِيهَا بَجَبَلَيْ طَيِّئٍ سُلْمَى وَأَجَأ ، وَكَانَتْ رُضَاءٌ بَيْتًا لِبَنِي رَبِيعَةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ مَنَاةَ بْنِ تَمِيمٍ ، وَلَهَا يَقُولُ الْمُسْتَوْغِرُ ابْنُ رَبِيعَةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ حَيْثُ هَدَمَهَا فِي الْإِسْلَامِ : ولَقَدْ شَدَدْتُ عَلَى رُضَاءٍ شَدَّةً فَتَرَكْتُهَا ثَمِلا بِقَاعٍ أَسْحَمًا وَدَعَوْتُ عَبْدَ اللَّهِ فِي مَكْرُوهِهَا وَبِمِثْلِ عَبدِ اللَّهِ تَغْشَى الْمَحْرَمَا وَكَانَ ذُو الْكَعَبَاتِ لِبَكْرِ بْنِ وَائِلٍ وَتَغْلِبَ وَإِيَادٌ بِسِنْدَادَ ، وَلَهَا يَقُولُ الْأَسْوَدُ بْنُ يَعْفُرَ : وَمِنَ الْحَوَادِثِ لَا أَبَا لَكِ أَنَّنِي ضُرِبَتْ عَلِيَّ الْأَرْضُ بِالْأَسْدَادِ بَيْنَ الْخَوَرْنَقِ وَالسَّدِيرِ وَبَارِقٍ وَالْبَيْتِ ذِي الْكَعَبَاتِ مِنْ سِنْدَادِ أَرْضًا تَخَيَّرَهَا لِطِيبِ مِيَاهِهَا كَعْبُ بْنُ مَامَةَ وَابْنُ أُمِّ دُوَادِ وَكَانَتْ لِحِمْيَرَ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ بَيْتٌ بِصَنْعَاءَ ، يُقَالُ لَهُ : رِئَامٌ ، وَقَالَ شَاعِرُ الْعَرَبِ يَذْكُرُ مَنْحَرَ الْعُزَّى : لَقَدْ أُنْكِحَتْ أَسْمَاءُ رَأْسَ بُقَيْرَةٍ مِنَ الْأُدْمِ أَهْدَاهَا امْرُؤٌ مِنْ بَنِي غَنْمِ رَأَى قَذَعًا فِي عَيْنِهَا إِذْ يَسُوقُهَا إِلَى غَبْغَبِ الْعُزَّى فَوَسَّعَ فِي الْقَسْمِ وَكَانُوا كَذَلِكَ يَصْنَعُونُ إِذَا نَحَرُوا هَدْيًا قَسَمُوهُ فِي مَنْ حَضَرَهُمْ " وَالْغَبْغَبُ " : مِهْرَاقُ الدِّمَاءِ ، وَقَالَ رَجُلٌ مِنْ أَشْجَعَ : يَا عَامِ لَو قَدَرَتْ عَلَيْكَ رِمَاحُنَا وَالرَّاقِصَاتِ إِلَى مِنًى فَالْغَبْغَبِ لَنَقَبْتَ بِالْمِسْحَاةِ وَقْعَةَ مُرْهَفٍ حَرَّانَ أَوْ لَثَويْتَ غَيْرَ مُحَسَّبِ .