أَخْبَرَنَا أَبُو عِيسَى الْأَنْطَاكِيُّ ، قَالَ : نا مُحَمَّدٌ أَبُو الْحَسَنِ الْيَمَانِيُّ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَنْصَارِيِّ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، قَالَ : نا الْأَصْمَعِيُّ ، قَالَ : سَأَلَنِي هَارُونُ الرَّشِيدُ عَنْ قَوْلِ الْعَرَبِ : قَدْ أَنَصَفَ الْقَارَةَ مَنْ رَمَاهَا ، فَقُلْتُ : فِيهِ وَجْهَانِ : فَأَمَّا أَحَدُهُمَا فَذَكَرَتِ الرُّوَاةُ أَنَّ الْقَارَةَ : الْحَرَّةُ مِنَ الْأَرْضِ يَقِفُ الرَّجُلُ مُرَامِيًا لَهَا فَتَتَزَيَّدُ بِهِ أَحْجَارُهَا ، وَيُتَزَيَّدُ بِهَا عَنَاءً وَنَصَبًا . وَالْوَجْهُ الْآخَرُ : ذَكَرُوا أَنَّ التَّبَابِعَةَ كَانَتْ تَكُونُ لَهَا رُمَاةً ، لَا تَقَعُ لَهَا سِهَامٌ إِلَّا فِي الْحَدَقِ فَكَانَتْ تَكُونُ عَلَى يَمِينِ الْمَلِكِ عَلَى الْجِيَادِ الْبُلُقِ فِي أَعْنَاقِهَا الْأَطْوَاقُ وَفِي أَيْدِيهَا الْأَسَاوِرَةُ ، وَإِنَّهُ وَقَعَ بَيْنَ حَيٍّ مِنْ أَحْيَاءِ الْعَرَبِ وَبَيْنَ الصُّغْدِ حَرْبٌ ، فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ ، وَاسْتَوَى الصَّفَّانِ ، خَرَجَ فَارِسٌ مِنْ مَوْكِبِ الصُّغْدِ ، مُعَلَّمًا بِعِذَبَاتِ سَمَّوْرٍ فِي قُلُنْسُوَتِهِ ، ثُمَّ أَنْبَضَ وَتَرَهُ ، وَوَضَعَ نُشَّابَهُ عَلَى كَبِدِ قَوْسِهِ ، ثُمَّ صَاحَ : أَيْنَ رُمَاةُ الْعَرَبِ ؟ فَقَالَتِ الْعَرَبُ عِنْدَ ذَلِكَ : قَدْ أَنْصَفَ الْقَارَةَ مَنْ رَامَاهَا . قَالَ هَارُونُ : أَحْسَنْتَ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |