وَقَالَ وَقَالَ فِي حَدِيثِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ " إِنَّ وَافِدًا قَدِمَ عَلَيْهِ ، فَقَالَ لِي عُمَرُ : مَا أَقْدَمَكَ ؟ قُلْتُ : وَافِدًا لِقَوْمِي ، قَالَ : فَإِذَا أَصْبَحْتَ فَآذِنِ الْمُهَاجِرِينَ ، ثُمَّ الْوَفْدَ ، ثُمَّ النَّاسَ ، ثُمَّ احْضُرِ الْبَابَ ، قَالَ : فَلَمَّا أَصْبَحْتُ أَذَنْتُ الْمُهَاجِرِينَ ثُمَّ الْوَفْدَ ثُمَّ النَّاسَ ، قَالَ : فَحَضَرُوا الْبَابَ ، فَجَلَسَ عُمَرُ وَصَفَّهُمْ بَيْنَ يَدَيْهِ صُفُوفًا ، فَقَالَ : وَجَعَلَ يَتَصَفَّحُهُمْ بِعَيْنِهِ ، فَإِذَا هُوَ بِرَجُلٍ مُحْبَنْطِئٍ عَلَيْهِ مُقَطَّعَاتُ بُرُودٍ ، فَأَوْمَأَ إِلَيْهِ بِيَدِهِ أَنْ تَعَالَى ، فَأَتَاهُ ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ : هِيهْ ، وَكَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يُشَارَ عَلَيْهِ بِالْأَمْرِ ، قَالَ : هِيه ، فَقَالَ الرَّجُلُ : هِيه ، فَقَالَ عُمَرُ : هِيه ، فَقَالَ الرَّجُلُ : هِيه ، فَقَالَ عُمَرُ : قُمْ ، فَأَخَذَ مَقَامَهُ مِنَ الصَّفِّ ، ثُمَّ جَعَلَ يَتَصَفَّحُهُمْ بِعَيْنِهِ ، فَإِذَا فِيهِمْ رَجُلٌ صَغِيرُ الْقِمَّةِ ثَطٌّ ، قَالَ : فَأَتَاهُ ، فَإِذَا هُوَ أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ ، فَقَالَ عُمَرُ : هِيه ، فَقَالَ : هِيه يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ سَلْ ، فَلَنُخْبِرَنَّكَ ، قَالَ : هِيه ، قَالَ : هِيه ، قَالَ : قُمْ فَمَا نَفَعَكَ صَبَّاغٌ وَلَا رَاعِي ضَأْنٍ ، فَقَامَ ، فَأَخَذَ مَقَامَهُ مِنَ الصَّفِّ ، ثُمَّ جَعَلَ يَتَصَفَّحُهُمْ بَعَيْنَيْهِ ، قَالَ : فَإِذَا شَابٌّ طُوَالٌ ، مَعْرُوقٌ حَسَنُ الْوَجْهِ ، فتفَّرَسَ فِيهِ الْخَيْرَ ، قَالَ : فَأَوْمَأَ إِلَيْهِ بِيَدِهِ أَنْ تَعَالَى ، قَالَ : فَأَتَاهُ فَجَثَا وَحَسَرَ عَنْ ذِرَاعَيْهِ ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ : هِيه ، فَقَالَ : هِيه ، وَاللَّهِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَا وُلِّيتَ أَمْرَ هَذِهِ الْأُمَّةِ لِسَبْقٍ كَانَ مِنْكَ فِي الْإِسْلَامِ ، وَلَكِنَّهَا بَلِيَّةٌ ابْتُلِيتَ بِهَا ، وَلَوْ أَنَّ شَاةً ضَلَّتْ بِشَطِّ الْفُرَاتِ لِسُئِلْتَ عَنْهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، قَالَ : فَانْكَبَّ عُمَرُ لِوَجْهِهِ ، فَمَا زَالَ يَبْكِي حَتَّى بَلَّ مَا حَوْلَهُ ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ ، فَقَالَ : وَيْحَكَ أَعِدْ عَلَيَّ فَمَا صَدَقَنِي أَحَدٌ مُنْذُ وُلِّيتُ هَذَا الْأَمْرَ غَيْرُكَ ، فَأَعَادَ عَلَيْهِ ، قَالَ وَبَكَى عُمَرُ أَشَدَّ مِنْ بُكَائِهِ الْأَوَّلِ حَتَّى سُرِّيَ عَنْهُ ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ ، فَقَالَ : وَيْحَكَ أَنْتَ تَأْكُلُ لَحْمَهَا ، وَأَنَا أُسْأَلُ عَنْهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، قَالَ : نَعَمْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، لِأَنَّكَ رَاعٍ وَكُلُّ رَاعٍ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ، وَالشَّاةُ فِي رَعِيَّتِكَ ، قَالَ : فَكَانَتْ عَلَيْهِ أَشَدَّ مِنَ الْأُولَى وَالثَّانِيَةِ ، فَانْكَبَّ يَبْكِي حَتَّى ظَنَنَّا نَفْسَهُ سَتَخْرُجُ ، حَتَّى قَالَ بَعْضُنَا لِبَعْضٍ : لَيْتَ أَنَّ هَذَا الشَّابَّ لَمْ يَدْخُلِ الْيَوْمَ هَذِهِ الدَّارَ ، مَا دَخَلَهَا إِلَّا لِشَرٍّ ، ثُمَّ إِنَّ عُمَرَ رَفَعَ رَأْسَهُ ، فَقَالَ لَهُ : مَا اسْمُكَ ؟ قَالَ : فُلَانُ بْنُ زِيَادٍ ، قَالَ : أَخُو الْمُهَاجِرِ بْنِ زِيَادٍ ، قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : فَدَعَا عُمَرُ أَبَا مُوسَى الْأَشْعَرِيَّ ، فَاسْتَعَمَلَهُ ، ثُمَّ ضَمَّ إِلَيْهِ الْفَتَى ، وَقَالَ لَهُ : تَفَقَّدْ سَرِيرَتَهُ مِنْ عَلَانِيَتِهِ ، فَإِنَّ وَجَدْتَهُمَا وَاحِدَةً ، فَاكْتُبْ إِلَيَّ ، فَإِنَّ عِنْدَهُ غِنًى ، قَالَ : وَكَانَ عُمَرُ إِذَا ذَكَرَ الْغِنَى عَنَى بِهِ الدِّينَ ، وَلَمْ يَعْنِ بِهِ الْمَالَ ، قَالَ : فَلَمَّا قَدِمَ أَبُو مُوسَى الْبِلَادَ أَجْبَرَهُ عَلَى الْعَمَلِ ، ثُمَّ ضَمَّ إِلَيْهِ رَجُلًا يَتَفَقَّدُ سَرِيرَتَهُ مِنْ عَلَانِيَتِهِ ، فَوَجَدَهُمَا وَاحِدَةً ، فَكَتَبَ بِذَلِكَ إِلَى عُمَرَ ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ عُمَرُ : إِذَا أَتَاكَ كِتَابِي هَذَا فَاسْتِخْلِفْهُ عَلَى الْجُنْدِ ، وَأَقْبِلْ ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ : كَرِهَ وَاللَّهِ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ أَنْ يَكُونَ عَلَى النَّاسِ رَجُلٌ ، وَفِيهِمْ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْهُمْ " . حَدَّثَنَاهُ إِبْرَاهِيمُ ، قَالَ : نا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَالِحٍ أَبُو الْحَسَنِ ، قَالَ : نا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ الْمَرْوَزِيُّ ، قَالَ : نا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّائِغُ الْخُرَاسَانِيُّ ، قَالَ : نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ ، عَنْ أَخِيهِ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ ، وَكَانَا تَوْءَمَيْنِ وُلِدَا عَلَى عَهْدِ عُمَرَ ، وَكَانَ سُلَيْمَانُ أَكْبَرَهُمَا ، قَالَ : حَدَّثَنِي وَافِدٌ قَدِمَ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ : قَالَ لِي عُمَرُ ، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
عُمَرَ | عمر بن الخطاب العدوي / توفي في :23 | صحابي |