حديث عثمان بن عفان رضي الله عنه


تفسير

رقم الحديث : 268

حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، قَالَ السَّجرُ : أَنْ يَكُونَ سَوَادُ الْعَيْنِ مُشْرَبًا حُمْرَةً ، يُقَالُ : رَجُلٌ أَسْجَرُ ، وَامْرَأَةٌ سَجْرَاءُ ، وَكَذَلِكَ غَدِيرٌ أَسْجَرُ : إِذَا كَانَ يَضْرِبُ إِلَى الْحُمْرَةِ وَالْكُدْرَةِ ، وَيُقَالُ لِمَاءِ السَّمَاءِ ، قَبْلَ أَنْ يَصْفُوَ : أَسْجَرُ ، وَذَلِكَ لِكَدْرَتِهِ ، وَضَرْبِهِ إِلَى الْحُمْرَةِ ، وَنُطْفَةٌ سَجْراءُ . وَقَالَ الْعُجَيْرُ السَّلُولِيُّ يَصِفُ قَطَاةً : غَدَتْ كَالْقَطْرَةِ السَّجْرَاءِ رَاحَتْ أَمَامَ مُزَمْزِمٍ لَجِبٍ نَفَاهَا وَقَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ : الْأَشْكَلُ دُونَ الْأَسْجَرِ ، وَالْأَسْجَرُ أَكْثَرُهُمَا حُمْرَةً ، وَهُوَ الشَّهَلُ ، وَالسَّجَرُ ، وَالشَّكَلُ ، وَإِنَّمَا تُوصَفُ الْعَيْنُ بِالْحُمْرَةِ عِنْدَ شِدَّةِ الْغَيْظِ وَالْغَضَبِ ، قَالَ الشَّاعِرُ . مَرَرْنَا عَلَى لُبْنَى كَأَنَّ عُيُونَنَا مِنَ الْوَجْدِ وَالْإِتْئَارِ جَمْرُ الصَّنَوْبَرِ وَالْقَصَرَةُ : أَصْلُ الْعُنُقِ ، وَمَغْرِزُهَا فِي الْكَاهِلِ ، وَالرَّبِلَةُ وَالْمُتَرَبِّلَةُ : الْكَثِيرَةُ اللَّحْمِ ، وَاللِّهْزِمَةُ : مَا تَحْتَ الْأُذُنِ مِنْ أَعْلَى اللَّحْي ، وَالرَّهَلُ : سعة جلدها ، يريد أن جلدها يموج هنالك ، وذلك مما يمدح به ، وفيه لغتان : رهل ، وَلَهِزٌ ، قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ : وَحَاجِبٍ خَاشِعِ وَمَاضِغِ لَهِزٍ وَالْعَيْنُ تَكْشِفُ عَنْهَا ضَافِيَ الشَّعَرِ . وَحَدَّثَنَا ابْنُ الْهَيْثَمِ ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ يَعْقُوبَ . قَوْلَهُ : مَاضِغٍ لَهِزٍ ، أَيْ : كَثِيرُ الْعَصَبِ ، مَعْرُوقٌ مِنَ اللَّحْمِ ، إِذَا كَثُرَ عَصَبُ الْمَاضِغِ وَاشْتَدَّ ، قِيلَ : مَاضِغٌ لَهِزٌ ، وَذَلِكَ يُسْتَحَبُّ ، وَأَنْشَدَ فِي ذَلِكَ الْأَصْمَعِيُّ قَوْلَ الْجَعْدِيِّ : وَلَوْحُ ذِرَاعَيْنِ فِي بِرْكَةٍ إِلَى جُؤْجُؤٍ رَهِلِ الْمَنْكِبِ فِي بِرْكَةٍ : أَيْ مَعَ بِرْكَةٍ ، وَالْبِرْكَةُ : الصَّدْرُ ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُسَمِّيهِ الْبَرْكَ ، وَكُلُّ عَظْمٍ عَرِيضٍ : لَوْحٌ ، وَرَهِلِ الْمَنْكِبِ أَيْ : جِلْدُ مَنْكِبَيْهِ يَمُوجُ ، وَذَلِكَ يُسْتَحَبُّ مِنْهُ ، وَالْكَتِدُ : مَا بَيْنَ الثَّبْجِ إِلَى مُنْصَفِ الْكَاهِلِ مِنَ الظَّهْرِ ، فَإِذَا أَشْرَفَ ذَلِكَ الْمَوْضِعُ مِنَ الظَّهْرِ ، فَذَلِكَ أَكْتدُ . الْمُغْبَطُ : يُقَالُ : فَرَسٌ مُغْبَطُ الْكَاثِبَةُ إِذَا كَانَ مُرْتَفِعُ الْمِنْسَجِ ، شَبَّهَهُ بِصَنْعَةِ الْغَبِيطِ ، كَمَا قَالَ حُمَيْدٌ فِي صِفَةِ الْغَبِيطِ . تَسَارَعَ فِيهِ الصَّانِعَاتُ فَشَاكَهَتْ بِهِ الْخَيْلُ حَتَّى هَمّ أَنْ يَتَحَمْحَمَا وَقَالَ لَبِيدٌ : . . . . . . . . . . . . . مُغْبَطُ الْحَارِكِ مَحْبُوكُ الْكَفَلْ وَأَنْشَدَ أَبُو حَاتِمٍ ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ ، لِحُمَيْدٍ الْأَرْقَطِ : تَشْكُو مَعَ الِاتْعَابِ دَامِيَاتِ مِنْ مُغْبَطِ الْمَيْسِ عَلَى الدَّأْيَاتِ وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ : الْهَمْزَةُ مُحَرَّكَةٌ ، وَلَكِنَّهُ احْتَاجَ فَأَسْكَنَهَا ، وَقَالَ غَيْرُهُ : كَتِفَاهُ كَمَا يُرَكِّبُ قَيْنٌ قَتَبًا فِي أَحْنَائِهُ تَشْمِيمُ وَالزَّوْرُ : الْوَسَطُ مِنَ الصَّدْرِ ، وَمُقَدَّمُهُ ، وَجَمْعُهُ أَزْوَارٌ ، وَالْمُفْرَطُ : الْمُرْتَفِعُ شَبَّهُهُ بِالْفُرُطِ ، وَهُوَ رَأْسُ الْأَكَمَةُ ، وَقَالَ وَعْلَةُ الْجَرْمِيُّ : وَهَلْ سَمَوْتُ بِجرَّارٍ لَهُ لَجَبٌ جَمِّ الصَّوَاهِلِ بَيْنَ السَّهْلِ وَالْفُرُطِ وَجَمْعُهُ أَفْرَاطٌ ، وَقَالَ الْهَمْدَانِيُّ : إِذَا اللَّيْلُ أَدْجَى وَاسْتَقَلَّتْ نُجُومُهُ وَصَاحَ مِنَ الْأَفْرَاطِ بُومٌ جَوَاثِمُ وَيُقَالُ : الْأَفْرَاطُ فِي هَذَا الْبَيْتِ أَفْرَاطُ الصُّبْحِ ، أَيْ أَوَائِلُهُ ، لِأَنَّ الْهَامَ إِذَا أَحَسَّ بِالصَّبَاحِ صَاحَ . وَفِي قَوْلِهِ : زَوْرٌ مُفْرِطٌ مَذْهَبٌ آخَرُ ، وَهُوَ الْمُسْتَقْدَمُ مِنْ قَوْلِكِ : أَفْرَطْتُ الشَّيْءَ إِذَا قَدَّمْتَهُ ، وَمِنْهُ فَارَطُ الْقَوْمِ : الَّذِي يَتَقَدَّمُ . قَالَ النَّضْرُ بْنُ سَلَمَةَ الْعِجْلِيُّ يَذْكُرُ فَرَسًا : عَارِي الْوُظِيفِ أَحْدَبُ الذِّرَاعَيْنِ مُسْتَقْدِمُ الْبِرْكَةِ ضَخْمُ الْعَضْدَيْنِ . وَلَا يَجُوزُ فِي قَوْلِ أَبِي زُبَيْدٍ : زَوْرٌ مُفْرِطٌ ، أَنْ يَكُونَ مِنَ الْعَرْضِ الْمُفْرِطِ ، وَلَا الطُّولِ الْمُفْرِطِ ، كَقَوْلِ الرَّاجِزِ : مُنْتَفِخُ الْجَوْفِ عَرِيَضٌ كَلْكَلُهُ . لِأَنَّ عَرْضَ الصَّدْرِ مَحْمُودٌ ، وَأَمَّا الْجُؤْجُؤُ وَالزَّوْرُ ، فَيُوصَفَانِ بِالضِّيقِ ، وَهُمَا شَيْءٌ وَاحِدٌ . وَقَالَ عَبْدُ اللَّهُ بْنُ سَلِيمَةَ فِي صِفَةِ فَرَسٍ : مُتَقَارِبِ الثَّفِنَاتِ ضَيِّقٌ زَوْرُهُ رَحْبُ اللَّبَانِ شَدِيدُ طَيِّ ضَرِيسِ وَيُقَالُ : إِنَّ الْفَرَسَ إِذَا دَقَّ جُؤْجُؤُهُ ، وَتَقَارَبَ مَرْفِقَاهُ كَانَ أَجْوَدَ لِجَرْيِهِ ، وَكُلُّ مَا يُسْتَحَبُّ فِي الْفَرَسِ ، فَهُوَ نَعْتٌ فِي الْكِلَابِ وَالسِّبَاعِ ، إِلَّا الشَّيْءَ الْيَسِيرُ ، مِثْلُ الْعَجُزِ ، وَدِقَّةِ الْمَذْبَحِ ، وَخَطَلِ الْآذَانِ ، وَقَوْلُهُ : شَدِيدُ طَيِّ ضَرِيسِ يُرِيدُ شَدِيدُ طَيِّ الْفِقَارِ ، ضُرِّسَتْ ضَرْسًا ، وَأَصْلُ ذَلِكَ أَنَّ الْبِئَرَ إِذَا طُوِيَتْ بِالْحِجَارَةِ ، قِيلَ : ضُرِّسَتْ . وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ : الْبَرَاثِنُ بِمَنْزِلَةِ الْأَصَابِعِ مِنْ يَدَيِ الْإِنْسَانِ وَرِجْلَيْهِ ، وَاحِدُهُمَا بُرْثُنٌ ، فَالْبُرْثُنُ بِكَمَالِهِ بِمَنْزِلَةِ الْإِصْبَعِ بِكَمَالِهَا ، فَإِذَا سَقَطَ مِخْلَبُ الْبُرْثُنِ ، وَهُوَ الظُّفْرُ ، فَهُوَ بُرْثُنٌ ، وَلَا ظُفْرَ لَهُ كَمَا الْإِصْبَعِ الَّتِي لَا ظُفْرَ لَهَا ، وَالبُرْثُنُ فِي الْيَدَيْنِ وَالرِّجْلَيْنِ . حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، ، أَنَّهُ سَمِعَ بَعْضَ مَنْ سَمِعَ ابْنَ الْأَعْرَابِيِّ ، وَسُئِلَ عَنْ قَوْلِ بَعْضِ النَّاسِ : فُلَانٌ أَجْرَأُ مِنْ خَاصِي الْأَسَدِ . قَالَ : خَاصِي الْأَسَدِ ، وَسَطُ بَرَاثِينِهِ ، وَقُلْ مَا يَفْرُسُ إِلَّا بِالْخَاصِي . وَأَنْشَدَنَا إِسْمَاعِيلُ الْأَسَدِيُّ ، قَالَ : أَنْشَدَنِي أَبُو سَعِيدٍ ، قَالَ : أَنْشَدَنِي الْحِرْمَازِيُّ ، قَالَ : أَنْشَدَنِي خَلَفُ الْأَحْمَرُ : سَاوَرَنِي الدَّهْرُ بِكُلِّ مُعْضِلَهْ وَنَالَ مِنِّي صَرْفُهُ مَا أَمَّلَهْ مَا هَكَذَا كُنْتُ عَهِدْتُ أَوَّلَهْ وَكَانَ لِي هِرٌّ يُسَمَّى حَلْحَلَهْ حَسَّنَهُ خَالِقُهُ وَأَكْمَلَهْ أَسْوَدُ ذُو بَرَاثِنَ مُؤَلَّلَهْ كَأَنَّمَا الْوَاحِدُ مِنْهَا مِعْبِلَهُ مَا حَازَهُ بِطَرِفِهِ فَذَاكَ لَهْ وَقَوْلُهُ ضَرَبَ بِيَدَيْهِ فَأَرْهَجَ ، مِنَ الْإِرْهَاجِ ، وَهُوَ الْغُبَارِ السَّاطِعُ ، يُقَالُ : وَادٍ مُرْهَجٌ . قَالَ الشَّاعِرُ : إِذَا أَرْهَجَ الْوَادِي لِوَقْعِ الْحَوَابِرِ . أَيْ كَثُرَ غُبَارُهُ ، وَهُوَ الرَّهْجُ ، وَالرَّهَجُ مُحَرَّكٌ . وَأَنْشَدَ أَبُو زَيْدٍ : وَادٍ خَصِيبٌ عَجِيبٌ لَيْسَ يَمْنَعَهُ مِنَ الْأَنِيسِ حَذَارُ الْيَوْمِ ذِي الرَّهَجِ وَالْخَوْقُ : السَّعَةُ ، وَقَدِ انْخَاقَتِ الْمَفَازَةُ ، وَقَالَ الرَّاجِزُ : خَوْقَاءُ مُفْضَاهَا إِلَى مُنْخَاقِ . وَالْجَمِيعُ الْخُوقُ ، وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ : تُسَامِي عَثَانَيْنِ الْحَرُورِ وَتَرْتَمِي بِنَا بَيْنَهَا أَرْجَاءُ خُوقٍ نَفَانِفِ وَالِاكْفَهْرَارُ : الِاسْتِقْبَالُ بِوَجْهٍ كَرِيهٍ ، وَمِنْهُ الْحَدِيثُ : " لَا تَلْقَوْا أَهْلَ الْمَعَاصِي إِلَّا بِوُجُوهٍ مُكْفَهِرَّةٍ " . وَقَوْلُهُ : فذمرتُ أَصْحَابِي ، فَإِنَّ الرَّجُلَ يَذْمُرُ أَصْحَابَهُ إِذَا لَامَهُمْ وَأَسْمَعَهُمْ ، لِيَكُونُوا أَجَدَّ لَهَمْ فِي الْقِتَالِ ، وَالرَّجُلُ يَتَذمَّرُ ، قَالَ الْأَعْرَابِيُّ يَذْكُرُ نَفْسَهُ وَكَلْبَهُ : فَقُلْتُ لَعَلَّ اللَّهَ يُرْسِلُ وَدْقَةً فَيُضْحِي كِلَانَا قَاعِدًا يَتَذَمَّرُ كَأَنِّي أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ مِنَ الْغِنَى وَأَنْتَ هِزَبْرِيٌّ كَأَنَّكَ جَعْفَرُ .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.