حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْعُتْبِيِّ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، قَالَ : " كَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرَةَ ، قَدْ جَاوَزَ الثَّمَانِينَ ، وَشَارَفَ التِّسْعِينَ ، وَكَانَ لَا يَدَعُ إِتْيَانَ الْمِرْبَدِ فِي كُلِّ يَوْمٍ ، وَيَقُولُ : الْقُعُودُ فِي الْبَيْتِ يُخْلِقُ ، وَيُهْرِمُ ، وَيُمْلِقُ ، فَخَرَجَ يَوْمًا ، وَلَقِيَهُ شَابُّ عَلَى فَرَسٍ يَتَوَقَّصُ بِهِ ، فَبَلَغَ بِالشَّابِّ الْمَزْحُ ، أَنْ قَالَ : يَا شَيْخُ أَلَا تُعَقِّبُ ، وَذَلِكَ عِنْدَ مَسْجِدِ الْأَنْصَارِ ، فَقَالَ : مَهْلًا يَا ابْنَ أَخِي ، فَرُبَّ شَابٍّ مِثْلِكَ ، قَدْ طَبَّقْتُ بِاللَّبِنِ عَلَى اسْتِهِ ، ثُمَّ مَضَى ، فَلَمَّا كَرَّ رَاجِعًا سَمِعَ الْوَاعِيَةَ ، فَسَأَلَ عَنْهَا ، فَقِيلَ لَهُ : الشَّابُّ الَّذِي رَأَيْتَ حَاصَ ، وَاللَّهِ ، بِهِ فَرَسُهُ فَدَقَّ عُنُقَهُ ، فَقَالَ لَا جَرَمَ ، وَاللَّهِ لَا أَصِيرُ إِلَى مَنْزِلِي حَتَّى أُودِعَهُ لَحْدَهُ ، فَلَمَّا أُخْرِجَ اتَّبَعَهُ ، وَهُوَ يَقُولُ : يَبُدُّ الْجِيَادَ بِتَقْرِيبِهِ وَيَأْوِي إِلَى حُضُرٍ مُلْهِبِ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ : اعْتَرَضَ الرَّجُلُ : إِذَا جَرَى ، وَتَرَمَّحَ : إِذَا وَثَبْتَ ، وَتَكَسَّعَ مِنَ الْجَرْيِ . قَالَ يَعْقُوبُ : يُقَالُ فِي كُلِّ أَمْرٍ غَلَبَ عَلَيْهِ رَجُلٌ قَوْمًا : قَدْ غَلَبَهُمْ فُلَانٌ ، وَقَدْ بَذَّهُمْ فُلَانٌ ، وَقَدْ جَبَّهُمْ فُلَانٌ . وَيُقَالُ : جَبَّتْ فُلَانَةُ النِّسَاءَ حُسْنًا . قَالَ الرَّاجِزُ : مَنْ رَوَّلَ اليَّوْمَ لَنَا فَقَدْ غَلَبْ خُبْزًا بِسَمْنٍ فَهُوَ عِنْدَ النَّاسِ جَبَّ رَوَّلَ : أَكْثَرَ دَسَمَهُ ، وَفِي مَثَلٍ مِنَ الْأَمْثَالِ : الْجَحْشَ لَمَّا بَذَّكَ الْأَعْيَارُ . وَقَوْمٌ يَقُولُونُهَا : لَمَّا فَاتَكَ الْأَعْيَارُ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |