وَأَنْشَدَنَا ابْنُ الْهَيْثَمِ ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ يَعْقُوبَ لِضِرَارِ بْنِ الْخَطَّابِ : بِيضٌ جِعَادٌ كَأَنَّ أَعْيُنَهُمْ تُكْحَلُ يَوْمَ الْهِيَاجِ بِالْعَلَقِ أَيْ لِشِدَّةِ الْغَضَبِ . وَأَنْشَدَ مِثْلَهُ لِامْرِئِ الْقَيْسِ ، وَذَكَرَ كِلَابًا : مُغَرِّثةً زُرْقًا كَأَنَّ عُيُونَهَا مِنَ الذَّمْرِ وَالْإِيحَاءِ نُوَّارُ عَضْرَسِ وَعَضْرَسٌ بِالْفَتْحِ ، مُغَرَّثَةٌ : مُجَوَّعَةٌ ، وَالْغَرَثُ : الْجُوعُ ، وَالذَّمْرُ : الْإِغْرَاءُ . وَيُقَالُ : أَسَدْتُ الْكَلْبَ ، إِذَا قُلْتُ لَهُ خُذْ ، وَالْعَضْرَسُ : بَقْلَةٌ حَمْرَاءُ الزَّهْرَةِ ، فَأَرَادَ أَنَّ عُيُونَهَا احْمَرَّتْ مِنْ شِدَّةِ الْغَضَبِ ، وَقَالَ فِي قَوْلِ الْأَعْشَى : كَذَلِكَ فَافْعَلْ مَا حَيِيتَ إِلَيْهِمْ وَأُقْدِمُ إِذَا مَا أَعْيُنُ الْقَوْمِ تُزْرِقُ قَوْلُهُ : أُقْدِمُ : تَقَدَّمَ فِي الْحَرْبِ ، وَقَوْلُهُ : تُزْرِقُ : إِذَا فَزِعَ الْإِنْسَانُ ، وَبَرِقَ انْقَلَبَتْ حَمَالِيقُ عَيْنَيْهِ ، فَيَغِيبُ السَّوَادُ . قَالَ : وَقَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ : كَأَنَّ عُيُونَ الْوَحْشِ حَوْلَ خِبَائِنَا وَأَرْحُلُنَا الْجَزْعُ الَّذِي لَمْ يُثقَّبِ . قَالَ : الْبَقَرَةُ ، وَالظَّبْيُ ، إِذَا كَانَا حَيَّيْنِ ، فَعُيُونُهُمَا كُلُّهَا سُودٌ ، فَإِذَا مَاتَا بَدَا الْبَيَاضُ ، فَإِنَّمَا شَبَّهَهُمَا بِالْجَزْعِ ، وَفِيهِ بَيَاضٌ وَسَوَادٌ بَعْدَمَا مَوَّتَا ، فَانْقَلَبَتْ أَعْيُنُهُمَا . وَقَالَ فِي قَوْلِ قَيْسِ بْنِ خُوَيْلِدٍ الْهُذَلِيِّ : حَتَّى أُشِبَّ لَهَا أُقَيدِرُ نَابِلٌ يُغْرِي ضَوَارِيَ خَلْفَهَا وَيَصِيدُ فِي كُلَّ مُعْتَرَكٍ يُغَادِرُ خَلْفَهَا زَرْقَاءَ دَامِيَةَ الْيَدَيْنِ تَمِيدُ ذَكَرَ ضَوَارِيَ ، أُشِبَّ لَهَا : قُدِرَ لَهَا ، أُقَيْدِرُ : أَيِّ مُقَارِبُ الْخَلْقِ ، يَعْنِي : قَانِصًا ، يُغْرِي : يُؤْسِدُ ، وَالضَّوَارِي : كِلَابٌ ضَارِيَةٌ ، زَرْقَاءُ : يَعْنِي بَقَرَةً وَحْشِيَّةً ، قَدْ غُشِيَ عَلَيْهَا ، فَانْقَلَبَتْ عَيْنَاهَا ، وَظَهَرَ بَيَاضُهَا .
الأسم | الشهرة | الرتبة |