وَحَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو الْعَبَّاسِ ، قَالَ حَدَّثَنِي التَّوَّزِيُّ ، قَالَ : سَأَلْتُ أَبَا عُبَيْدَةَ ، عَنْ قَوْلِ الْفَرَزْدَقِ : " وَأَضْحتْ رُسُومُ الدَّارِ قَفْرًا كَأَنَّهَا كِتَابٌ تَلَاهُ الْبَاهِلِيُّ بْنُ أَصْمَعَا فَقَالَ : هَذَا جدُّ الْأَصْمَعِيِّ ، كَانَ يَقْرَأُ الْكُتُبِ عَلَى الْمِنْبَرِ ، كَمَا يَقْرَأُهَا الْخُرَاسَانِيُّ ، يَعْنِي : أَبَا حَاتِمٍ السِّجِسْتَانِيَّ ، وَكَانَ أَبُو حَاتِمٍ : يَقْرَأُ الْكُتُبَ عَلَى الْمِنْبَرِ ، قَالَ التَّوَّزِيُّ ، فَسَأَلْتُ الْأَصْمَعِيَّ عَنْ هَذَا فَتَغَيَّرَ وَجْهُهُ ، ثم قَالَ : هَذَا كِتَابُ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ ، وَرَدَ عَلَى ابْنِ عَامِرٍ ، فَلَمْ يُوجَدْ لَهُ مَنْ يَقْرَأْهُ إِلَّا جَدِّي . وَقَالَ بَعْضُهُمْ : الْأَشْجَعُ هُوَ الْعُظَيمُ الَّذِي يَصِلُ الْإِصْبَعَ بِالرُّسْغِ ، لِكُلِّ إِصْبَعٍ أَشْجَعٌ ، وَإِنَّمَا احْتَجَّ الَّذِي قَالَ هُوَ الْعَصَبُ ، بِقَوْلِهِمُ لِلذِّئْبِ : هُوَ عَارِي الْأَشَاجِعِ ، أَيِ الْعَصَبُ ، فَمَنْ جَعَلَ الْأَشَاجِعَ الْعَصَبَ ، قَالَ : تِلْكَ الْعِظَامُ هِيَ الْأَسْنَاعُ ، الْوَاحِدُ سِنْعٌ ، وَالْأَشْجَعُ مِنَ الرِّجَالٍ : الَّذِي كَأَنَّ بِهِ جُنُونًا مِنْ جُرْأَتِهِ ، وَمَنْ قَالَ : الْأَشْجَعُ الْمَمْسُوسُ ، فَقَدْ أَخْطَأَ ، قَالَ الْأَعْشَى : بِأَشْجَعَ أَخَّاذٍ عَلَى الدَّهْرِ حُكْمَهُ فَمِنْ أَيِّمَا تَأُّتِ الْحَوَادِثُ أَفْرَقُ وَاللَّبُؤَةُ الشَّجْعَاءُ : هِيَ الْجَرِيئَةُ الْجَسُورُ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |