وَقَالَ وَقَالَ فِي حَدِيثِ يَزِيدَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ رَحِمَهُ اللَّهُ ، أَنَّهُ لَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ ، دَعَا أَخَاهُ مُعَاوَيَةَ ، فَقَالَ : " يَا أَخِي ، انْقَطَعَتْ مُدَّتِي ، وَبَلِيَتْ جِدَّتِي ، وَخَلَا مِنِّي مَا لَا يَعُودُ ، وَأَنَا هَامَةُ الْيَوْمِ أَوْ غَدٍ ، وَقَدْ عَلِمْتَ أَنَّا فُضِّلْنَا قَوْمَنَا بِخِصَالٍ سِتٍّ : نَحْنُ أَصْبَحُهُمْ وُجُوهًا ، وَأَطْوَلُهُمْ عَمُودًا ، وَأَسْعَدُهُمْ جُدُودًا ، وَأَبْعَدُهُمْ هِمَّةً ، وَأَكْشَفُهُمْ لِلْغُمَّةِ ، وَأَنَا ابْنُ أُمِّكَ وَأَبِيكَ وَأَخُو أَخِيكَ ، قَدْ حَلَبْتُ الدَّهْرَ أَشْطَرَهُ ، وَأَكَلْتُ ذَرْوَتَهُ ، يَعْلَمُ مَا يَقُولُ : وَمَا يُقَالُ لَهُ ، حَمَّالُ أثْقَالٍ ، لَسْتُ بِالْكَهَامَةِ الْهَلِعِ ، وَلَا بِالْغُمْرِ الضَّرِعِ ، وَقَدْ عَلِمْتُ أَنْ سَوْفَ يَؤْذِيكَ قَوْمٌ لَهُمْ سَوَابِقُ وَأَوْاصِرُ ، مِنْهُمْ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ، لَهُ قَرَابَةٌ وَحَقٌّ ، وَنِيَّةٌ وَصِدْقٌ وَقَلْبٌ ، غَيْرَ أَنَّهُ لَيْسَ لَهُ فِي الْحُرُوبِ إِرْبٌ ، وَأَظُنُّكَ سَتُبْلَى بِهِ ، فَاجْعَلْهُ مِنْكَ مَكَانَ الْمِجَنِّ ، وَمِنْهُمْ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِي لَهُ دُنْيَا ، وَلَيْسَ لَهُ دِينٌ مَعَ إِرْبٍ وَدَهَاءٍ وَحَذَرٍ وَغَنَاءٍ ، نَاصِحٌ رَقُودٌ لِلرِّجَالِ ، حَسُودٌ فَأَعِدَّهُ ذُخْرًا ، وَقَدِّمَ لَهُ رِجْلًا ، وَأَخِّرْ لَهُ أُخْرَى ، وَمِنْهُم سَعِيدُ بْنُ الْعَاصِي ، لَهُ قَرَابَةٌ وَوُدٌّ وَإِخَاءٌ ، فَارْفِدْهُ بِالْمَالِ وَأَلْطِفْهُ فِي الْمَقَالِ ، وَمِنْهُمُ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ ، وَهُوَ الْأَرِيبُ الْمَاضِي ، دَهِيُّ الدَّوَاهِي ، فَاجْعَلْهُ دَونَ الْأَفْنَادِ ، فَإِنَّهُ حَيَّةُ الْوَادِي ، وَمِنْهُمُ الَّذِي يَجْثِمُ جُثُومَ الْأَسَدِ ، وَيَرُوغُ مُرَاوَغَةَ الثَّعْلَبِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ ، فَابْعَثْهُ ، فَإِنَّهُ شَنِفٌ مُتْرَفٌ " . حَدَّثَنَاهُ إِسْمَاعِيلُ الْأَسْدِيُّ ، قَالَ : نَا عُمَرُ بْنُ شَبَّةَ ، قَالَ : نَا الْأَصْمَعِيُّ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
يَزِيدَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ | يزيد بن أبي سفيان القرشي / توفي في :18 | صحابي |