وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، عَنْ أَبِي حَاتِمٍ ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ ، قَالَ : " دَعَا قَوْمُ أَعْرَابِيًّا إِلَى طَعَامٍ ، وَبَيْنَهُمْ نَهْرٌ ، فَلَمَّا صَارَ فِي النَّهْرِ كَثُرَ الْمَاءُ فِيهِ ، قَالَ : وَجَعَلَ الْأَعْرَابِيُّ يُغَالِبُهُ ، وَيَقُولُ : الْغَمَرَاتُ ثُمَّ يَنْجَلِينَ ، قَالَ : فَلَمْ يَزَلْ يَسْبَحُ حَتَّى وَصَلَ إِلَى الطَّعَامِ فَأَكَلَ مِنْهُ " . وَالْحُمَّةُ : الْمَيْتَةُ ، قَالَ الشَّاعِرُ : بَلْ لَيْتَ شِعْرِي إِذَا مَا حُمَّتِي وَقَعَتْ مَاذَا تَقُولُ ابْنَتِي فِي النَّوْحِ تَنْعَانِي وَقَالَ فِي حَدِيثِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِي رَحِمَهُ اللَّهُ ، وَسَأَلَهُ ابْنُ الْأَزْمَعِ : عَنْ عَلِيٍّ ، وَعُثْمَانَ ، فقال : " أَمَا إِنِّي سَأَجْمَعُهُمَا لَكَ فِي خُرْزَةٍ ، اقْتَتَلَتِ الْأُثْرَةُ وَالسُّخْطَةُ ، فَغَلَبَتِ الْأُثْرَةُ السُّخْطَةَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ " . يُرْوَى عَنِ الْحُمَيْدِيِّ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ ، قَالَ : أَنَا قَيْسٌ ، أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ الْأَزْمَعِ . الْعَرَبُ إِذَا جَمَعَتْ شَيْئَيْنِ فِي أَمْرٍ وَاحِدٍ ، قَالُوا : جَمَعْتُهُمَا لَكَ فِي خُرْزَةٍ ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ : سَيْرَيْنِ فِي خُرْزَةٍ ، وَهِيَ الْكُتْبَةُ ، وَقَدْ ذَكَرَنَاهَا فِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَقَالَ فِي حَدِيثِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِي رَحِمَهُ اللَّهُ ، أَنَّهُ قَالَ فِي غَزْوَةِ السَّلَاسِلِ : " انْظُرُوا رَجُلًا رِبِّيلًا يُجَنِّبُ بِنَا الطَّرِيقَ ، وَيَأْخُذُ بِنَا الْمَفَاوِزَ " ، قَالُوا : مَا نَعْرِفُ إِلَّا رَافِعَ بْنَ أَبِي رَافِعٍ ، فَإِنَّهُ كَانَ رِبِّيلًا فِي الْجَاهِلِيَّةِ . يُرْوَى هَذَا الْحَدِيثُ عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ ، عَنْ رَافِعِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ ، قَالَ : كُنْتُ رَجُلًا أُغِيرُ عَلَى النَّاسِ ، وَأَدْفِنُ الْمَاءَ فِي أُدْحِيِّ النَّعَامِ ، وَآتِيَ النَّعَمَ ، فَأَسْتَاقُهُ حَتَّى أَمُرَّ بِالْفَلَاةِ ، فَأَسْتَثِيرُهُ ، فَلَمَّا كَانَتْ غَزْوَةُ ذَاتِ السَّلَاسِلِ " بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَيْشًا ، وَاسْتَعْمَلَ عَلَيْهِمْ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِي " ، وَهِيَ الَّتِي يَفْخَرُ بِهَا أَهْلُ الشَّامِ ، وَفِيهِمْ أَبُو بَكْرٍ ، وَفِي الْحَدِيثِ ، فقَالَ لِي أَبُو بَكْرٍ : " إِنَّ النَّاسَ دَخَلُوا فِي الْإِسْلَامِ طَوْعًا وَكَرْهًا ، فَهُمْ عُوَّاذُ اللَّهِ ، وَجِيرَانُ اللَّهِ ، وَفِي ذِمَّةِ اللَّهِ ، فَمَنْ ظَلَمَ أَحَدًا مِنْهُمْ ، فَإِنَّمَا يَخْفِرُ رَبَّهُ ، وَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَتُؤْخَذُ شَاةُ جَارِهِ ، فَيَظَلُّ نَاتِئًا عَضَلُهُ لِجَارِهِ ، وَاللَّهُ مِنْ وَرَاءِ جَارِهِ " . الرِّبِّيلُ : اللِّصُّ الَّذِي يَغْزُو الْقَوْمَ وَحْدَهُ وَيَسْرِقُ ، وَأُدْحِيُّ النَّعَامَةِ : مَوْضِعُ بَيْضِهَا ، وَهُوَ أُفْعُولٌ مِنْ دَحَوَتْ ، لِأَنَّ النَّعَامَةَ تَدْحُوهُ بِرِجْلِهَا ، ثُمَّ تَبِيضُ فِيهِ ، وَهُوَ مِثْلُ : أُفْحُوصُ الْقَطَاةِ ، وَالْعَضَلَةُ : كُلُّ لَحْمٍ اجْتَمَعَ ، فَاسْتَعَارَهُ لِلْعُنُقِ وَالْأَوْدَاجِ ، كَمَا قَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ : يَظَلُّ أَحَدُكُمْ ثَائِرًا فَرِيصَ رَقَبَتِهِ ، وَالْفَرِيصُ : لَحْمَةٌ تَحْتَ الْكَتِفِ ، يُقَالُ : رَجُلٌ عَضَلٌ إِذَا كَانَ عَظِيمُ الْعَضَلِ ، وَالْعَضَلَةُ الْمَشْهُورَةُ : اللَّحْمَةُ الَّتِي فِي بَاطِنِ السَّاقِ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |