حَدَّثَنَا حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ ، قَالَ : نَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ كَثِيرِ بْنِ عُفَيْرٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : عُمَرُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ حِينَ وَلاهُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ الْبَحْرَيْنَ : جَزَتْكَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَرَابَةٌ رَفَعَتْ بِهَا ذِكْرِي جَزَاءً مُوَفَّرَا وَرَشَّحْتَنِي حَتَّى إِذَا مَا رَأَيْتَنِي لِأَمْرِكَ أَهْلًا قُلْتَ قَوْلًا مُؤَثِّرَا وَالرَّشْحُ أَيْضًا : لَحْسُ الْأُمِّ مَا عَلَى طِفْلِهَا مِنَ النُّدُوَّةِ ، وَيُقَالُ : الطَّائِرُ يُرَشِّحُ وَلَدَهُ إِذَا دَرَّجُهُ لِلطَّيَرَانِ شَيْئًا شَيْئًا ، حَتَّى يَسْتَقِلَّ وَيَنْهَضَ ، وَفِي مَثَلٍ مِنَ الْأَمْثَالِ : وَأَيُّ شَيْءٍ لَا يُحِبُّ وَلَدَهْ حَتَّى الْحُبَّارَى وَتَدِفُّ عَنَدَهُ يُقَالُ : عَانَدَ الطَّيْرُ فَرْخَهُ إِذَا عَلَّمَهُ الطَّيَرَانَ ، وَأَنْشَدَنَا أَحْمَدُ بْنُ زَكَرِيَاءَ الْعَابِدِيُّ ، لِكَعْبِ بْنِ أَسَدٍ الْقُرَظِيِّ يَبْكِي فِتْيَةً مِنْ قَوْمِهِ أُصِيبُوا : مَا رَشَّحْتُ فِيمَا مَضَى شَبَهًا لَهُمْ قُرَظِيَّةً وَلَدًا مِنَ الْأَوْلَادِ كَانُوا جَمَالًا لِلْجَمِيعِ وَمَوْئِلًا لِلْخَائِفِينَ وَسَادَةً فِي النَّادِي وَقَالَ فِي حَدِيثِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ رَحِمَهُ اللَّهُ ، أَنَّ رَجُلًا كَلَّمَهُ بِكَلَامٍ أَغْلَظَ لَهُ فِيهِ ، فَقَالَ لَهُ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِي " اجْعَلْ هَذِهِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فِي سُوَيْدَاءِ قَلْبِكَ ، فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ : طَأْهَا بِقَدَمِكَ ، وَفِي مَوْضِعٍ آخَرَ ، وَاجْعَلْهَا دَبْرَ أُذُنِكَ " . حَدَّثَنَا ابْنُ الْهَيْثَمِ ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، قَالَ : فِي الْقَلْبِ سُوَيْدَاؤُهُ ، وَهِيَ عَلقَةٌ سَوْدَاءُ إِذَا شُقَّ الْقَلْبُ بَدَتْ ، كَأَنَّهَا قِطْعَةُ كَبِدٍ ، وَحَبَّةُ الْقَلْبِ : نَكْتَةٌ فِيهِ سَوْدَاءُ ، قَالَ الْأَعْشَى : فَرَمَيْتُ غَفْلَةَ عَيْنِهِ عَنْ شَاتِهِ فَأَصَبْتُ حَبَّةَ قَلْبِهَا وَطِحَالِهَا وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبِي ذَرٍّ أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى عُثْمَانَ ، وَهُوَ يَقْسِمُ مِيرَاثَ رَجُلٍ ، فَقَالَ أَبُو ذَرٍّ : " لَيَوَدَّنَّ صَاحِبُ هَذَا الْمَالِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنْ لَوْ كَانَتْ عَقَارِبُ تَلْسَعُ السُّوَيْدَاءَ مِنْ قَلْبِهِ " . قَالَ يَعْقُوبُ : يُقَالُ اجْعَلْ ذَلِكَ الْأَمْرَ فِي سُوَيْدَاءِ قَلْبِكَ ، وَاجْعَلْهُ فِي جُلجُلانِ قَلْبِكَ ، وَفِي أَسْوَدِ قَلْبِكَ ، وَفِي سَوَادِ قَلْبِكَ ، وَفِي حَبَّةِ قَلْبِكَ ، وَفِي حَمَاطَةِ قَلْبِكَ . وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ : تَقُولُ الْعَرَبُ : سَمِعْتُ كَلِمَةً جَعَلْتُهَا دَبْرَ أُذُنِي ، أَيْ تَصَامَمْتُ عَنْهَا ، قَالَ : وَقَالَ الشَّاعِرُ : يَدَاهَا كَأَوَّبِ الْمَاتِحِينَ إِذَا مَشَتْ وَرِجْلٌ تَلَتْ دَبْرَ الْيَدَيْنِ طَرُوحُ وَيُقَالُ : دَبَرَ السَّهْمُ الْهَدَفَ يَدْبُرُهُ دَبْرًا إِذَا وَقَعَ خَلْفَهُ . وَقَالَ فِي حَدِيثِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ رَحِمَهُ اللَّهُ ، أَنَّهُ قَالَ لِابْنَتَيْهِ وَهُمَا تُقَلِّبَانَهُ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ : " إِنَّكُمَا تُقَلِّبَانِ حُوَّلًا قُلَّبًا جَمَعَ الْمَالَ مِنْ شُبٍّ إِلَى دُبٍّ إِنْ لَمْ يَدْخُلِ النَّارَ " ، ثُمَّ تَمَثَّلَ : لَقَدْ سَعَيْتُ لَكُمْ مِنْ سَعْيِ ذِي نَصَبٍ وَقَدْ كَفَيْتُكُمُ التَّطَوَّافَ وَالرِّحَلَا . الْحُوَّلُ : ذُو الْحِيَلِ ، وَالْقُلَّبُ : الَّذِي يُقَلِّبُ الْأُمُورَ ، وَقَالَ الشَّاعِرُ : وَمَا غَرَّهُمْ لَا بَارَكَ اللَّهُ فِيهُمْ بِهِ وَهُوَ فِيهِمْ قُلَّبُ الرَّأْيِ حُوَّلُ وَرُبَّمَا قَالُوا : رَجُلٌ قُلَّبٌ يَرِيدُونَ بِهِ الذَّمَّ أَيْضًا ، وَقَالَ رُؤْبَةُ يَذُمُّ رَجُلًا : ذَا دَغَواتٍ قُلَّبَ الأَخْلَاقِ يُقَالُ : ذُو دَغَواتٍ وَدَغَيَاتٍ ، أَيْ ذُو أَخْلَاقٍ رَدِيئَةٍ ، وَالْمَرْأَةُ : حُوَّلَةٌ قُلَّبَةٌ ، وَكَذَلِكَ رَجُلٌ مِحْوَالٌ كَثِيرُ الْحِيَلِ وَالْحِوَلِ وَالْمَحَالَةِ ، وَيَقُولُونَ فِي مَوْضِعٍ : لَابُدَّ لَا مَحَالَةَ . وَقَالَ الشَّاعِرُ : مَتَى مَا تَزُرْنَا تَلْقَنَا لَا مَحَالةً بِقَرْقَرَةٍ مَلْسَاءَ لَيْسَتْ بِقَرْدَدِ فَنَوَّنَ اضْطِرَارًا ، وَالْوَجْهُ ، طَرْحُ التَّنْوِينِ كَمَا قَالَ النَّابِغَةُ : وَلَا أَنَا مَأْمُونٌ بِشَيْءٍ أَقُولُهُ وَأَنْتَ بِأَمْرٍ لَا مَحَالَةَ وَاقِعُ وَكَذَلِكَ يُقَالُ : مَالَكَ احْتِيَالٌ وَلَا مُحْتَالٌ ، وَلَا مَحَالَةَ ، كُلُّ ذَلِكَ وَاحِدٌ . قَالَ أَبُو زَيْدٍ : يُقَالُ : هُوَ رَجُلٌ حُوَّلٌ ، أَيْ مُحْتَالٌ ، وَيُقَالُ : رَجُلٌ حُوَّلٌ ، وَهُوَ الَّذِي لَا يَثْبُتُ عَلَى عَهْدٍ ، وَأَنْشَدَ : أُرْوَى بِجِنِّ الْعَهْدِ سَلْمَى وَلَا يُنْصِبْكَ عَهْدُ الْمَلِقِ الْحُوَّلِ وَجِنُّ الْعَهْدِ : حَدَثَانُهُ . وَقَوْلُهُ : مِنْ شَبّ إِلَى دَبّ ، يُرِيدُ مُنْذُ شَبَّ إِلَى أَنْ صَارَ يَدُبُّ ، وَيُقَالُ أَيْضًا : مِنْ شُبٍّ إِلَى دُبٍّ ، وَالدَّبِيبُ : مَشْيُ الْكِبَرِ ، وَقَالَ الْمُخَبَّلُ السَّعْدِيُّ . فَإِنْ يَكُ غُصْنِي أَصْبَحَ الْيَوْمَ بَالِيًا وَغُصْنُكَ مِنْ مَاءِ الشَّبَابِ رَطِيبُ فَإِنِّي حَنَى ظَهْرِي خُطُوبٌ تَتَابَعَتْ فَمَشْيِي ضَعِيفٌ فِي الرِّجَالِ دَبِيبُ وَقَوَلُهُمْ : أَكْذَبَ مَنْ دَبَّ وَدَرَجَ ، أَيْ أَكْذَبَ الْأَحْيَاءَ وَالْأَمْوَاتَ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |