باب التعزية


تفسير

رقم الحديث : 889

وَقَالَ الْحَارِثُ : حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي اللَّيْثِ ، ثنا حَجَّاجٌ الأَعْوَرُ ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْهُذَلِيِّ ، قَالَ : قُلْتُ لِلْحَسَنِ : كُنَّ نِسَاءُ الْمُهَاجِرَاتِ يَصْنَعْنَ مَا يُصْنَعُ الْيَوْمَ ؟ ! قَالَ : " لا ، هَاهُنَا خَمْشُ الْوُجُوهِ ، وَشَقُّ جُيُوبٍ ، وَنَتْفُ أَشْعَارٍ ، وَمَزَامِيرُ شَيْطَانٍ ، صَوْتَانِ قَبِيحَانِ فَاحِشَانِ : عِنْدَ هَذِهِ النِّعْمَةِ ، ذَكَرَ اللَّهُ تعالى الْمُؤْمِنِينَ ، فَقَالَ : فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ { 24 } لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ { 25 } سورة المعارج آية 24-25 ، وَجَعَلْتُمْ فِي أَمْوَالِكُمْ حَقًّا مَعْلُومًا لِلْمُغَنِّيَةِ عِنْدَ النِّعْمَةِ ، وَالنَّائِحَةِ عِنْدَ الْمُصِيبَةِ ، يَمُوتُ الْمَيِّتُ عَلَيْهِ الدَّيْنُ وَعِنْدَهُ الأَمَانَةُ ، وَيُوصِي الْوَصِيَّةَ ، فَيَأْتِي الشَّيْطَانُ أَهْلَهُ ، فَيَقُولُ : وَاللَّهِ لا تُنْفِذُونَ لَهُ تَرِكَةً ، وَلا تُؤَدُّونَ لَهُ أَمَانَةً ، وَلا تَقْضُونَ دَيْنَهُ ، وَلا تُمْضُونَ وَصِيَّتَهُ ، حَتَّى تَبْدَءُوا بحقي ، فَيَشْتَرُوا ثِيَابًا جُدَدًا ، ثُمَّ تشق عَمَلا ، وَيَجِيئُونَ بِهَا بِيضًا ، ثُمَّ تُصْنَعُ ، ثُمَّ يحلق لَهَا سَرَادِقُ فِي دَارِهِ ، فَيَأْتُونَ بِأَمَةٍ مُسْتَأْجَرَةٍ تَبْكِي ، بغنون شَجْوَهَا ، وَتَبْتَغِي عَبْرَتَهَا بِدَرَاهِمَ ، وَمَنْ دَعَاهَا بَكَتْ لَهُ بِأَجْرٍ مُعَيَّنٍ ، يَعْنِي أَحْيَاءَهُمْ فِي دُورِهِمْ ، وَتُؤْذِي أَمْوَاتَهُمْ فِي قُبُورِهِمْ ، تَمْنَعُهُمْ أَجْرَهُمْ بِمَا يُعْطُونهَا مِنْ أَجْرِهَا ، وَمَا عَسَى أَنْ تَقُولَ النَّائِحَةُ ؟ تَقُولُ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنِّي آمُرُكُمْ بِمَا نَهَاكُمُ اللَّهُ عَنْهُ ، أَلا إِنَّ اللَّهَ تعالى أَمَرَكُمْ بِالصَّبِرِ ، وَأَنَا أَنْهَاكُمْ أَنْ تَصْبِرُوا ، وَإِنَّ اللَّهَ عز وجل نَهَاكُمْ عَنِ الْجَزَعِ ، وَأَنَا آمُرُكُمْ أَنْ تْجَزَعُوا ، فَيُقَالُ : اعْرِفُوا لَهَا حَقَّهَا ، فَيُبَرَّدُ لَهَا الشَّرَابُ ، وَتُكْسَى الثِّيَابُ ، وَتُحْمَلُ عَلَى الدَّوَابِّ ، فَإِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ، مَا كُنْتُ أَخْشَى أَنْ أَكُونَ فِي أُمَّةٍ هَذَا فِيهِمْ " .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.