باب مقتل عمار رضي الله عنه بصفين وقوله صلى الله عليه وسلم


تفسير

رقم الحديث : 4556

وَقَالَ إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ ، قَالَ : سَمِعْتُ حُصَيْنًا ، يُحَدِّثُ عَنْ عَمْرِو بْنِ جَأْوَانَ , عَنِ الْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ ، قَالَ : " خَرَجْنَا حُجَّاجًا ، فَقَدِمْنَا الْمَدِينَةَ ، فَبَيْنَا نَحْنُ فِي مَنَازِلِنَا نَضَعُ رِحَالَنَا ، إِذْ أَتَانَا آتٍ ، فَقَالَ : إِنَّ النَّاسَ قَدْ فَزِعُوا ، وَقَدِ اجْتَمَعُوا فِي الْمَسْجِدِ ، فَانْطَلَقْنَا إِلَى الْمَسْجِدِ , فَذَكَرَ الْحَدِيثَ فِي مُنَاشَدَةِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الصَّحَابَةَ , وَإِقْرَارِهِمْ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ بِمَنَاقِبِهِ ، قَالَ الْأَحْنَفُ بْنُ قَيْسٍ : وَلَقِيتُ طَلْحَةَ وَالزُّبَيْرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، فَقُلْتُ : لَا أَرَى هَذَا إِلَّا مَقْتُولًا ، فَمَنْ تَأْمُرَانِي أَنْ أُبَايِعَ ؟ قَالَا : عَلِيًّا , فَقُلْتُ : أَتَأْمُرَانِي بِذَلِكَ وَتَرْضَيَانِهِ لِي ؟ " فَقَالَا : نَعَمْ , فَخَرَجْتُ حَتَّى قَدِمْتُ مَكَّةَ ، فَأَنَا لَكَذَلِكَ إِذْ قِيلَ ، قُتِلَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، وَبِهَا عَائِشَةُ أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، فَأَتَيْتُهَا ، فَقُلْتُ لَهَا : أَنْشُدُكِ بِاللَّهِ مَنْ تَأْمُرِينِي أَنْ أُبَايِعَ ؟ " قَالَتْ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا : عَلِيًّا , فَقُلْتُ : أَتَأْمُرِينِي بِذَلِكَ وَتَرْضَيْهِ لِي ؟ قَالَتْ : نَعَمْ , قَالَ : " فَرَجَعْتُ ، فَقَدِمْتُ عَلَى عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِالْمَدِينَةِ فَبَايَعْتُهُ , ثُمَّ رَجَعْتُ إِلَى أَهْلِي بِالْبَصْرَةِ ، وَلَا أَرَى إِلَّا أَنَّ الْأَمْرَ قَدِ اسْتَقَامَ ، فَبَيْنَمَا نَحْنُ كَذَلِكَ إِذْ أَتَانَا آتٍ ، فَقَالَ : هَذِهِ عَائِشَةُ أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ ، وَطَلْحَةُ ، وَالزُّبَيْرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ قَدْ نَزَلُوا جَانِبَ الْخُرَيْبَةِ ، فَقُلْتُ : فَمَا جَاءَ بِهِمْ ؟ قَالُوا : أَرْسَلُوا إِلَيْكَ يَسْتَنْصِرُونَ عَلَى دَمِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قُتِلَ مَظْلُومًا ، فَأَتَانِي أَفْظَعُ أَمْرٍ أَتَانِي قَطُّ ، فَقُلْتُ : إِنَّ خُذْلَانِي قَوْمًا مَعَهُمْ أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ وَحَوَارِيُّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَشَدِيدٌ ، وَإِنَّ قِتَالِيَ رَجُلًا ابْنَ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَمَرُونِي بِبَيْعَتِهِ لَشَدِيدٌ ، فَلَمَّا أَتَيْتُهُمْ ، قُلْتُ لَهُمْ : مَا جَاءَ بِكُمْ ؟ فَقَالُوا : جِئْنَا نَسْتَنْصِرُ عَلَى دَمِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قُتِلَ مَظْلُومًا , فَقُلْتُ : يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ ، أَنْشُدُكِ اللَّهَ ! أَقُلْتُ لَكِ : بِمَنْ تَأْمُرِينِي ؟ فَقُلْتِ : عَلِيًّا ، فَقُلْتُ : أَتَأْمُرِينِي بِهِ وَتَرْضَيْهِ لِي ؟ فَقُلْتِ : نَعَمْ ؟ فَقَالَتْ : نَعَمْ , فَقُلْتُ لِلزُّبَيْرِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : يَا حَوَارِيَّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَيَا طَلْحَةُ ! أَنْشُدُكُمَا بِاللَّهِ ، أَقُلْتُ لَكُمَا : مَنْ تَأْمُرَانِي أَنْ أُبَايِعَ ؟ فَقُلْتُمَا : لِعَلِيٍّ ، فَقُلْتُ : أَتَأْمُرَانِي بِهِ وَتَرْضَيَانِهِ لِي ؟ فَقُلْتُمَا : نَعَمْ ؟ فَقَالَا : نَعَمْ , فَقُلْتُ : وَاللَّهِ لَا أُقَاتِلُكُمْ وَمَعَكُمْ أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ ، وَحَوَارِيُّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَاللَّهِ لَا أُقَاتِلُ ابْنَ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، رَجُلًا أَمَرْتُمُونِي بِبَيْعَتِهِ ، اخْتَارُوا مِنِّي إِحْدَى ثَلَاثٍ : إِمَّا أَنْ تَفْتَحُوا لِي بَابَ الْجِسْرِ ، فَأَلْحَقُ بِأَرْضِ كَذَا وَكَذَا ، يَعْنِي : بِأَرْضِ الْعَجَمِ حَتَّى يَقْضِيَ اللَّهُ فِي أَمْرِهِ مَا قَضَى ، أَوْ أَلْحَقُ بِمَكَّةَ ، أَوْ أَعْتَزِلُ فَأَكُونُ قَرِيبًا مِنْكُمْ ، لَا مَعَكُمْ وَلَا عَلَيْكُمْ ، فَقَالُوا : نَأْتَمِرُ ثُمَّ نُرْسِلُ إِلَيْكَ , قَالَ : فَأْتَمَرُوا ، فَقَالُوا : أَمَّا أَنْ يُفْتَحَ لَهُ بَابُ الْجِسْرِ ، فَيَلْحَقُ بِأَرْضِ الْأَعَاجِمِ ، فَإِنَّهُ يَأْتِيهِ الْمُفَارِقُ وَالْخَاذِلُ ، وَأَمَّا أَنْ يَلْحَقَ بِمَكَّةَ لَيَتَعَجَّبَنَّكُمْ فِي قُرَيْشٍ ، وَيُخْبِرُهُمْ بِأَخْبَارِكُمْ ، لَيْسَ ذَلِكَ لَكُمْ بِأَمْرٍ ، وَلَكِنِ اجْعَلُوهُ قَرِيبًا هَاهُنَا ، حَيْثُ تَطَئُونَ عَلَى صِمَاخِهِ ، فَاعْتَزَلَ بِالَجْلَحَاءِ مِنَ الْبَصْرَةِ عَلَى فَرْسَخَيْنِ ، فَاعْتَزَلَ مَعَهُ نَاسٌ زُهَاءَ سِتَّةِ آلَافٍ ثُمَّ الْتَقَى النَّاسُ ، فَكَانَ أَوَّلُ قَتِيلٍ طَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : وَكَانَ كَعْبُ بْنُ سُورٍ يَقْرَأُ الْمُصْحَفَ ، وَيَذْكُرُ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ حَتَّى قُتِلَ كَعْبٌ ، وَقُتِلَ مَنْ قُتِلَ مِنْهُمْ ، وَبَلَغَ الزُّبَيْرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ سَفَوَانَ مِنَ الْبَصْرَةِ بِمَكَانِ الْقَادِسِيَّةِ مِنْكُمْ , قَالَ : فَلَقِيَهُ النَّعْرُ ، رَجُلٌ مِنْ بَنِي مُجَاشِعٍ ، فَقَالَ : أَيْنَ تَذْهَبُ يَا حَوَارِيَّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، إِلَيَّ ، فَأَنْتَ فِي ذِمَّتِي ، لَا يُوصَلُ إِلَيْكَ ، فَأَقْبَلَ مَعَهُ ، قَالَ : فَأَتَى إِنْسَانُ الْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، فَقَالَ : هَا هُوَ ذَا الزُّبَيْرُ ، قَدْ لَقِيَ سَفَوَانَ ، قَالَ : فَمَا يَأْمَنُ ؟ جَمَعَ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ حَتَّى ضَرَبَ بَعْضُهُمْ حَوَاجِبَ بَعْضٍ بِالسَّيْفِ ، ثُمَّ لَحِقَ بِبَنِيهِ وَأَهْلِهِ ، قَالَ : فَسَمِعَهُ عُوَيْمِرُ بْنُ جُرْمُوزٍ ، وَفَضَالَةُ بْنُ حَابِسٍ ، وَنُفَيْعٌ ، فَرَكِبُوا فِي طَلَبِهِ ، فَلَقَوْهُ مَعَ النَّعْرِ " وَأَخْبَرَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبِي ، يُحَدِّثُ عَنْ حُصَيْنٍ , حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ جَاوَانَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ ، وَذَاكَ أَنِّي ، قُلْتُ لَهُ : أَرَأَيْتَ اعْتِزَالَ الْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مَا كَانَ ؟ فَقَالَ سَمِعْتُ الْأَحْنَفَ بْنَ قَيْسٍ ، يَقُولُ : " أَتَيْتُ الْمَدِينَةَ وَأَنَا حَاجٌّ " . فَذَكَرَ الْحَدِيثَ نَحْوَ مَا تَقَدَّمَ ، قَالَ : " فَسَمِعَهُ غُوَاةٌ مِنَ النَّاسِ مِنْهُمُ ابْنُ جُرْمُوزٍ ، وَفَضَالَةُ ، وَنُفَيْعٌ ، فَانْطَلَقُوا فِي طَلَبِهِ ، فَلَقَوْهُ مُقْبِلًا مَعَ النَّعْرِ ، فَأَتَاهُ عُمَيْرُ بْنُ جُرْمُوزٍ مِنْ خَلْفِهِ ، فَطَعَنَهُ طَعْنَةً ضَعِيفَةً ، وَهُوَ عَلَى فَرَسٍ لَهُ ضَعِيفٌ ، فَحَمَلَ عَلَيْهِ الزُّبَيْرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَهُوَ عَلَى فَرَسٍ لَهُ ، يُقَالُ لَهُ : ذُو الْخِمَارِ ، فَلَمَّا ظَنَّ ابْنُ جُرْمُوزٍ أَنَّ الزُّبَيْرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَاتِلَهُ ، نَادَى فَضَالَةَ وَنُفَيْعًا ، فَحَمَلَا عَلَى الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , فَقَتَلَاهُ " .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.