مسند عبد الله بن مسعود


تفسير

رقم الحديث : 4895

فَأَنْشَأَتْ تُحَدِّثُنَا ، فَأَنْشَأَتْ تُحَدِّثُنَا ، قَالَتْ : " مَا مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى بَابِي يَوْمًا قَطُّ ، إِلا قَدْ قَالَ كَلِمَةً تَقَرُّ بِهَا عَيْنِي ، قَالَتْ : فَمَرَّ يَوْمًا ، فَلَمْ يُكَلِّمْنِي ، وَمَرَّ مِنَ الْغَدِ ، فَلَمْ يُكَلِّمْنِي ، قَالَتْ : وَمَرَّ مِنَ الْغَدِ ، فَلَمْ يُكَلِّمْنِي ، وَمَرَّ مِنَ الْغَدِ ، فَلَمْ يُكَلِّمْنِي ، قُلْتُ : وَجِدَ عَلَيَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي شَيْءٍ ، قَالَتْ : فَعَصَبْتُ رَأْسِي ، وَصَفَّرْتُ وَجْهِي ، وَأَلْقَيْتُ وِسَادَةً قُبَالَةَ بَابِ الدَّارِ ، فَاجْتَنَحْتُ عَلَيْهَا ، قَالَتْ : فَمَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَنَظَرَ إِلَيَّ ، فَقَالَ : مَالَكِ يَا عَائِشَةُ ؟ قَالَتْ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، اشْتَكَيْتُ وَصُدِّعْتُ ، قَالَتْ : يَقُولُ : بَلْ ، وَارَأْسَاهُ ، قَالَتْ : فَمَا لَبِثْتُ إِلا قَلِيلا ، حَتَّى أُتِيتُ بِهِ يُحْمَلُ فِي كِسَاءٍ ، قَالَتْ : فَمَرَّضْتُهُ ، وَلَمْ أُمَرِّضْ مَرِيضًا قَطُّ ، وَلا رَأَيْتُ مَيِّتًا قَطُّ ، قَالَتْ : فَرَفَعَ رَأْسَهُ ، فَأَخَذْتُهُ فَأَسْنَدْتُهُ إِلَى صَدْرِي ، قَالَتْ : فَدَخَلَ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ ، وَبِيَدِهِ سِوَاكُ أَرَاكٍ رَطِبٌ ، قَالَتْ : فَلَحَطَ إِلَيْهِ ، قَالَتْ : فَظَنَنْتُ أَنَّهُ يُرِيدُهُ ، فَأَخَذْتُهُ ، فَنَكَثْتُهُ بِفِي ، فَدَفَعْتُهُ إِلَيْهِ ، قَالَتْ : فَأَخَذَهُ ، فَأَهْوَاهُ إِلَى فِيهِ ، قَالَتْ : فَخَفَقَتْ يَدُهُ ، فَسَقَطَ مِنْ يَدِهِ ، ثُمَّ أَقْبَلَ بِوَجْهِهِ ، إِلَيَّ حَتَّى إِذَا كَانَ فَاهُ فِي ثَغْرِي ، سَالَ مِنْ فِيهِ نُقْطَةٌ بَارِدَةٌ اقْشَعَرَّ مِنْهَا جِلْدِي ، وَثَارَ رِيحُ الْمِسْكِ فِي وَجْهِي ، فَمَالَ رَأْسُهُ ، فَظَنَنْتُ أَنَّهُ غُشِيَ عَلَيْهِ ، قَالَتْ : فَأَخَذْتُهُ فَنَوَّمْتُهُ عَلَى الْفِرَاشِ ، وَغَطَّيْتُ وَجْهَهُ ، قَالَتْ : فَدَخَلَ أَبِي أَبُو بَكْرٍ ، فَقَالَ : كَيْفَ تَرَيْنَ ؟ ، فَقُلْتُ : غُشِيَ عَلَيْهِ ، فَدَنَا مِنْهُ ، فَكَشَفَ عَنْ وَجْهِهِ ، فَقَالَ : يَا غَشْيَاهُ ! مَا أَكْوَنَ هَذَا بِغَشْيٍ ، ثُمَّ كَشَفَ عَنْ وَجْهِهِ ، فَعَرَفَ الْمَوْتَ ، فَقَالَ : إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ، ثُمَّ بَكَى ، فَقُلْتُ : فِي سَبِيلِ اللَّهِ انْقِطَاعُ الْوَحْيِ وَدُخُولُ جِبْرِيلَ بَيْتِي ، ثُمَّ وَضْعَ يَدَيْهِ عَلَى صُدْغَيْهِ ، وَوَضَعَ فَاهُ عَلَى جَبِينِهِ ، فَبَكَى ، حَتَّى سَالَ دُمُوعُهُ عَلَى وَجْهِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ثُمَّ غَطَّى وَجْهَهُ ، وَخَرَجَ إِلَى النَّاسِ ، وَهُوَ يَبْكِي ، فَقَالَ : يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ ، هَلْ عِنْدَ أَحَدٍ مِنْكُمْ عَهْدٌ ، بِوَفَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ قَالُوا : لا ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى عُمَرَ ، فَقَالَ : يَا عُمَرُ ، أَعِنْدَكَ عَهْدٌ بِوَفَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ ، قَالَ : لا ، قَالَ : وَالَّذِي لا إِلَهَ غَيْرُهُ ، لَقَدْ ذَاقَ الْمَوْتَ ، وَلَقَدْ ، قَالَ لَهُمْ : إِنِّي مَيِّتٌ ، وَإِنَّكُمْ مَيِّتُونَ ، فَضَجَّ النَّاسُ ، وَبَكَوْا بُكَاءً شَدِيدًا ، ثُمَّ خَلَّوْا بَيْنَهُ ، وَبَيْنَ أَهْلِ بَيْتِهِ ، فَغَسَّلَهُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ، وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ يَصُبُّ عَلَيْهِ الْمَاءَ ، فَقَالَ عَلِيٌّ : مَا نَسِيتُ مِنْهُ شَيْئًا لَمْ أُغَسِّلْهُ إِلا قُلِبَ لِي حَتَّى أَرَى أَحَدًا فَأُغَسِّلُهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ أَرَى أَحَدًا ، حَتَّى فَرَغْتُ مِنْهُ ، ثُمَّ كَفَّنُوهُ بِبُرْدٍ يَمَانِيٍّ أَحْمَرَ ، وَرِيطَتَيْنِ قَدْ نِيلَ مِنْهُمَا ثُمَّ غُسِلا ، ثُمَّ أُضْجِعَ عَلَى السَّرِيرِ ، ثُمَّ أَذِنُوا لِلنَّاسِ ، فَدَخَلُوا عَلَيْهِ فَوْجًا ، فَوْجًا يُصَلُّونَ عَلَيْهِ بِغَيْرِ إِمَامٍ ، حَتَّى لَمْ يَبْقَ أَحَدٌ بِالْمَدِينَةِ حُرٌّ ، وَلا عَبْدٌ ، إِلا صَلَّى عَلَيْهِ ، ثُمَّ تَشَاجَرُوا فِي دَفْنِهِ ، أَيْنَ يُدْفَنُ ؟ ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ : عِنْدَ الْعُودِ الَّذِي كَانَ يُمْسِكُ بِيَدِهِ ، وَتَحْتَ مِنْبَرِهِ ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ : فِي الْبَقِيعِ ، حَيْثُ كَانَ يَدْفِنُ مَوْتَاهُ ، فَقَالُوا : لا نَفْعَلُ ذَلِكَ ، إِذًا لا يَزَالُ عَبْدُ أَحَدِكُمْ وَوَلِيدَتُهُ قَدْ غَضِبَ عَلَيْهِ مَوْلاهُ فَيَلُوذُ بِقَبْرِهِ ، فَيَكُونُ سُنَّةً ، فَاسْتَقَامَ رَأْيُهُمْ عَلَى أَنْ يُدْفَنَ فِي بَيْتِهِ ، تَحْتَ فِرَاشِهِ حَيْثُ قُبِضَ رُوحُهُ ، فَلَمَّا مَاتَ أَبُو بَكْرٍ ، دُفِنَ مَعَهُ ، فَلَمَّا حَضَرَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ الْمَوْتُ ، أَوْصَى ، قَالَ : إِذَا مَا مُتُّ ، فَاحْمِلُونِي إِلَى بَابِ بَيْتِ عَائِشَةَ ، فَقُولُوا لَهَا : هَذَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ، يُقْرِئُكِ السَّلامَ ، وَيَقُولُ : أَدْخُلُ أَوْ أَخْرُجُ ؟ ، قَالَ : فَسَكَتَتْ سَاعَةً ، ثُمَّ قَالَتْ : أَدْخِلُوهُ ، فَادْفِنُوهُ ، مَعَهُ ، أَبُو بَكْرٍ عَنْ يَمِينِهِ ، وَعُمَرُ عَنْ يَسَارِهِ ، قَالَتْ : فَلَمَّا دُفِنَ عُمَرُ ، أَخَذْتُ الْجِلْبَابَ ، فَتَجَلْبَبْتُ بِهِ ، قَالَ : فَقِيلَ لَهَا : مَالَكِ وَلِلْجِلْبَابِ ؟ قَالَتْ : كَانَ هَذَا زَوْجِي ، وَهَذَا أَبِي ، فَلَمَّا دُفِنَ عُمَرُ تَجَلْبَبْتُ " .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.