حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ النُّكْرِيُّ ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ ، حَدَّثَنَا حَرْبُ بْنُ سُرَيْجٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ بَلْعَدَوِيَّةِ ، قَالَ : حَدَّثَنِي جَدِّي ، قَالَ : انْطَلَقْتُ إِلَى الْمَدِينَةِ فَنَزَلَتُ عِنْدَ الْوَادِي فَإِذَا رَجُلانِ بَيْنَهُمَا عَنْزٌ وَاحِدَةٌ ، وَإِذَا الْمُشْتَرِي يَقُولُ لِلْبَائِعِ : أَحْسِنْ مُبَايَعَتِي ، قَالَ : فَقُلْتُ فِي نَفْسِي هَذَا الْهَاشِمِيُّ الَّذِي أَضَلَّ النَّاسَ أَهُوَ هُوَ ؟ قَالَ : فَنَظَرْتُ ، فَإِذَا رَجُلٌ حَسَنُ الْجِسْمِ ، عَظِيمُ الْجَبْهَةِ ، دَقِيقُ الأَنْفِ ، دَقِيقُ الْحَاجِبَيْنِ ، وَإِذَا مِنْ ثُغْرَةِ نَحْرِهِ إِلَى سُرَّتِهِ مِثْلُ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ شَعَرٌ أَسْوَدُ ، وَإِذَا هُوَ بَيْنَ طِمْرَيْنِ ، قَالَ : فَدَنَا مِنَّا ، فَقَالَ : " السَّلامُ عَلَيْكُمْ " ، فَرُدُّوا عَلَيْهِ ، فَلَمْ أَلْبَثْ أَنْ دَعَا الْمُشْتَرِي ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قُلْ لَهُ يُحْسِنْ مُبَايَعَتِي ، فَمَدَّ يَدَهُ وَقَالَ : " أَمْوَالَكُمْ تَمْلِكُونَ ، إِنِّي أَرْجُو أَنْ أَلْقَى اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لا يَطْلُبُنِي أَحَدٌ مِنْكُمْ بِشَيْءٍ ظَلَمْتُهُ فِي مَالٍ ، وَلا دَمٍ ، وَلا عِرْضٍ ، إِلا بِحَقِّهِ ، رَحِمَ اللَّهَ امْرَءًا سَهْلَ الْبَيْعِ ، سَهْلَ الشِّرَاءِ ، سَهْلَ الأَخْذِ ، سَهْلَ الإِعْطَاءِ ، سَهْلَ الْقَضَاءِ ، سَهْلَ التَّقَاضِي " ، ثُمَّ مَضَى ، فَقُلْتُ : وَاللَّهِ لأَقُصَنَّ هَذَا ، فَإِنَّهُ حَسَنُ الْقَوْلِ فَتَبِعْتُهُ ، فَقُلْتُ : يَا مُحَمَّدُ فَالْتَفَتَ إِلَيَّ بِجَمِيعِهِ ، فَقَالَ : " مَا تَشَاءُ ؟ " ، فَقُلْتُ : أَنْتَ الَّذِي أَضْلَلْتَ النَّاسَ وَأَهْلَكْتَهُمْ وَصَدَدْتَهُمْ عَمَّا كَانَ يُعْبَدُ آبَاؤُهُمْ ؟ قَالَ : " ذَاكَ اللَّهُ " ، قُلْتُ : مَا تَدْعُو إِلَيْهِ ؟ قَالَ : " أَدْعُو عِبَادَ اللَّهِ إِلَى اللَّهِ " ، قَالَ : مَا تَقُولُ ؟ قَالَ : " أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنِّي مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ ، وَتُؤْمِنُ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيَّ ، وَتَكْفُرُ بِاللاتِ وَالْعُزَّى ، وَتُقِيمُ الصَّلاةَ ، وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ " ، قَالَ : قُلْتُ : وَمَا الزَّكَاةُ ؟ قَالَ : " يَرُدُّ غَنِيُّنَا عَلَى فَقِيرِنَا " ، قَالَ : قُلْتُ : نِعْمَ الشَّيْءُ تَدْعُو إِلَيْهِ ، قَالَ : فَلَقَدْ كَانَ وَمَا فِي الأَرْضِ أَحَدٌ يَتَنَفَّسُ أَبْغَضَ إِلَيَّ مِنْهُ ، فَمَا بَرِحَ حَتَّى كَانَ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ وَلَدِي ، وَوَالِدِي ، وَمِنَ النَّاسِ أَجْمَعِينَ ، قَالَ : فَقُلْتُ : قَدْ عَرَفْتُ ، قَالَ : " قَدْ عَرَفْتَ ؟ " قُلْتُ : نَعَمْ ، قَالَ : " تَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ ، وَأَنِّي مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ ، وَتُؤْمِنُ بِمَا أُنْزِلَ عَلَيَّ ؟ " ، قَالَ : قُلْتُ : نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنِّي أَرِدُ مَاءً عَلَيْهِ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ فَأَدْعُوهُمْ إِلَى مَا دَعَوْتَنِي إِلَيْهِ ، فَإِنِّي أَرْجُو أَنْ يَتَّبِعُوكَ ، قَالَ : " نَعَمْ ، فَادْعُهُمْ " ، فَأَسْلَمَ أَهْلُ ذَلِكَ الْمَاءِ رِجَالُهُمْ وَنِسَاؤُهُمْ ، فَمَسَحَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأْسَهُ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
جَدِّي | اسم مبهم | |
رَجُلٌ | اسم مبهم | |
حَرْبُ بْنُ سُرَيْجٍ | حرب بن سريج المنقري | مقبول |
عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ | عثمان بن عمر العبدي / توفي في :209 | ثقة |
يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ النُّكْرِيُّ | يعقوب بن إبراهيم العبدي / ولد في :160 / توفي في :252 | ثقة |