حَدَّثَتْنِي أُمُّ الْهَيْثَمِ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ فَضَالَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الْبَصْرِيَّةُ السَّعْدِيَّةُ ، مِنْ بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ ، وَجَدَّتُهَا فِيمَا ذَكَرَتْ : حَلِيمَةُ بِنْتُ كَبْشَةَ بِنْتِ أَبِي ذِئْبٍ الْعَطَوِيَّةُ مُرْضِعُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَتْ : حَدَّثَنِي أَبِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ فَضَالَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ رَبِيعَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي فَضَالَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ رَبِيعَةَ ، وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ قَدْ رَأَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَنَّ عَامِرَ بْنَ الطُّفَيْلِ انْتَهَى إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " يَا عَامِرُ ، أَسْلِمْ تَسْلَمْ " ، قَالَ : لا ، وَاللاتِ وَالْعُزَّى لا أُسْلِمُ حَتَّى تُعْطِيَنِي الْمَدَرَ ، وَأَعِنَّةَ الْخَيْلِ ، وَالْوَبَرَ وَالْعَمُودَ ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لا يَصِيرُ إِلَيْكَ يَا عَامِرُ بْنَ الطُّفَيْلِ وَاحِدٌ مِنْهَا حَتَّى تُسْلِمَ " ، قَالَ : وَاللاتِ وَالْعُزَّى لأَمْلأَنَّهَا عَلَيْكَ يَا مُحَمَّدُ خَيْلا وَرِجَالا ، ثُمَّ اغْتَرَزَ عَلَى حِصَانِهِ ، فَذَهَبَ ، وَارْتَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْمِنْبَرِ ، فَدَعَا عَلَيْهِ ، وَهُوَ ، فَقَالَ : " اللَّهُمَّ اشْغَلْ عَامِرًا ، وَاهْدِ بَنِي عَامِرٍ " ، فَذَهَبَ عَامِرٌ ، فَلَحِقَ بِقَوْمِهِ بَيْنَ الضُّمْرِ وَالضَّائِنِ ، وَرَكَزَ رُمْحَهُ عِنْدَ بَيْتِ خَالَتِهِ السَّلُولِيَّةِ ، وَرَبَطَ الْحِصَانَ ، ثُمَّ نَادَى فِي النَّاسِ : يَا بَنِي عَامِرٍ ، تَعَالَوُا اجْتَمِعُوا ، فَاجْتَمَعُوا إِلَيْهِ ، وَأَجَابُوهُ ، إِلا رَجُلا وَاحِدًا ، وَهُوَ الضَّحَّاكُ بْنُ سُفْيَانَ ، حَتَّى إِذَا وَقَفُوا فِي نَاحِيَتَهُمْ قَالُوا : مَا هَذَا ؟ قَالُوا : نَطْلُبُ أَحْمَدَ هَذَا الْخَبِيثَ الْكَذَّابَ يَعْنُونَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ الضَّحَّاكُ بْنُ سُفْيَانَ : تَفَرَّقُوا ، تَفَرَّقُوا ، لا أُرَى مِنْكُمْ أَشُدُّ مَعًا ، حَتَّى أنْتَهِيَ إِلَى هَذَا الرَّجُلِ ، فَإِنْ كَانَ عَلَى وَجْهٍ مِنَ الْحَقِّ ، وَإِلا رَجَعْتُ إِلَيْكُمْ ، فَكُنْتُ عَلَى رَأْيِكُمْ ، فَاسْتَقَامَ حَتَّى يَلْحَقَ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَأَرْسَلَ خِطَامَ النَّاقَةِ ، وَطَرَحَ السِّلاحَ ، وَأَقْبَلَ حَتَّى أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَبَّلَ قَدَمَيْهِ ، وَقَالَ : أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ ، وَأَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ ، آمَنْتُ بِكَ ، وَبِمَا أُنْزِلَ عَلَيْكَ ، وَعَقَدَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اللِّوَاءَ ، وَأَسْلَمَ عَلَى يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَأَعْطَاهُ رَسُولُ اللَّهِ السَّيْفَ ، وَقَاتَلَ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَقَعَدَ عَامِرٌ فِي بَيْتِ خَالَتِهِ حَتَّى انْتَصَفَ النَّهَارُ ، وَتَفَرَّقَ النَّاسُ ، ثُمَّ أَخَذَتْهُ الْغُدَّةُ ، فَرَكِبَ الْحِصَانَ ، وَنَادَى : غُدَّةٌ مِثْلُ غُدَّةِ الْبَكْرِ فِي بَيْتِ سَلُولِيَّةٍ ! وَيَقْبِضُ عَلَى الرُّمْحِ وَفِيهِ الْحَرْبَةُ تَلَمَّظُ ، وَالنَّاسُ يَرْقُبُونَهُ عَلَى الأَوْشَالِ فِي الضُّمْرِ وَالضَّائِنِ بَيْنَ الْجَبَلَيْنِ يَنْظُرُونَ إِلَيْهِ ، حَتَّى إِذَا طَالَ أَمْرُهُمْ وَأَمْرُهُ ، جَاءَ الْغُرَابُ ، فَيَقَعُ عَلَى طَرَفِ اللِّسَانِ ، فَقَالَ النَّاسُ وَنَظَرَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ : لَوْ كَانَ عَامِرُ بْنُ الطُّفَيْلِ حَيًّا مَا وَقَعَ الْغُرَابُ عَلَى لِسَانِهِ ، فَأَتَوْهُ ، فَقَلَعُوهُ مِنْ أَعْلَى الْحِصَانِ ، فَكَأَنَّمَا مَاتَ عَامَ الأَوَّلِ ، فَحَفَرُوا لَهُ حُفْرَةً بَعِيدَةً ضَخْمَةً بَيْنَ الضُّمْرِ وَالضَّائِنِ وَكَانَ رَجُلا ضَخْمًا طَوِيلا وَطَرَحُوهُ فِيهَا ، ثُمَّ دَهْدَهُوا عَلَيْهِ الصَّخْرَ حَتَّى جَعَلُوهُ مِثْلَ قَبْرِ الْعَبَّاسِ ، وَبَشَّرَ الضَّحَّاكُ بْنُ سُفْيَانَ النَّاسَ بِالإِسْلامِ ، وَجَاءَ بِالإِسْلامِ وَآيَاتِ الْكِتَابِ ، فَقَرَأَهَا عَلَيْهِمْ ، فَأَسْلَمُوا ، وَجَزِعَ جَزَعًا شَدِيدًا عَلَى عَامِرِ بْنِ الطُّفَيْلِ ، وَقَالَ الْعَبَّاسُ بْنُ مِرْدَاسٍ : نَذُودُ أَخَانَا عَنْ أَخِينَا وَلَوْ تَرَى مَهَزًّا لَكُنَّا الأَقْرَبِينَ نُتَابِعُ عَشِيَّةَ ضَحَّاكُ بْنُ سُفْيَانَ مُعْتَصٍ بِسَيْفِ رَسُولِ اللَّهِ وَالْمَوْتُ وَاقِعُ ، قَالَتْ أُمُّ الْهَيْثَمِ : قَدْ رَأَيْتُ قَبْرَ عَامِرٍ بَيْنَ جَبَلَيْنِ ، وَكَانَ أَعْوَرَ ، قَالَتْ أُمُّ الْهَيْثَمِ : لِي مِائَةُ سَنَةٍ وَثَلاثُ سِنِينَ ، قَالَتْ : أَنَا مِنَ الْعَرَبِ ، وَلَمْ يَبْقَ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي غَيْرِي " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
فَضَالَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ رَبِيعَةَ | فضالة بن عبد الله السعدي | مجهول الحال |
أَبِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ فَضَالَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ رَبِيعَةَ | عبد الرحمن بن فضالة السعدي | مجهول الحال |
أُمُّ الْهَيْثَمِ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ فَضَالَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الْبَصْرِيَّةُ السَّعْدِيَّةُ | أم الهيثم بنت عبد الرحمن السعدية | مجهول الحال |