وَخَرَجَ فِي الْجَيْشِ رَجُلُ مِنْ بَنِي عَامِرٍ عَلَى بَكْرٍ صَعْبٍ فَطَفِقَ يَطْعُنُ بِهِ فِي عِرَاضِ النَّاسِ وَيَصِيحُ بِهِ حَتَّى تَوَقَّصَ بِهِ فِي جُرُفٍ فَتَكَسَّرَا جَمِيعًا ، فَمَا نَغَمَ نَغْمَةً إِلا أَنْ قَالَ : يَا آلَ عَامِرٍ ، ثُمَّ مَاتَ فَصَبَّحُوا خَيْبَرَ ، فَأَتَى أَصْحَابُهُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَعُونَهُ إِلَى جَنَازَتَهِ فَأَقْبَلَ مَعَهُمْ ، فَمَرَّ عَلَى أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَابْنِ مَسْعُودٍ وَخَبَّابِ بْنِ الأَرَتِّ وَنَاسٍ مِنِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَامَ عَلَيْهِمْ يَضْحَكُ وَيُسَائِلُهُمْ فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، امْكُثْ حَتَّى تَتَغَدَّى عِنْدَنَا وَمِرْجَلٌ لَهُمْ يَغْلِي بِهِ لَحْمٌ ، قَالَ : " قَدْ أَصَبْتُمُ اللَّحْمَ ؟ مَا أَصَبْنَا لَحْمًا بَعْدُ ، مِنْ أَيْنَ لَكُمْ هَذَا ؟ ! " ، قَالُوا : ابْنُ حِمَارَةٍ كَانَتْ مَعَنَا ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " حِمَارٌ أَهْلِيٌ ؟ ! " ، قَالُوا : نَعَمْ ، قَالَ : " ادْعُ لِي بِلالا " ، فَتَصَايَحَ أَهْلُ الْعَسْكَرِ بِبِلالٍ ، فَأَتَى بِلالٌ يَخِرُّ مَرَّةً وَيَقُومُ أُخْرَى وَيَقُولُ : يَا لَبَّيْكَاهُ ، يَا لَبَّيْكَاهُ ، فَلَقَدْ سَمِعْتُ لِلْعَسْكَرِ رَجَّةً مَا سَمِعْنَا لَهُ قَطُّ ، فَأَقْبَلَ أَصْحَابُ الْعَامِرِيِّ , فَقَالَ : " مَا شَأْنُ صَاحِبِكُمْ ؟ مَا كَانَ وَجَعُهُ ؟ " ، وَأَخْبَرُوهُ خَبَرَهُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَوَ لَمْ أُؤَذِّنْ فِي النَّاسِ : لا يَخْرُجْ مَعِي مُصْعَبٌ وَلا مُضْعِفٌ ؟ ! " ، فَجَاءَ بِلالٌ ، فَقَالَ : " أَذِّنْ فِي النَّاسِ أَنَّهُ لا يَحِلُّ لُحُومُ الْحُمُرِ الأَهْلِيَّةِ ، وَلَحْمُ كُلِّ ذِي نَابٍ مِنَ السِّبَاعِ ، وَأَكْلُ ذِي مِخْلَبٍ مِنَ الطَّيْرِ ، وَأَنَّ الْجَنَّةَ لا تَحِلُّ لِعَاصٍ " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |