تفسير

رقم الحديث : 474

فَحَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سَلَمَةُ ، قَالَ : حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي نَجِيحٍ ، عَنْ مُجَاهِدِ بْنِ جَبْرٍ أَبِي الْحَجَّاجِ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : وحدثني الْكَلْبِيُّ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، وَالْحَسَنِ بْنِ عُمَارَةَ ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ ، عَنْ مِقْسَمٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : " لَمَّا اجْتَمَعُوا لِذَلِكَ ، وَاتَّعَدُوا أَنْ يَدْخُلُوا دَارَ النَّدْوَةِ ، وَيَتَشَاوَرُوا فِيهَا فِي أَمْرِ رَسُولِ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، غَدَوْا فِي الْيَوْمِ الَّذِي اتَّعَدُوا لَهُ ، وَكَانَ ذَلِكَ الْيَوْمُ يُسَمَّى : الزَّحْمَةَ ، فَاعْتَرَضَهُمْ إِبْلِيسُ ، فِي هَيْئَةِ شَيْخٍ جَلِيلٍ عَلَيْهِ بَتٌّ لَهُ ، فَوَقَفَ عَلَى بَابِ الدَّارِ ، فَلَمَّا رَأَوْهُ وَاقِفًا عَلَى بَابِهَا ، قَالُوا : مَنِ الشَّيْخُ ؟ قَالَ : شَيْخٌ مِنْ أَهْلِ نَجْدٍ ، سَمِعَ بِالَّذِي اتَّعَدْتُمْ لَهُ ، فَحَضَرَ مَعَكُمْ لِيَسْمَعَ مَا تَقُولُونَ ، وَعَسَى أَلا يَعْدِمَكُمْ مِنْهُ رَأْيٌ وَنُصْحٌ ، قَالُوا : أَجَلْ ، فَادْخُلْ . فَدَخَلَ مَعَهُمْ ، وَقَدِ اجْتَمَعَ فِيهَا أَشْرَافُ قُرَيْشٍ كُلُّهُمْ مِنْ كُلِّ قَبِيلَةٍ ، مِنْ بَنِي عَبْدِ شَمْسٍ : شَيْبَةُ ، وَعُتْبَةُ ابْنَا رَبِيعَةَ ، وَأَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ ، وَمِنْ بَنِي نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ : طُعَيْمَةُ بْنُ عَدِيٍّ ، وَجُبَيْرُ بْنُ مُطْعِمٍ ، وَالْحَارِثُ بْنُ عَامِرِ بْنِ نَوْفَلٍ ، وَمِنْ بَنِي عَبْدِ الدَّارِ بْنِ قُصَيِّ : النَّضْرُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ كِلْدَةَ ، وَمِنْ بَنِي أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى : أَبُو الْبَخْتَرِيِّ بْنُ هِشَامٍ ، وَزَمْعَةُ بْنُ الأَسْوَدِ بْنِ الْمُطَّلِبِ ، وَحَكِيمُ بْنُ حِزَامٍ ، وَمِنْ بَنِي مَخْزُومٍ : أَبُو جَهْلِ بْنُ هِشَامٍ ، وَمِنْ بَنِي سَهْمٍ : نَبِيهٌ وَمُنَبِّهٌ ابْنَا الْحَجَّاجِ ، وَمِنْ بَنِي جُمَحَ : أُمَيَّةُ بْنُ خَلَفٍ ، وَمَنْ كَانَ مِنْهُمْ ، وَغَيْرُهُمْ مِمَّنْ لا يُعَدُّ مِنْ قُرَيْشٍ ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ : إِنَّ هَذَا الرَّجُلَ قَدْ كَانَ أَمْرُهُ مَا قَدْ كَانَ ، وَمَا قَدْ رَأَيْتُمْ ، وَإِنَّا ، وَاللَّهِ ، مَا نَأْمَنُهُ عَلَى الْوُثُوبِ عَلَيْنَا بِمَنْ قَدِ اتَّبَعَهُ مِنْ غَيْرِنَا ، فَأَجْمِعُوا فِيهِ رَأْيًا . قَالَ : فَتَشَاوَرُوا ، ثُمَّ قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمُ : احْبِسُوهُ فِي الْحَدِيدِ ، وَأَغْلِقُوا عَلَيْهِ بَابًا ، ثُمَّ تَرَبَّصُوا بِهِ مَا أَصَابَ أَشْبَاهَهُ مِنَ الشُّعَرَاءِ الَّذِينَ قَبْلَهُ : زُهَيْرًا ، وَالنَّابِغَةَ ، وَمَنْ مَضَى مِنْهُمْ مِنْ هَذَا الْمَوْتِ ، حَتَّى يُصِيبَهُ مِنْهُ مَا أَصَابَهُمْ ، قَالَ : فَقَالَ الشَّيْخُ النَّجْدِيُّ : لا وَاللَّهِ ، مَا هَذَا لَكُمْ بِرَأْيٍ ، وَاللَّهِ لَوْ حَبَسْتُمُوهُ ، كَمَا تَقُولُونَ ، لَخَرَجَ أَمْرُهُ مِنْ وَرَاءِ الْبَابِ الَّذِي أَغْلَقْتُمُوهُ دُونَهُ إِلَى أَصْحَابِهِ ، فَلَأَوْشَكُوا أَنْ يَثِبُوا عَلَيْكُمْ ، فَيَنْتَزِعُوهُ مِنْ أَيْدِيكُمْ ، ثُمَّ يُكَاثِرُوكُمْ حَتَّى يَغْلِبُوكُمْ عَلَى أَمْرِكُمْ هَذَا ، مَا هَذَا لَكُمْ بِرَأْيٍ ، فَانْظُرُوا فِي غَيْرِهِ ، ثُمَّ تَشَاوَرُوا ، فَقَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ : نُخْرِجُهُ مِنْ بَيْنِ أَظْهُرِنَا ، فَنَنْفِيهِ مِنْ بَلَدِنَا ، فَإِذَا خَرَجَ عَنَّا ، فَوَاللَّهِ مَا نُبَالِي أَيْنَ ذَهَبَ ، وَلا حَيْثُ وَقَعَ ، إِذَا غَابَ عَنَّا أذاه ، وَفَرَغْنَا مِنْهُ ، فَأَصْلَحْنَا أَمْرَنَا ، وَأُلْفَتَنَا كَمَا كَانَتْ ، قَالَ الشَّيْخُ النَّجْدِيُّ : وَاللَّهِ ، مَا هَذَا لَكُمْ بِرَأْيٍ ، أَلَمْ تَرَوْا حُسْنَ حَدِيثِهِ ، وَحَلاوَةَ مَنْطِقِهِ ، وَغَلَبَتَهُ عَلَى قُلُوبِ الرِّجَالِ بِمَا يَأْتِي بِهِ ؟ وَاللَّهِ لَوْ فَعَلْتُمْ ذَلِكَ مَا أَمِنْتُ أَنْ يَحِلَّ عَلَى حَيٍّ مِنَ الْعَرَبِ ، فَيَغْلِبَ عَلَيْهِمْ بِذَلِكَ مِنْ قَوْلِهِ وَحَدِيثِهِ ، حَتَّى يُتَابِعُوهُ عَلَيْهِ ، ثُمَّ يَسِيرُ بِهِمْ إِلَيْكُمْ حَتَّى يَطَأَكُمْ بِهِمْ ، فَيَأْخُذَ أَمْرَكُمْ مِنْ أَيْدِيكُمْ ، ثُمَّ يَفْعَلَ بِكُمْ مَا أَرَادَ ، أَدِيرُوا فِيهِ رَأْيًا غَيْرَ هَذَا . قَالَ : فَقَالَ أَبُو جَهْلِ بْنُ هِشَامٍ : وَاللَّهِ إِنَّ لِي فِيهِ لَرَأْيًا مَا أَرَاكُمْ وَقَعْتُمْ عَلَيْهِ بَعْدُ ، قَالُوا : وَمَا هُوَ يَا أَبَا الْحَكَمِ ؟ قَالَ : أَرَى أَنْ تَأْخُذُوا مِنْ كُلِّ قَبِيلَةٍ فَتًى شَابًّا ، جَلْدًا نَسِيبًا وَسِيطًا فِينَا ، ثُمَّ نُعْطِي كُلَّ فَتًى مِنْهُمْ سَيْفًا صَارِمًا ، ثُمَّ يَعْمِدُونَ إِلَيْهِ ، ثُمَّ يَضْرِبُونَهُ بِهَا ضَرْبَةَ رَجُلٍ وَاحِدٍ ، فَيَقْتُلُونَهُ ، فَنَسْتَرِيحُ ، فَإِنَّهُمْ إِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ تَفَرَّقَ دَمُهُ فِي الْقَبَائِلِ كُلِّهَا ، فَلَمْ يَقْدِرْ بَنُو عَبْدِ مَنَافٍ عَلَى حَرْبِ قَوْمِهِمْ جَمِيعًا ، وَرَضُوا مِنَّا بِالْعَقْلِ ، فَعَقَلْنَاهُ لَهُمْ . قَالَ : فَقَالَ الشَّيْخُ النَّجْدِيُّ : الْقَوْلُ مَا قَالَ الرَّجُلُ ، هَذَا الرَّأْيُ لا رَأْيَ لَكُمْ غَيْرُهُ ، فَتَفَرَّقَ الْقَوْمُ عَلَى ذَلِكَ ، وَهُمْ مُجْمِعُونَ لَهُ . فَأَتَى جِبْرِيلُ رَسُولَ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : لا تَبِتْ هَذِهِ اللَّيْلَةَ عَلَى فِرَاشِكَ الَّذِي كُنْتَ تَبِيتُ عَلَيْهِ . قَالَ : فَلَمَّا كَانَ الْعَتَمَةُ مِنَ اللَّيْلِ ، اجْتَمَعُوا عَلَى بَابِهِ فَتَرَصَّدُوهُ مَتَى يَنَامُ ، فَيَثِبُونَ عَلَيْهِ ، فَلَمَّا رَأَى رَسُولُ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، مَكَانَهُمْ ، قَالَ لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ : نَمْ عَلَى فِرَاشِي ، وَاتَّشِحْ بِبُرْدِي الْحَضْرَمِيِّ الأَخْضَرِ ، فَنَمْ ، فَإِنَّهُ لا يَخْلُصُ إِلَيْكَ شَيْءٌ تَكْرَهُهُ مِنْهُمْ . وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَنَامُ فِي بُرْدِهِ ذَلِكَ إِذَا نَامَ . قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ : زَادَ بَعْضُهُمْ فِي هَذِهِ الْقِصَّةِ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ : وَقَالَ لَهُ : إِنْ أَتَاكَ ابْنُ أَبِي قُحَافَةَ ، فَأَخْبِرْهُ أَنِّي تَوَجَّهْتُ إِلَى ثَوْرٍ ، فَمُرْهُ ، فَلْيَلْحَقْ بِي ، وَأَرْسِلْ إِلَيَّ بِطَعَامٍ ، وَاسْتَأْجِرْ لِي دَلِيلا يَدُلُّنِي عَلَى طَرِيقِ الْمَدِينَةِ ، وَاشْتَرِ لِي رَاحِلَةً . ثُمَّ مَضَى رَسُولُ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَأَعْمَى اللَّهُ أَبْصَارَ الَّذِينَ كَانُوا يَرْصُدُونَهُ عَنْهُ ، وَخَرَجَ عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " .

الرواه :

الأسم الرتبة
ابْنِ عَبَّاسٍ

صحابي

مِقْسَمٍ

صدوق حسن الحديث

الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ

ثقة ثبت

وَالْحَسَنِ بْنِ عُمَارَةَ

متروك الحديث

ابْنِ عَبَّاسٍ

صحابي

أَبِي صَالِحٍ

ثقة ثبت

الْكَلْبِيُّ

متهم بالكذب

ابْنِ عَبَّاسٍ

صحابي

مُجَاهِدِ بْنِ جَبْرٍ أَبِي الْحَجَّاجِ

ثقة إمام في التفسير والعلم

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي نَجِيحٍ

ثقة

مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ

صدوق مدلس

سَلَمَةُ

صدوق كثير الخطأ

ابْنُ حُمَيْدٍ

متروك الحديث

Whoops, looks like something went wrong.