تفسير

رقم الحديث : 542

حدثنا الزبير بن بكار ، قال : حدثنا عثامة بن عمرو السهمي ، قال : حدثني مسور بن عبد الملك اليربوعي ، عن أبيه ، عن سعيد بن المسيب ، قال : " بينا نحن عند مروان بن الحكم ، إذ دخل حاجبه ، فقال : هذا أبو خالد حكيم بن حزام ، قال : ائذن له ، فلما دخل حكيم بن حزام ، قال : مرحبا بك يا أبا خالد ، ادن ، فحال له مروان عن صدر المجلس ، حتى كان بينه وبين الوسادة ، ثم استقبله مروان ، فقال : حدثنا حديث بدر . قال : خرجنا حتى إذا نزلنا الجحفة ، رجعت قبيلة من قبائل قريش بأسرها ، فلم يشهد أحد من مشركيهم بدرا ، ثم خرجنا حتى نزلنا العدوة التي ذكرها الله ، عز وجل ، فجئت عتبة بن ربيعة ، فقلت : يا أبا الوليد ، هل لك أن تذهب بشرف هذا اليوم ما بقيت ؟ قال : أفعل ماذا ؟ قلت إنكم لا تطلبون من محمد إلا دم ابن الحضرمي ، وهو حليفك ، فتحمل ديته وترجع بالناس . فقال : أنت وذاك ، وأنا أتحمل بديته ، واذهب إلى ابن الحنظلية ، يعني : أبا جهل ، فقل له : هل لك أن ترجع اليوم بمن معك عن ابن عمك ؟ فجئته ، فإذا هو في جماعة من بين يديه ومن ورائه ، وإذا ابن الحضرمي واقف على رأسه وهو يقول : قد فسخت عقدي من عبد شمس وعقدي إلى بني مخزوم ، فقلت له : يقول لك عتبة بن ربيعة : هل لك أن ترجع اليوم عن ابن عمك بمن معك ؟ قال : أما وجد رسولا غيرك ؟ قلت : لا ، ولم أكن لأكون رسولا لغيره . قال حكيم : فخرجت مبادرا إلى عتبة ، لئلا يفوتني من الخبر شيء ، وعتبة متكئ على إيماء بن رحضة الغفاري ، وقد أهدى إلى المشركين عشر جزائر . فطلع أبو جهل والشر في وجهه ، فقال لعتبة : انتفخ سحرك . فقال له عتبة : ستعلم ، فسل أبو جهل سيفه ، فضرب به متن فرسه ، فقال إيماء بن رحضة : بئس الفأل هذا . فعند ذلك قامت الحرب . رجع الحديث إلى حديث ابن إسحاق ، ثم قام عتبة بن ربيعة خطيبا ، فقال : يا معشر قريش ، إنكم ، والله ، ما تصنعون بأن تلقوا محمدا وأصحابه شيئا . والله لئن أصبتموه لا يزال رجل ينظر في وجه رجل يكره النظر إليه ، قتل ابن عمه أو ابن خاله أو رجلا من عشيرته ، فارجعوا وخلوا بين محمد وبين سائر العرب ، فإن أصابوه فذاك الذي أردتم ، وإن كان غير ذلك ألفاكم ولم تعرضوا منه ما تريدون . قال حكيم : فانطلقت أؤم أبا جهل ، فوجدته قد نثل درعا له من جرابها ، فهو يهيئها ، فقلت : يا أبا الحكم ، إن عتبة قد أرسلني إليك بكذا وكذا ، للذي قال . فقال : انتفخ والله سحره حين رأى محمدا وأصحابه . كلا والله ، لا نرجع حتى يحكم الله بيننا وبين محمد وأصحابه ، وما بعتبة ما قال ، ولكنه قد رأى محمدا وأصحابه أكلة جزور ، وفيهم ابنه ، فقد تخوفكم عليه . ثم بعث إلى عامر بن الحضرمي ، فقال له : هذا حليفك يريد أن يرجع بالناس ، وقد رأيت ثأرك بعينك ، فقم ، فانشد خفرتك ، ومقتل أخيك . فقام عامر بن الحضرمي فاكتشف ، ثم صرخ : واعمراه واعمراه . فحميت الحرب ، وحقب أمر الناس ، واستوثقوا على ما هم عليه من الشر ، وأفسد على الناس الرأي الذي دعاهم إليه عتبة بن ربيعة ، فلما بلغ عتبة بن ربيعة قول أبي جهل ، انتفخ سحره ، قال : سيعلم المصفر استه من انتفخ سحره ، أنا أم هو . ثم التمس بيضة يدخلها في رأسه ، فما وجد في الجيش بيضة تسعه من عظم هامته ، فلما رأى ذلك اعتجر على رأسه ببرد له ، وقد خرج الأسود بن عبد الأسد المخزومي ، وكان رجلا شرسا سيئ الخلق ، فقال : أعاهد الله لأشربن من حوضهم ، ولأهدمنه ، أو لأموتن دونه . فلما خرج ، خرج له حمزة بن عبد المطلب ، فلما التقيا ضربه حمزة ، فأطن قدمه بنصف ساقه ، وهو دون الحوض . فوقع على ظهره تشخب رجله دما نحو أصحابه ، ثم حبا إلى الحوض حتى اقتحم فيه ، يريد ، زعم ، أن يبر يمينه . واتبعه حمزة ، فضربه حتى قتله في الحوض ، ثم خرج بعده عتبة بن ربيعة بين أخيه شيبة بن ربيعة ، وابنه الوليد بن عتبة ، حتى إذا فصل من الصف دعا إلى المبارزة ، فخرج إليه فتية من الأنصار ، ثلاثة نفر ، منهم : عوف ومعوذ ابنا الحارث وأمهما عفراء ورجل آخر ، يقال له : عبد الله بن رواحة ، فقالوا : من أنتم ؟ قالوا : رهط من الأنصار . فقالوا : ما لنا بكم حاجة . ثم نادى مناديهم : يا محمد ، أخرج إلينا أكفاءنا من قومنا . فقال رسول الله ، صلى الله عليه وسلم : قم يا حمزة بن عبد المطلب ، قم يا عبيدة بن الحارث ، قم يا علي بن أبي طالب . فلما قاموا ودنوا منهم ، قالوا : من أنتم ؟ قال عبيدة : عبيدة ، وقال حمزة : حمزة ، وقال علي : علي ، قالوا : نعم ، أكفاء كرام ، فبارز عبيدة بن الحارث ، وكان أسن القوم ، عتبة بن ربيعة ، وبارز حمزة شيبة بن ربيعة ، وبارز علي الوليد بن عتبة . فأما حمزة ، فلم يمهل شيبة أن قتله ، وأما علي فلم يمهل الوليد أن قتله ، واختلف عبيدة وعتبة بينهما ضربتين ، كلاهما أثبت صاحبه ، وكر حمزة وعلي بأسيافهما على عتبة ، فذففا عليه فقتلاه ، واحتملا صاحبهما عبيدة ، فجاءا به إلى أصحابه ، وقد قطعت رجله فمخها يسيل . فلما أتوا بعبيدة إلى رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، قال : ألست شهيدا يا رسول الله ؟ قال : بلى ، فقال عبيدة : لو كان أبو طالب حيا ، لعلم أني أحق بما قال منه ، حيث يقول : ونسلمه حتى نصرع حوله ونذهل عن أبنائنا والحلائل .

الرواه :

الأسم الرتبة
أبو خالد حكيم بن حزام

صحابي

سعيد بن المسيب

أحد العلماء الأثبات الفقهاء الكبار

أبيه

ثقة

مسور بن عبد الملك اليربوعي

مقبول

عثامة بن عمرو السهمي

مجهول الحال

الزبير بن بكار

ثقة

Whoops, looks like something went wrong.