ذكر ابراهيم خليل الرحمن عليه السلام وذكر من كان في عصره من ملوك العجم


تفسير

رقم الحديث : 222

حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ ، قَالَ : حَدَّثَنِي حَجَّاجٌ ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ خَارِجَةَ ، قَالَ : قُلْنَا لَهُ : حَدِّثْنَا حَدِيثَ ثَمُودَ ، قَالَ : أُحَدِّثُكُمْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، عَنْ ثَمُودَ ، " كَانَتْ ثَمُودُ قَوْمَ صَالِحٍ عَمَّرَهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي الدُّنْيَا ، فَأَطَالَ أَعْمَارَهُمْ حَتَّى جَعَلَ أَحَدُهُمْ يَبْنِي الْمَسْكَنَ مِنَ الْمَدَرِ فَيَتَهَدَّمَ وَالرَّجُلُ مِنْهُمْ حَيٌّ ، فَلَمَّا رَأَوْا ذَلِكَ اتَّخَذُوا مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا فَرِهِينَ ، فَنَحَتُوهَا وَجَابُّوهَا وَجَوَّفُوهَا ، وَكَانُوا فِي سَعَةٍ مِنْ مَعَايِشِهِمْ ، فَقَالُوا : يَا صَالِحُ ، ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا آيَةً نَعْلَمُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ ، فَدَعَا صَالِحٌ رَبَّهُ ، فَأَخْرَجَ لَهُمُ النَّاقَةَ فَكَانَ شِرْبُهَا يَوْمًا وَشِرْبُهُمْ يَوْمًا مَعْلُومًا ، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ شِرْبِهَا خَلَّوْا عَنْهَا وَعَنِ الْمَاءِ ، وَحَلَبُوهَا لَبَنًا ، وَمَلَئُوا كُلَّ إِنَاءٍ وَوِعَاءٍ وَسِقَاءٍ ، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ شِرْبِهِمْ صَرَفُوهَا عَنِ الْمَاءِ وَلَمْ تَشْرَبْ مِنْهُ شَيْئًا ، فَمَلَئُوا كُلَّ إِنَاءٍ وَوِعَاءٍ وَسِقَاءٍ ، فَأَوْحَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى صَالِحٍ إِنَّ قَوْمَكَ سَيَعْقِرُونَ نَاقَتَكَ ، فَقَالَ لَهُمْ , فَقَالُوا : مَا كُنَّا لِنَفْعَلَ ، قَالَ : إِلا تَعْقِرُوهَا أَنْتُمْ أَوْشَكَ أَنْ يُولَدَ فِيكُمْ مَوْلُودٌ يَعْقِرُهَا ، قَالُوا : مَا عَلامَةُ ذَلِكَ الْمَوْلُودِ ؟ فَوَاللَّهِ لا نَجِدُهُ إِلا قَتَلْنَاهُ ، قَالَ : فَإِنَّهُ غُلامٌ أَشْقَرُ أَزْرَقُ أَصْهَبُ أَحْمَرُ ، قَالَ : فَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ شَيْخَانِ عَزِيزَانِ مَنِيعَانِ ، لأَحَدِهِمَا ابْنٌ يَرْغَبُ لَهُ عَنِ الْمَنَاكِحِ ، وَلِلآخَرِ ابْنَةٌ لا يَجِدُ لَهَا كُفْؤًا فَجَمَعَ بَيْنَهُمَا مَجْلِسٌ ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ : مَا يَمْنَعُكَ أَنْ تُزَوِّجَ ابْنَكَ ؟ قَالَ : لا أَجِدُ لَهُ كُفْئًا ، قَالَ : فَإِنَّ ابْنَتِي كُفْءٌ لَهُ ، وَأَنَا أُزَوِّجُكَ فَزُوِّجَ ، فَوُلِدَ مِنْهُمَا ذَلِكَ الْمَوْلُودُ ، وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ ثَمَانِيَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ وَلا يُصْلِحُونَ ، فَلَمَّا قَالَ لَهُمْ صَالِحٌ : إِنَّمَا يَعْقِرُهَا مَوْلُودٌ فِيكُمْ ، اخْتَارُوا ثَمَانِيَ نِسْوَةً قَوَابِلَ مِنَ الْقَرْيَةِ ، وَجَعَلُوا مَعَهُنَّ شُرَطًا كَانُوا يَطُوفُونَ فِي الْقَرْيَةِ ، فَإِذَا وَجَدُوا الْمَرْأَةَ تَمْخِضُ نَظَرُوا مَا وَلَدُهَا ، فَإِنْ كَانَ غُلامًا قَتَلْنَهُ ، وَإِنْ كَانَتْ جَارِيَةً أَعْرَضْنَ عَنْهَا ، فَلَمَّا وَجَدُوا ذَلِكَ الْمَوْلُودَ صَرَخْنَ النِّسْوَةُ ، وَقُلْنَ : هَذَا الَّذِي يُرِيدُ رَسُولُ اللَّهِ صَالِحٌ ، فَأَرَادَ الشُّرَطُ أَنْ يَأْخُذُوهُ فَحَالَ جَدَّاهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُمْ ، وَقَالُوا : إِنْ أَرَادَ صَالِحٌ هَذَا قَتَلْنَاهُ ، وَكَانَ شَرَّ مَوْلُودٍ , وَكَانَ يَشِبُّ فِي الْيَوْمِ شَبَابَ غَيْرِهِ فِي الْجُمُعَةِ ، وَيَشِبُّ فِي الْجُمُعَةِ شَبَابَ غَيْرِهِ فِي الشَّهْرِ , وَيَشِبُّ فِي الشَّهْرِ شَبَابَ غَيْرِهِ فِي السَّنَةِ ، فَاجْتَمَعَ الثَّمَانِيَةُ الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ وَلا يُصْلِحُونَ ، وَفِيهِمُ الشَّيْخَانِ ، فَقَالُوا : اسْتَعْمِلْ عَلَيْنَا هَذَا الْغُلامَ لِمَنْزِلَتِهِ وَشَرَفِ جَدَّيْهِ فَصَارُوا تِسْعَةً ، وَكَانَ صَالِحٌ عَلَيْهِ السَّلامُ لا يَنَامُ مَعَهُمْ فِي الْقَرْيَةِ ، بَلْ كَانَ فِي مَسْجِدٍ , يُقَالُ لَهُ : مَسْجِدُ صَالِحٍ ، فِيهِ يَبِيتُ بِاللَّيْلِ ، فَإِذَا أَصْبَحَ أَتَاهُمْ فَوَعَظَهُمْ وَذَكَّرَهُمْ ، فَإِذَا أَمْسَى خَرَجَ إِلَى مَسْجِدِهِ فَبَاتَ فِيهِ ، قَالَ حَجَّاجٌ : قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ ، لَمَّا قَالَ لَهُمْ صَالِحٌ عَلَيْهِ السَّلامُ : إِنَّهُ سَيُولَدُ غُلامٌ يَكُونُ هَلاكُهُمْ عَلَى يَدَيْهِ ، قَالُوا : فَكَيْفَ تَأْمُرُنَا ؟ قَالَ : آمُرُكُمْ بِقَتْلِهِمْ ، فَقَتَلُوهُمْ إِلا وَاحِدًا ، قَالَ : فَلَمَّا بَلَغَ ذَلِكَ الْمَوْلُودَ ، قَالُوا : لَوْ كُنَّا لَمْ نَقْتُلْ أَوْلادَنَا لَكَانَ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنَّا مِثْلُ هَذَا ، هَذَا عَمَلُ صَالِحٍ : فَأْتَمَرُوا بَيْنَهُمْ بِقَتْلِهِ ، وَقَالُوا : نَخْرُجُ مُسَافِرِينَ وَالنَّاسُ يَرَوْنَنَا عَلانِيَةً ، ثُمَّ نَرْجِعُ مِنْ لَيْلَةِ كَذَا وَكَذَا مِنْ شَهْرِ كَذَا وَكَذَا , فَنَرْصُدُهُ عِنْدَ مُصَلاهُ فَنَقْتُلُهُ ، فَلا يَحْسَبُ النَّاسُ إِلا أَنَّا مُسَافِرُونَ كَمَا نَحْنُ ، فَأَقْبَلُوا حَتَّى دَخَلُوا تَحْتَ صَخْرَةٍ يَرْصُدُونَهُ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهِمُ الصَّخْرَةَ فَرَضَخَتْهُمْ فَأَصْبَحُوا رَضْخًا ، فَانْطَلَقَ رِجَالٌ مِمَّنْ قَدِ اطَّلَعَ عَلَى ذَلِكَ مِنْهُمْ ، فَإِذَا هُمْ رَضْخٌ ، فَرَجَعُوا يَصِيحُونَ فِي الْقَرْيَةِ : أَيْ عِبَادَ اللَّهِ , أَمَا رَضِيَ صَالِحٌ أَنْ أَمَرَهُمْ أَنْ يَقْتُلُوا أَوْلادَهُمْ حَتَّى قَتَلَهُمْ ، فَاجْتَمَعَ أَهْلُ الْقَرْيَةِ عَلَى عَقْرِ النَّاقَةِ أَجْمَعُونَ ، فَأَحْجَمُوا عَنْهَا إِلا ذَلِكَ ابْنُ الْعَاشِرِ ، قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ : ثُمَّ رَجَعَ الْحَدِيثُ إِلَى حَدِيثِ رَسُولِ اللَّهِ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : فَأَرَادُوا أَنْ يَمْكُرُوا بِصَالِحٍ ، فَمَشَوْا حَتَّى أَتَوْا عَلَى سَرَبٍ عَلَى طَرِيقِ صَالِحٍ ، فَاخْتَبَأَ فِيهِ ثَمَانِيَةٌ ، فَقَالُوا : إِذَا خَرَجَ عَلَيْنَا قَتَلْنَاهُ وَأَتَيْنَا أَهْلَهُ فَبَيَّتْنَاهُمْ , فَأَمَرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الأَرْضَ فَاسْتَوَتْ عَلَيْهِمْ ، قَالَ : فَاجْتَمَعُوا وَمَشَوْا إِلَى النَّاقَةِ ، وَهِيَ عَلَى حَوْضِهَا قَائِمَةٌ ، فَقَالَ الشَّقِيُّ لأَحَدِهِمُ : ائْتِهَا فَاعْقِرْهَا ، فَأَتَاهَا ، فَتَعَاظَمَهُ ذَلِكَ ، فَأَضْرَبَ عَنْ ذَلِكَ ، فَبَعَثَ آخَرَ فَأَعْظَمَ ذَلِكَ ، فَجَعَلَ لا يَبْعَثُ أَحَدًا إِلا تَعَاظَمَهُ أَمْرُهَا ، حَتَّى مَشَى إِلَيْهَا وَتَطَاوَلَ فَضَرَبَ عُرْقُوبَيْهَا ، فَوَقَعَتْ تَرْكُضُ فَأَتَى رَجُلٌ مِنْهُمْ صَالِحًا ، فَقَالَ : أَدْرِكِ النَّاقَةَ فَقَدْ عُقِرَتْ ، فَأَقْبَلَ , فَخَرَجُوا يَتَلَقَّوْنَهُ وَيَعْتَذِرُونَ إِلَيْهِ : يَا نَبِيَّ اللَّهِ , إِنَّمَا عَقَرَهَا فُلانٌ ، إِنَّهُ لا ذَنْبَ لَنَا ، قَالَ : انْظُرُوا هَلْ تُدْرِكُونَ فَصِيلَهَا ، فَإِنْ أَدْرَكْتُمُوهُ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَرْفَعَ عَنْكُمُ الْعَذَابَ , فَخَرَجُوا يَطْلُبُونَهُ , فَلَمَّا رَأَى الْفَصِيلُ أُمَّهُ تَضْطَرِبُ أَتَى جَبَلا , يُقَالُ لَهُ : الْقَارَةُ , قَصِيرًا فَصَعِدَهُ وَذَهَبُوا لِيَأْخُذُوهُ ، فَأَوْحَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى الْجَبَلِ ، فَطَالَ فِي السَّمَاءِ حَتَّى مَا تَنَالُهُ الطَّيْرُ ، قَالَ : وَدَخَلَ صَالِحٌ الْقَرْيَةَ ، فَلَمَّا رَآهُ الْفَصِيلُ بَكَى حَتَّى سَالَتْ دُمُوعُهُ ، ثُمَّ اسْتَقْبَلَ صَالِحًا ، فَرَغَا رَغْوَةً ، ثُمَّ رَغَا أُخْرَى ثُمَّ رَغَا أُخْرَى ، فَقَالَ صَالِحٌ : لِكُلِّ رَغْوَةٍ أَجَلُ يَوْمٍ ، تَمَتَّعُوا فِي دَارِكُمْ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ ، ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ ، إِلا أَنَّ آيَةَ الْعَذَابِ أَنَّ الْيَوْمَ الأَوَّلَ تُصْبِحُ وُجُوهُكُمْ مُصْفَرَّةً ، وَالْيَوْمَ الثَّانِيَ مُحْمَرَّةً ، وَالْيَوْمَ الثَّالِثَ مُسْوَدَّةً ، فَلَمَّا أَصْبَحُوا إِذَا وُجُوهُهُمْ كَأَنَّمَا طُلِيَتْ بِالْخَلُوقِ ، صَغِيرُهُمْ وَكَبِيرُهُمْ ، ذَكَرُهُمْ وَأُنْثَاهُمْ ، فَلَمَّا أَمْسَوْا صَاحُوا بِأَجْمَعِهِمْ : أَلا قَدْ مَضَى يَوْمٌ مِنَ الأَجَلِ وَحَضَرَكُمُ الْعَذَابُ ، فَلَمَّا أَصْبَحُوا الْيَوْمَ الثَّانِي إِذَا وُجُوهُهُمْ مُحْمَرَّةٌ ، كَأَنَّمَا خُضِبَتْ بِالدِّمَاءِ ، فَصَاحُوا وَضَجُّوا وَبَكَوْا , وَعَرَفُوا أَنَّهُ الْعَذَابُ ، فَلَمَّا أَمْسَوْا صَاحُوا بِأَجْمَعِهِمْ : أَلا قَدْ مَضَى يَوْمَانِ مِنَ الأَجَلِ ، وَحَضَرَكُمُ الْعَذَابُ , فَلَمَّا أَصْبَحُوا الْيَوْمَ الثَّالِثَ فَإِذَا وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ كَأَنَّمَا طُلِيَتْ بِالْقَارِ ، فَصَاحُوا جَمِيعًا : أَلا قَدْ حَضَرَكُمُ الْعَذَابُ ، فَتَكَفَّنُوا وَتَحَنَّطُوا ، وَكَانَ حُنُوطُهُمُ الصَّبْرَ وَالْمَقِرَ ، وَكَانَتْ أَكْفَانُهُمُ الأَنْطَاعَ ، ثُمَّ أَلْقَوْا أَنْفُسَهُمْ إِلَى الأَرْضِ ، فَجَعَلُوا يُقَلِّبُونَ أَبْصَارَهُمْ إِلَى السَّمَاءِ مَرَّةً ، وَإِلَى الأَرْضِ مَرَّةً ، لا يَدْرُونَ مِنْ حَيْثُ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ ، مِنْ فَوْقِهِمْ مِنَ السَّمَاءِ ، أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ مِنَ الأَرْضِ خُشُعًا وَفُرُقًا ، فَلَمَّا أَصْبَحُوا الْيَوْمَ الرَّابِعَ أَتَتْهُمْ صَيْحَةٌ مِنَ السَّمَاءِ فِيهَا صَوْتُ كُلِّ صَاعِقَةٍ ، وَصَوْتُ كُلِّ شَيْءٍ لَهُ صَوْتٌ فِي الأَرْضِ ، فَتَقَطَّعَتْ قُلُوبُهُمْ فِي صُدُورِهِمْ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ " .

الرواه :

الأسم الرتبة
عَمْرِو بْنِ خَارِجَةَ

صحابي

شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ

صدوق كثير الإرسال والأوهام

أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ

متروك الحديث

حَجَّاجٌ

ثقة ثبت

الْحُسَيْنُ

صدوق فاضل

الْقَاسِمُ

ثقة

Whoops, looks like something went wrong.